وتأتي هذه التعزيزات للتعامل مع ظروف الجبهات الاستثنائية والمعقدة من حيث تضاريسها ومن حيث شراسة التنظيمات الإرهابية التي يواجهها في هذه الجبهات وما تضمه في صفوفها من انتحاريين ومقاتلين أجانب متمرسين.
وأضاف المصدر أن القوات البرية لا تزال تعتمد على أسلحة محلية الصنع يطلق عليها "البركان والفيل" المتخصصة بتدمير تحصينات العدو المنتشرة قرب كباني، وهي صواريخ محمولة على شاحنات وعربات تتميز بسهولة حركتها، وتساند المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ في سحق الأهداف الثابتة والعميقة.
وأشار المصدر إلى أن القوات السورية العاملة في جبهات ريف اللاذقية الشمالي تفضل الاعتماد في النقاط الأمامية على الأسلحة المتوسطة نظراً لقرب المسافة التي تفصلها عن الإرهابيين والتي تراوح بين 1 كم و4 كم، موضحاً أن بعض هذه الأسلحة مركب على عربات رباعية الدفع كمدفع (23 ملم الرشاش ومدفع 57 ملم المحمول والقادر على رمي حشوات متفجرة )، إضافة إلى أسلحة أخرى متطورة أثبتت فعاليتها في معارك سابقة مثل (قاذفة القنابل AGS) والتي تتميز بقدرتها على رمي عدد من القنابل المتفجرة، ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش كثفت من نشر قواعد الصواريخ الحرارية المركبة بغية مطاردة العربات والمجنزرات التي تحشدها فصائل تنظيمي جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني من جسر الشغور نحو محور بلدة كباني.
وتتنوع صنوف الأسلحة التي يستخدمها الجيش السوري في جبهة ريف اللاذقية، سواء في الجهة الشمالية عند الحدود مع تركيا أو في الجهة الشرقية قرب بلدة كباني المؤدية لريف إدلب، حيث تتشابه التضاريس من حيث وعورتها وانتشار التلال والوديان، رغم تنوع واختلاف طبيعة الأرض بين الجروف الصخرية ومناطق الغابات الكثيفة.
ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا، وحيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقراً لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورها التركمانية، كما التركستان.
وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم، إن لم يكن الوحيد.