وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيلتقي بممثلين عن إيران خلال الساعات المقبلة؛ لبحث مقترحات إنقاذ الاتفاق النووي، وكشفت وكالات الأنباء الإيرانية عن لقاء مرتقب سيجمع بين ماكرون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في باريس الجمعة.
وأعلن ظريف، اليوم الخميس، إن طهران مستعدة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015.
وتحوم الشكوك حول إمكانية نجاح فرنسا في التوسط بين إيران وأمريكا فيما يخص الاتفاق النووي، خصوصا بعد الخلافات الأخيرة بين باريس وواشنطن.
وساطة فرنسية
وقبيل انطلاق أعمال قمة "مجموعة السبع"، في بياريتز، سيعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقترحات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لحماية الاتفاق النووي.
ويأتي الإعلان الفرنسي ليؤكد تصريحات سابقة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف ذكر فيها أنه سيزور العاصمة الفرنسية قبل "قمة السبع".
وأعلن ظريف، إن طهران مستعدة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015.
وذكرت وكالة "رويترز"، أن ظريف أضاف في المعهد النرويجي للشؤون الدولية: "هناك مقترحات على الطاولة... وسنعمل عليها".
وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، إما تخفيف العقوبات على إيران أو توفير "آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل" في مقابل الامتثال التام للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.
وأضاف ظريف في كلمة له أمام حشد من أبناء الجالية الإيرانية في النرويج: "إن عهد الجمهورية الإسلامية هو العهد الوحيد الذي لم ينقص فيه من أرض إيران شبر واحد لأن هذا العهد هو عهد الشعب"، بحسب وكالة "مهر" للأنباء.
نجاح إيراني
وقال مصطفى الطوسة، الإعلامي والمحلل السياسي المقيم في فرنسا، إن "اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في قصر الإليزيه، يعتبر بمثابة ضربة إيرانية للدبلوماسية الأمريكية".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الزيارة تأتي في ظل المعلومات الأخيرة التي تداولتها وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية بدعوة ظريف لزيارة البيت الأبيض والتقاط صورة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لكن القيادة الإيرانية رفضت هذه الخطوة للأمريكيين ووافقت عليا للفرنسيين".
وبشأن إمكانية نجاح هذه الوساطة، قال: "لا أحد يمكنه تأكيد صراحة إمكانية نجاح هذه الوساطة، لكن الدبلوماسية الفرنسية تشهد نشاطًا كبيرًا هذه الأيام، التي تسبق قمة الدول السبع، والتي ستعقد في فرنسا نهاية الأسبوع".
جهود فرنسية
وعن الأهداف التي يسعى الرئيس ماكرون لتحقيقها خلال اللقاء، استطرد: "الرئيس الفرنسي قال لوسائل الإعلام إنه سيستثمر كل جهوده من أجل محاولة إقناع الإيرانيين بالعودة إلى الاتفاق النووي، وتقديم تنازلات بخصوص المطالب الدولية حول برنامجها الباليستي وأنشطتها في المنطقة، كما سيطلب أيضا من الولايات المتحدة تخفيف حدة العقوبات التي تفرضها على طهران".
وأكمل: "الرئيس الفرنسي ينظر إلى مثل هذه الخطوات ضمن وساطة فرنسية تحاول خفض التوتر وإنعاش وإطلاق مفاوضات جديدة من شأنها إبعاد شبح الحرب في المنطقة".
وبسؤاله عن الموقف الأمريكي إزاء الوساطة الفرنسية، أجاب: "الوساطة الفرنسية تواجه صعوبات من الجانب الأمريكي، وسبق وأن وجه ترامب لفرنسا انتقادات لاذعة، وقال إنه لا يريد لأحد أن يتحدث باسم أمريكا، وعلى الأمريكيين أن يتحدثوا بأنفسهم".
وأنهى حديثه قائلًا: "الفرنسيون يقولون إنهم لا يحتاجون لأي ضوء أخصر أو إشارة من أي عاصمة للقيام بهذه الوساطة، والتي تهدف في آخر المطاف إلى تجنيب المنطقة حربًا شاملة بين إيران وأمريكا".
فشل محتمل
من جانبه قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، إنه "يستبعد نجاح فرنسا في التوصل إلى تسوية بين واشنطن وطهران، خلال لقاء الرئيس ماكرون ووزير الخارجية جواد ظريف".
وعن الأهداف التي يسعى ماكرون لتحقيقها من اللقاء، قال: "سيحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من إقناع إيران بالتهدئة وخفض التوتر خاصة عن مضيق هرمز، خاصة وأن هناك معلومات أوروبية عن تحركات الحرس الثوري على مستوى القوات الخاصة والضفادع البشرية في الجزر المطلة على المضيق (جزر لاراك وفارور وفارس).
وتنتقد إيران الدول الأوروبية الموقعة على خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) لعدم اتخاذها إجراءات للحفاظ على المصالح الإيرانية، في ظل العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها الإدارة الأمريكية ضد طهران.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن، في أيار/ مايو الماضي، أن بلاده اتخذت خطوتين استراتيجيتين بوقف بيع اليورانيوم المخصب الفائض عن الـ 300 كغ، ووقف بيع الماء الثقيل الفائض عن 130 كغ، مؤكدا أنها أمهلت أطراف الاتفاق النووي مدة 60 يوما لتأمين مصالح إيران في النفط والتعاملات البنكية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 8 مايو 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق المبرم مع طهران بشأن برنامجها النووي، واستئناف عقوبات اقتصادية صارمة ضد إيران عبر مرحلتين أولهما في آب/ أغسطس الماضي، بينما دخلت الحزمة الثانية حيز التنفيذ في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر وتستهدف صادرات النفط، والبتروكيماويات، والطاقة.