وكتبت صحيفة "هاآرتس" العبرية، صباح اليوم، الأحد، أن الاعتراف الإسرائيلي الواضح والصريح بالهجمات الجوية على سوريا، فجر اليوم، لا يخلو من دعاية إنتخابية، ولكنه تغير نوعي كبير في السياسة الإسرائيلية.
وذكر المعلق العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، أنه في الوقت الذي اعترف نتنياهو بالهجوم على سوريا لأسباب انتخابية بحتة، فإن إسرائيل سعت بهذا الهجوم إلى إحباط النوايا الإيرانية بالرد على الهجمات الإسرائيلية هذا الشهر على العراق.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تجد نفسها أمام إيران لمرة أخرى، ثالثة أو رابعة، خلال عدة أشهر فقط، ما يعني أنه من الممكن أن تكون هناك مواجهة بين الطرفين، قريبا، وربما مواجهة أكبر، خاصة وأن الهجمات الإسرائيلية طالت أكثر من دولة، سوريا ولبنان والآن العراق.
ورأت إسرائيل أن فيلق القدس الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، كان ينوي إرسال طائرات مسيرة مسلحة بهدف تفجيرها في إسرائيل.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الغارات الإسرائيلية على سوريا، تهدف إلى نقل رسالة إلى إيران.
وذكر كاتس، في تصريح إلى هيئة البث والإذاعة الإسرائيلية "مكان" اليوم الأحد، أن "تلك الرسالة مفادها أنه لا حصانة لإيران في أي مكان".
وقال الوزير الإسرائيلي، إن "العمليات الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى "قطع رأس الأفعى"، موضحا أنه "لولا الأنشطة الإسرائيلية على مدى السنوات الأخيرة لوصل عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا إلى مائة ألف".
وأضاف:
من يريد منع نشوب حرب شاملة مع إيران عليه أن يظهر قوته للنظام الإيراني. ولولا العمليات التي استهدف فيها الجيش الإسرائيلي إيران لكانت طهران جاهزة لهذه الحرب.
وقال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي:
إن إسرائيل وأمريكا لا تملكان الجرأة على مهاجمة المواقع الإيرانية، وأن مزاعم إسرائيل بضرب مواقع إيرانية كاذبة.
وأضاف رضائي: "المقاتلون في سوريا والعراق سيردون قريبا على العدوان الإسرائيلي، مؤكدا أن "الإجراءات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة في سوريا والعراق تعارض القانون الدولي".
وكان الجيش اللبناني، أكد اختراق طائرتي استطلاع إسرائيليتين للأجواء اللبنانية، فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحا أن إحداهما سقطت فيما انفجرت الثانية في الأجواء، وتسببت في أضرار مادية.
وقال المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي:
فيلق القدس الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، كان ينوي إرسال طائرات مسيرة مسلحة بهدف تفجيرها في إسرائيل، مثلما يرسلها إلى المطارات وحقول النفط في السعودية واليمن وغيرها. جيش الدفاع أحبط هذه المحاولة. فيلق القدس هو مصدر الشر وعدم الاستقرار الإقليمي.
وهاجمت إسرائيل، بالصواريخ، أهدافا في سوريا، قالت دمشق إنها تصدت لها عبر دفاعها الجوي، مؤكدة أن المضادات الجوية تمكنت من إسقاط عددا من الصواريخ الإسرائيلية بعد التعامل معها في سماء المنطقة الجنوبية الغربية لسوريا.
وسبق أن اعترف نتنياهو، يوم الخميس الماضي، بأن إسرائيل تعمل في العراق وسوريا لإحباط النوايا الإيرانية، وذلك خلال في مقابلة للقناة التاسعة الإسرائيلية، في نسختها الناطقة باللغة الروسية، مدعيا أن إيران تقيم قواعد ضد إسرائيل في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وبأن بلاده تعمل ضد إيران في العراق وفي أماكن عديدة أخرى بما فيها الأراضي السورية.
وفي رده على سؤال حول عمل الموساد والأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية في المنطقة بوجه عام، خاصة في العراق، قال نتنياهو:
لن نسمح... أنا لن أسمح بأن تشعر إيران بالأمن في أي مكان... إيران دولة في المنطقة وهذه دولة تتبنى فكرة تدمير إسرائيل، وهي تحاول إنشاء قواعد عسكرية في كل مكان، وهدفها العمل ضدنا، وهذه القواعد في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفي إيران نفسها.
وأجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي على سؤال المحاور باللغة الروسية، حول مدى إمكانية القيام بهذا العمل حتى في العراق؟
قال نتنياهو:
نعمل في العراق، سواء لزم الأمر أو لم يلزم، ونحن نعمل على جبهات عديدة، ضد أي دولة تريد تدميرنا.