مجتمع

وداع جنائزي ورسالة إلى المستقبل... باقي سنوات قليلة على زوال دول وتشريد 2 مليار شخص

نظمت مجموعات واسعة ما وصف بـ"الوداع الجنائزي"، والذي حمل "رسالة إلى المستقبل" أو من سيعيشون على كوكب الأرض خلال العقود المقبلة لتحذيرهم من الزوال والدمار الذي سيدمر كوكب الأرض.
Sputnik

ونشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا حول تنظيم مجموعة واسعة من العلماء وداع جنائزي لـ"ذوبان أول نهر جليدي في العالم" في أيسلندا، بسبب تغير المناخ.

وقال العلماء إنهم يودعون نهر "أوكجوكول" الجليدي، ويودون ان يجعلوها بمثابة جنازة، لأنها فعليا ستكون جنازة لكوكب الأرض كله خلال السنوات المقبلة.

وكان نهر أوكجوكول قد بدأ في الذوبان عام 2014، قبل أن يذوب بالكامل قبل أيام قليلة.

ويجتمع العلماء في بورغارفورور بأيسلندا، لكتابة "رسالة إلى المستقبل"، والتي يوجهوا فيها تحذيرا للأجيال القادمة، وشرحا للسبب الذي وصل إليه كوكب الأرض لهذا الدمار في عصرهم المستقبلي.

وكتب العلماء في النصب التذكاري للنهر الذي كتب بالإنجليزية والأيسلندية: "حسنا، هذا أول نهر جليدي يفقد مكانته كجليد، في غضون 200 عام، متوقع ألا يكون هناك أنهار جليدية على الإطلاق، وهذا اعتراف منا بما يحدث، وأننا نعرف ما ينبغي أن نقوم به، لكن لا يوجد من يود أن ينقذ كوكب الأرض على ما يبدو".

2 مليار مشرد

يقول العلماء الجيولوجيون، إنه إذا استمر ذوبان الأنهار الجليدية بهذا المعدل الجنوني السريع، فهذا سيجعل كوكب الأرض عرضة لخطر زوال دول من على الخريطة، وربما انقراض كوكب الأرض بالكامل.

ويشير الباحثون إلى أن الغطاء الجليدي في غرينيلاند بالقرب من هر سيرميك أفانغاردارد الجليدي، بدأ في الذوبان فعليا، وهو ما يشكل أحد الثقل الجليدي الأساسي في كوكب الأرض.

وتؤكد الدراسات أنه خلال عام 2100، سيصل عدد المشردين واللاجئين في العالم إلى 2 ميلياري شخص، أو نحو خمس سكان العالم، بسبب ارتفاع مستويات المحيطات.

أما دولة مثل بنغلاديش، فقد لا تكون موجودة أساسا على الخريطة، و15 مليون شخص بها يتحول إلى لاجئين، في حال ما ارتفع مستوى البحار والمحيطات متر واحد فقط، أما في حالة الذوبان الكامل فالمستوى متوقع أن يصل إلى 3 أمتار.

ونفس الأمر بالنسبة لعدد كبير من الجزر، مثل جزر المارشال، والتي ستفجر بدورها أزمات أخرى متعلقة بأين سيتواجد "لاجئو المناخ" في ظل عدم تشريع قوانين تجبر الدول الكبرى على استضافة مواطني تلك الدول.

مجاعات وأزمات

وقال جيسون برينر، عالم الجيولوجيا في جامعة "بوفالو" الأمريكية: "لا تتوقف تلك التأثيرات المدمرة عند هذا الحد، بل ستصل إلى موجة نقص في مياه الشرب تجتاح العالم كله وبالتالي موجة نقص في الغذاء ومجاعات تقضي على الأخضر واليابس".

64 مليون مسبح أوليمبي... تفاصيل الخطر الأكبر الذي يهدد كوكب الأرض
كما قال أندريا دوتون، أستاذ الجيولوجيا في جامعة فلوريدا، "هناك اعتقاد خاطئ من أن ارتفاع مستوى سطح البحر يتعلق بغمرها للأرض، فمن لم يغرق منزله فهو آمن، لكن هذا خطأ جدا".

وأردف "ارتفاع منسوب سطح البحر، سيجعل منظومات الصرف الصحي تندمج مع مياه الشرب، ما يجعل انتقال الأمراض والأوبئة أمر طبيعي".

ومضى "كما سيؤثر ذوبان الأنهار الجليدية، على حصول الناس على الغذاء والماء والطاقة، وهي أمور جوهرية ونحتاجها للبقاء على قيد الحياة".

واستطرد "سيغير هذا الأمر على شكل الحياة التي نعرفها بالكامل، فنحن أمام صفائح جليدية كبرى في القطب الشمالي والقطب الجنوبي تنهار بالكامل".

وأتم "يكفي أن تعلم أن تلك الصفائح الجليدية الثقيلة، كان تشكل جزء من توازن طاقة الأرض، ما يعني أننا أمام انهيار في التوازن ما سيتتبعه من كوارث خطيرة".

وكانت الأمم المتحدة، أصدرت ما وصفته بـ"تحذير من الخطر الأكبر الذي يهدد كوكب الأرض"، خاصة بعد ارتفاع درجات الحرارة القياسية الذي شهدته أوروبا.

قالت كلير نوليس، المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إن كتلة الهواء الساخن، حطمت حاليا كافة الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في أوروبا، هذا الأسبوع، وفي طريقها لما وصفته بـ"الخطر الأكبر".

ووصفت ذلك "الخطر الأكبر" بأن كتلة الهواء الساخن، في طريقها الآن إلى جزيرة "غرينلاند" التابعة لمملكة الدنمارك، وهو ما يهدد بذوبان الغطاء الجليدي للجزيرة لأول مرة في التاريخ.

وأشارت المسؤولة الأممية "كتلة الهواء الساخن، التي تتحرك حاليا شمالا من شمال أفريقيا، لم تحطم أمس فقط درجات الحرارة القياسية في أوروبا، بل تجاوزتها بدرجتين أو ثلاث أو أربع درجات مئوية".

 وتابعت "فقدت غرينلاند في يوليو/ تموز فقط 160 مليار طن من الجليد من ذوبان السطح فحسب، هذا يعادل تقريبا حجم 64 مليون مسبح أولمبي".

واستطردت "في يوليو فقط يحدث كل هذا ومن السطح فقط، أي أن ذلك لا يشمل ما يذوب في المحيط، الذي قد يكون كارثيا بصورة غير متوقعة".

​وتجدر الإشارة إلى أن أطول موجة حرارة عرفتها أوروبا كانت عام 2003 حيث بقيت درجات الحرارة مرتفعة جداً طيلة 13 يوما ما أدى لوفاة 70000 شخص غالبيتهم من كبار السن، منهم حوالي 15000 في فرنسا.

ولتجنب وقوع ضحايا بدأت السلطات منذ بداية شهر الصيف بحملات توعية لحث المواطنين على شرب الماء وترطيب الجسد وتجنب الجهد الجسدي الكبير. ويكفي أن يستقل المرء أي وسيلة نقل عام في فرنسا (حافلات، مترو، قطار، ترامواي) لكي يرى ملصقات وضعتها وزارة الصحة تدعو فيها المواطنين لشرب المياه والاتصال بالطوارئ في حال أتاهم شعور بالإعياء.

وشهدت العواصم الأوروبية ارتفاعا قياسيا لرجات الحرارة في نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، إذ بلغت درجات الحرارة القصوى في العديد من المناطق أكثر من 40 درجة مئوية، مما دفع السلطات إلى رفع مستوى التحذير من مخاطر الشمس إلى المستوى الأحمر.

مناقشة