خبير سعودي: الانتقالي الجنوبي يكرر سيناريو "حماس" في غزة

الكثير من الغموض يكتنف الأوضاع في عدن بعد استيلاء ما يسمى بالمجلس الانتقالي على المقار الرئيسية والحكومية في عدن، رغم التقارير الإعلامية التي تتحدث عن استقرار الأوضاع. ويرى مراقبون أن الوضع الراهن أكثر تعقيدا وتشابكا وإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل الاشتباكات قد يكون بعيدا عن المنطق.
Sputnik

قال أحمد الشهري، الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن استيلاء المجلس الانتقالي على المقار الرئاسية والحكومية في عدن يزيد الأزمة اليمنية تعقيدا وغموضا.

الحكومة اليمنية تحمل الإمارات مسؤولية "التمرد" في عدن
وأضاف: "وقد قلنا عند قيام المجلس الانتقالي في 11 مايو/ أيار 2017، إن هذا المجلس سيعمل في عدن مثلما فعلت حماس في غزة، حيث الاستواء فترة من الزمن ثم الانقضاض على السلطة وطرد رجالها".

وأضاف الخبير السعودي: "ما حصل في عدن يشبه تماما ما حدث في غزة، حيث وجود قوة تستقوي بالخارج وحصلت على دعم وتمكنت ثم بعد ذلك طردت الشرعية وقواتها".

كما ذكر الشهري أن الوضع الآن في ظل هذا التعقيد، وبعد دعوة المملكة العربية السعودي والإمارات للفرقاء اليمنيين للاجتماع في جدة لتشكيل أو إعادة هيكلة الحكومة الشرعية والعلاقة بين الشرعية والحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي، "أعتقد أن هذه فرصة ذهبية يجب على الأشقاء في اليمن التقاطها والاستفادة منها".

وأشار الخبير السعودي إلى أن التحالف رفض ما حدث في عدن رفضا قاطعا وأمهلت القوات 24 ساعة لسحب قواتها وأرسلت لجنة من السعودية والإمارات ولجنة عسكرية لاستعادة المقار التي تم الاستيلاء عليها وإخراج كل القوات التي تتبع المجلس الانتقالي وهذا ما قد حث بالفعل، والمتبقي الآن هو أن يذهب الجميع إلى جدة للتباحث والتحاور، وتلك هي فرصة أيضا للشرعية لإعادة هيكلة نفسها وتشكيل حكومة حرب لا تقصي أحدا، ويكون اختيار أعضاء الحكومة على أساس الكفاءة وليس الأجندات القبلية والمذهبية لتحريك الجبهة الحقيقية تجاه الحوثي.

الحكومة اليمنية تدعو السعودية لدعم خطط إنهاء التمرد المسلح في عدن
وتابع الشهري: "المجلس الانتقالي أو الحراك الجنوبي أمامه فرصة مواتية لأن يؤجل المطالبات التي تحمل نفسا انفصاليا ضد الشرعية وضد البقاء في يمن موحد، هذه الأمور تؤجل إلى أن يتم التخلص من العدو المشترك والذي يتربص بالشمال والجنوب ويتربص بالسعودية والإمارات ودول الخليج وهو مليشيا الحوثي الانقلابية".

وشهدت مدينة عدن الجنوبية أحداث دامية خلال الأيام العشرة الماضية سقط خلالها عشرات الضحايا بين قوات الحزام الأمني والقوات الموالية للشرعية استمرت لمدة خمسة أيام انتهت بسيطرة قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات على قصر الرئاسة في "معاشيق" بعدن والمقار الحكومية وهروب أعضاء الحكومة من عدن.

إثر ذلك تدخل التحالف السعودي الإماراتي وأعلن هدنة بين أطراف الاشتباك وأرسل لجنة إلى عدن لإعادة الأوضاع لما كانت عليه وسحب الانتقالي للقوات التابعة له وهو ما تقول تقارير إعلامية أنه تم تنفيذه، وينفيه في نفس التوقيت المجلس الانتقالي الجنوبي، وفي ذات الوقت دعت الرياض وأبو ظبي أطراف الصراع في الجنوب للتشاور والحوار في مدينة جدة السعودية.

مناقشة