وقد شرح هذه الظاهرة العالم السوفيتي بافيل شيرينكوف عام 1934، التي تدعى"إشعاع شيرينكوف" وهو توهج أزرق كهرومغناطيسي ينبعث عندما يمر جسيم مشحون (كالإلكترون) في وسط معين بسرعة تفوق سرعة الضوء.
وتنص النظرية النسبية على أنه لا يوجد شيء يمكن أن يتجاوز سرعة الضوء في الوسط العازل، ولكن في الأوساط الأخرى يمكن أن تكون سرعة الضوء أقل.
ومثل هذا الوسط الذي يقلل سرعة الضوء هو الماء، فتنخفض السرعة فيه إلى 40 في المئة، في الوقت نفسه تقوم أشعة غاما على تسريع الاكترونات إلى سرعة أكبر من سرعة الضوء في هذا الوسط وهذا ما يولد التوهج الأزرق المميز عند تشغيل المفاعلات النووية المغمورة بالمياه.
وهو يشبه ظاهرة "sonic boom" عندما تقلع طائرة بسرعة أكبر من سرعة الصوت ولا يستطيع الهواء أمام أجنحة الطائرة ان يتحرك بنفس السرعة فيسبب "Pressure drop" مسببة ضوضاء عالية بعد مرور الطائرة في سماء المنطقة.
والعملية التي تظهر على مقطع الفيديو لا تشكل أي خطر على الصحة فيمكن للمرء أن يقف على سطح الماء مع مفاعل يعمل بكامل طاقته دون تلقي أي إشعاع. وفي الحقيقة، يكون مستوى الإشعاع بجوار حمام السباحة أقل من الإشعاع الذي تحصل عليه من الطيران بالطائرة.
وتستعمل اشعاعات شيرينكوف لاكتشاف الجسيمات المشحونة ذات طاقة عالية وتشخص النشاط الإشعاعي المتبقي في المفاعلات النووية.
وحاز العالم الروسي بافيل شيرينكوف على جائزة نوبل كأول مكتشف لهذه الإشعاعات بالتجربة العلمية، وتطورت نظرية هذا الإشعاع ضمن إطار عمل نظرية النسبية الخاصة لآينشتاين من قبل أيقور تام و إلايا فرانك، اللذان حازا على جائزة نويل أيضاً.