وأضاف، في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، "تسببت هذه الإجراءات في أقصى قدر من المعاناة الاجتماعية، وأدى إلى تآكل قدرات فنزويلا على الحفاظ على نفسها، وفي النهاية، إثارة انفجار داخلي يسمح بالتدخل العسكري الأجنبي المحمي بالمفهوم الشرير المتمثل في مسؤولية الحماية، الذي كان ذريعة للغزو الاستعماري للبلدان التي لديها النفط".
وقال السفير الفنزويلي في القاهرة: "إنها تجربة غير إنسانية هائلة للحرب غير التقليدية. سياسة القسوة المحسوبة، والانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بهدف تبرير النهب، وفرض حكومة محلية تابعة".
وتابع: "في حالتنا، استخدام أيديولوجية عنصري مولود منذ أكثر من 200 عام، عندما كانت الولايات المتحدة دولة عبودية، واليوم يروجون ضد القانون الدولي، ونشير إلى عقيدة مونرو سيئة السمعة".
وأوضح أنه في 9 يناير / كانون الثاني 2018 صرح الناطقون باسم وزارة الخارجية بأن حملة الضغط ضد فنزويلا تعمل، وما نشهده هو الانهيار الاقتصادي التام في فنزويلا.
وفي 12 أكتوبر / تشرين الأول 2018، قال السفير ويليام براونفيلد: "يجب أن نتعامل مع هذا باعتباره عذابا، ومأساة ستستمر حتى نهايتها، وإذا استطعنا أن نفعل شيئا لتسريعها، فعلينا أن نفعل ذلك، لفهم أن هذا سيكون له تأثير على ملايين الأشخاص الذين يواجهون بالفعل صعوبات في العثور على الغذاء والأدوية، ولا يمكننا القيام بذلك والتظاهر بأنه لن يكون له تأثير، علينا اتخاذ قرار صعب، والغاية المنشودة تبرر هذه العقوبة القاسية".
ولفت السفير الفنزويلي في القاهرة إلى أنه في 7 مارس 2019، صرح السيناتور ماركو روبيو بأنه "في الأسابيع المقبلة، ستواجه فنزويلا فترة من المعاناة لم تواجهها أي دولة في نصف الكرة الغربي في التاريخ الحديث"، بينما قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي في 22 مارس 2019 : "يبدو الأمر في فيلم "حرب النجوم" عندما يعلق دارث فيدر شخصا ما. هذا ما نفعله اقتصاديا مع فنزويلا".
وأوضح ويلمر أومار بارينتوس، أن ما تقوم به واشنطن يدور حول التدمير الاقتصادي المتعمد؛ بالتطبيق المنهجي للعدوان باستخدام الأدوات المالية، وبضغط لا مبرر له، واستخدام المناصب المهيمنة في الأسواق للتأثير على القطاع المصرفي، ورجال الأعمال من القطاع الخاص، والدول الأخرى التي تتعامل بشكل قانوني مع فنزويلا، حتى وكالات الأمم المتحدة نفسها.
وقال "إنها خطة يتم فيها استخدام البنوك والتأمين والسفن بقوة تدميرية مماثلة لتلك الخاصة بأسلحة الدمار الشامل، ولكن دون تقديم المسؤولين إلى العدالة ودون التعرض للمعاقبة المعنوية التي يستحقونها".
ولفت إلى قول جون بولتون في 30 يناير 2019: "نصيحتي للمصرفيين والتجار والمؤسسات التجارية الأخرى: لا تتاجر في الذهب أو النفط أو غيرها من المنتجات الفنزويلية"، بينما في 29 مارس 2019 قال إليوت أبرامز: "نحن نفرض عقوباتنا وماذا يفعل النظام؟ يحاول النظام إيجاد طرق أخرى لتجنبها، والبحث عن عملاء جدد، والبحث عن مصادر جديدة للواردات. ماذا نفعل؟".
وقال السفير الفنزويلي في القاهرة إن أحد الجوانب المثيرة للاشمئزاز من هذه السياسة الإجرامية المتمثلة في التدمير الشامل، هو أنها مصحوبة بسرقة ونهب ثروة الأمة لأكثر من 150 مليار دولار. بينما يحرم سكاننا من السلع الأساسية التي تسبب أكبر قدر من المعاناة، فإنهم يحرمون الشعب الفنزويلي من عشرات المليارات من الدولارات.
واستطرد: يحدث نفس الشيء بالتعاون مع لجنة الصليب الأحمر الدولية، التي اجتمع رئيسها أمس في كاراكاس مع رئيس دولتنا للمضي قدما بآلية مباشرة تسهل تقديم مساعدة حقيقية محايدة وغير متحيزة. يمكن قول الشيء نفسه عن الدول الصديقة التي تقدم المساعدة في سلام وتحترم سيادتنا.
وأوضح "أحد العناصر التي تم التقليل من شأنها من قبل أولئك الذين يشنون الحرب ضد فنزويلا هي قوة الروح الوطنية التي تنمو في خضم الصعوبات. تحاول تجربة الدمار الهائلة إثبات أن الجريمة الاقتصادية تنجح، وأن الناس يكسرون ويستسلمون للقوة الأجنبية القمعية".
وتابع "مع ذلك، في فنزويلا كانوا مخطئين. تقاوم المعاناة الجماعية التي نشأت مع تنظيم متزايد لشعبنا. إن قواتنا المسلحة الوطنية البوليفارية لم تنكسر وهي متحدة أكثر من أي وقت مضى. يرد عمالنا على الهجمات على البنية التحتية الحيوية لدينا نظام لم يعرفه المعتدون. نعم، هناك إزعاج، لكنها ليست موجهة نحو الحرب الأهلية. يقدم شعبنا اليوم مثالا للعالم عن كيفية القتال من أجل السلام".