وبحسب جدول الزيارة يلتقي الحريري، الخميس المقبل، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.
وتحدثت وسائل إعلام لبنانية وأمريكية، عن محاولات الحريري لمنع أمريكا من توسيع رقعة العقوبات التي فرضتها على شخصيات من "حزب الله".
ملف "حزب الله"
اكتفت مصادر الرئيس سعد الحريري بالقول إن "موعد الزيارة إلى واشنطن كان محددًا في وقت سابق، وستكون مناسبة للقيام بجولة أفق حول الوضع العام في لبنان والمنطقة، وما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين".
وبحسب أوساط أمريكية، يتوقع أن يكون ملف "حزب الله" على رأس جدول مباحثات الحريري مع المسؤولين الأمريكيين، في ظل الضغوط المتصاعدة والمتواصلة التي تفرضها واشنطن على قيادات الحزب وعلى شبكاته وأنشطته المالية، سواء في الولايات المتحدة أو في أمريكا اللاتينية، وفي لبنان أيضاً.
ونقل موقع "القوات اللبنانية" عن مصادر دبلوماسية مطلعة قولها، إن "الولايات المتحدة بدأت سياسة العقوبات تجاه حزب الله وهي ستوسع رقعتها لتشمل حلفاء الحزب خلال الأشهر القليلة المقبلة، وسيضع الأمريكان الحريري في هذه الأجواء، متمنيين عليه إخراج لبنان من تأثير حزب الله وتداعياته على البلاد".
تدخل أمريكي
الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الساتر، قال إن "زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لأمريكا، تأتي في سياق ما كان يبحث مع الإدارة الأمريكية في كثير من القضايا، وقد أعربت واشنطن أكثر من مرة أن بعض المسائل المتعلقة بالشأن الداخلي اللبناني تزعجها".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "أمريكا أبدت ملاحظات كثيرة وتدخلات كبيرة في الداخل اللبناني، آخرها البيان الذي صدر بشأن حادث إطلاق النار في منطقة قبرشمون والتي أدت إلى اشتعال أزمة كبيرة بين التيارين الدرزيين في لبنان".
قضايا هامة
ومضى قائلًا "واشنطن تقول إن حزب الله يسيطر على الوضع الحكومي في لبنان وعلى كامل المؤسسات وهذه ادعاءات كاذبة؛ لكنها ترسم الكثير من التخوفات عما تريده أمريكا في الداخل اللبناني، فهل تريد إعادة إنتاج طبقة سياسية تعمل على الإيقاع الأمريكي، وتواجه ما تسميه النفوذ الروسي السوري الإيراني في الدداخل اللبناني؟ هذا سؤال كبير ربما سيواجه به الرئيس سعد الحريري خلال هذه الزيارة".
وبشأن باقي القضايا التي يمكن طرحها خلال زيارة الحريري لواشنطن، أضاف السياسي اللبناني أن "هناك قضايا أخرى تتعلق بوضع الجيش اللبناني،وعلاقته بالصراع مع إسرائيل، وملف ترسيم الحدود البرية والبحرية، فضلا عن قضايا أخرى ذات صلة بهذا الموضوع، وهي موضوعات مالية اقتصادية سوف تهدد به أمريكا رئيس الحكومة البناينة التي تعتبره أنه لم يقف حتى الآن الوقفة المطلوبة منه ضد حزب الله، بحسب زعم بعض المصادر والأوساط ".
واستطرد "طبعا رئيس الجكومه في وضع دقيق جدا لا يحسد عليه، لكن في النهاية عليه أن يكون رجل دولة، وأن لا يكون رجل جهة معينة ضد جهات أخرى في الداخل اللبناني، فهو لا يستطيع أن يتحمل مثل هذا التصنيف".
حزب الله
وكشفت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلا عن مصادر أمريكية أن ملف "حزب الله" اللبناني هو على رأس جدول المباحثات التي ستجمع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع المسؤولين الأمريكيين.
وأشارت المصادر أن تعاطي الإدارة الأمريكية مع الحريري من خلال فرض الضغوط لن يكون حكيما أو مجديا، وذلك بسبب الوضع اللبناني المعقد والصعوبات التي تصطدم بها الحكومة اللبنانية ومن بينها سيطرة "حزب الله" وحلفائه على الحكومة.
مصالحة لبنانية
وعقد الزعيمان الدرزيان اللبنانيان وليد جنبلاط وطلال أرسلان الجمعة الماضية اجتماع مصالحة وضع حدا لأزمة سياسية اندلعت بعد تبادل لإطلاق نار في منطقة جبل الشوف، وتسبب في شلل حكومي يفاقم من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إنه وعلى إثر المصالحة ستعقد الحكومة السبت اجتماعها الأول منذ أسابيع.
وكانت مواجهة قد اندلعت بين حزبي جنبلاط وأرسلان تطورت إلى إطلاق نار في جبل الشوف في 30 يونيو/حزيران قتل فيها مساعدان للوزير بالحكومة صالح الغريب الحليف لأرسلان.
ونظرا لتمثيل الطرفين في حكومة الحريري، لم تتمكن الحكومة من الاجتماع، مما عقد الجهود المبذولة لإجراء إصلاحات تشتد الحاجة إليها لتوجيه البلاد بعيدا عن الأزمة المالية.
وأعلن الغريب أن حادث إطلاق النار محاولة اغتيال اتهم حلفاؤه حزب جنبلاط بالمسؤولية عنها. فيما قال حزب جنبلاط إن هذا كان ردا على إطلاق نار بدأه المرافقون لغريب وأسفر عن إصابة اثنين من أنصار جنبلاط.
واختلف الجانبان بشأن المحكمة التي ينبغي أن تنظر القضية. لكن الحريري قال إن الحادثة "باتت في عهدة القضاء العسكري الذي يتولى التحقيق في ظروفها وملابساتها، وذلك استنادا إلى القوانين والأنظمة المرعية الإجراء. وفي ضوء نتائج التحقيقات، يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب".