المرزوقي: ترشحت لاستكمال ما بدأت... ودول خليجية تزعزع استقرار تونس

قال الرئيس التونسي الأسبق والمرشح الرئاسي، محمد منصف المرزوقي، إنه أعاد الترشح مرة أخرى لاستكمال ما بدأه خلال فترته الرئاسية السابقة.
Sputnik

وأضاف المرزوقي، في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، أن بعض الدول الخليجية تحاول زعزعة الاستقرار في تونس وتهديد المسار الديمقراطي، مبينا أن هناك شكوكا تحوم حول ثلاثة مرشحين تلقوا دعما من هذه الدول... وإلى نص الحوار

المنصف المرزوقي يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس
كيف ترى وضع البلاد اليوم وما هو برنامجك الانتخابي؟

عندما غادرت قصر قرطاج عقب انتخابات 2014، غادرت بحزمة من الإنجازات. واحد من الملفات التي اعتبرها مهمة جدا وعملت عليها هو ملف مكافحة الفقر، أرسلت أفضل المستشارين إلى البرازيل لدراسة تجربة البرازيليين، كما تحدثت مع الرئيس البرازيلي لاستيراد تجربتهم في مقاومة الفقر.

والتقيت بأكثر من 350 جمعية من جمعيات المجتمع المدني البرازيلي، أيضا ذهبت للبحث عن تمويل لهذا البرنامج (برنامج مكافحة الفقر) في الكويت والذي يصل إلى حدود 100 مليون دولار لكن هذا الملف بقي حبرا على ورق.

كما أعطيت أهمية إلى ملف الاحتباس الحراري، وناقشت العديد من المسائل التي تهم هذا الموضوع مع اليابانيين ولكن لم يتم إكمال العمل. أيضا ملف فتح الأسواق الأفريقية الذي بدأنا العمل عليه وعدد كبير من الملفات الأخرى الوطنية التي بقيت عالقة لم يتم الاهتمام بها.

أيضا هناك ملفات دولية عملت عليها خلال فترة رئاستي منها مثلا المحكمة الدستورية الدولية، وإعادة العمل على فكرة اتحاد المغرب العربي وتحديد الحريات الخمسة.

وفي الجانب الاقتصادي، عملت على تقليص المديونية من خلال التفاوض مع الأوروبيين وخاصة الفرنسيين من أجل تحويل الديون إلى استثمارات واليوم أنا أترشح للانتخابات الرئاسية من أجل استكمال ما بدأته.

ما هو تقييمك للفترة الأخيرة من عمل الحكومة؟

تونس... المرزوقي يعلن موقفه من الترشح للرئاسة الأربعاء المقبل
للأسف يمكن القول إن كل ما فعلناه قد تم التقليص من شأنه. ففي فترة رئاستي لتونس عملنا على برنامج لمكافحة الفساد، ويمكن القول إن هذا كان سبب خسارتي للانتخابات لأنهم أطلقوا أذرعهم  لمهاجمتي، و تمكنا من  استعادة أكثر من 300 مؤسسة، كما ضغطنا من أجل قانون من أين لك هذا.

هذا المجهود الذي بذلناه من أجل مكافحة الفساد، لم تكتفي المجموعة الحاكمة بوضعه جانبا بل إن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي  طرح قانونا للمصالحة على الفاسدين. بهذا يمكن القول إن الوضع كان يتراجع حتى بالنظر إلى الأرقام الاقتصادية الكارثية. والمفروض أن الحكومة التي أتت بعدنا أتت من أجل إصلاح أخطائنا ولكن عملهم أنتج كوارث.

كيف ترى منصب رئيس الجمهورية في الوقت الحالي وما هي أولوياته؟

كتبي تحتوي على أفكار في هذا الشأن كنت دائما ما أركز على أن تونس لا تحتاج إلى رئيس يحكم بقدر ما تحتاج إلى رئيس قدوة  أو مثال يحتذي به الناس. وكنت دائما وفيا لهذه الأفكار كما أنني عندما كنت في الرئاسة  كان لدي دائما هاجس حماية الأجيال القادمة من عودة الدكتاتورية، و كانت الطريقة الوحيدة هي الخروج من المفهوم التقليدي للرئيس  وفصل السلطات الثلاث والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والبقاء على مسافة واحدة من جميع الأطياف السياسية والسهر على تطبيق الدستور والتفكير لمستقبل تونس. هذه ما أعتبره الوظيفة الرئيسية لرئيس الجمهورية.

من جانب آخر، على رئيس الجمهورية حماية الدستور، الذي كنت أحد المشاركين في كتابته، وعندما أرى البعض اليوم يهاجمون الدستور من أجل العودة إلى النظام الرئاسي الذي يمهد لعودة الدكتاتورية أجد ذلك غير مقبول.

هل ترى أن السبسي قام بدوره؟

الساعون لخلافة السبسي.. سباق رئاسي محموم نحو قصر قرطاج
بالنسبة للرئيس الراحل لا أعتقد أنه كان له دور جامع، عندما كنت في الرئاسة تحدثت مع جميع الأطياف السياسية، في المقابل الرئيس الراحل لم يتحدث مع أحد حتى أنه رفض مقابلتي في أحد المرات، كما أنه استعمل حقه في المبادرة التشريعية بطريقة غير مقبولة. أضف إلى ذلك أن رئيس الجمهورية التونسية يجب أن يكون في سفر دائم من أجل البحث عن تحالفات جديدة وفتح أسواق جديدة و إقامة علاقات دبلوماسية، ولا أعتقد أن الرئيس السبسي قد قام بذلك على أكمل وجه.

في حالة فوزك ما هي أول دولة تقوم بزيارتها؟

تونس دولة متوسطية إفريقية مغاربية عربية ولا تستطيع  تحقيق استقرار اقتصادي دون استغلال الانتماءات الأربعة. أول القرارات التي سأتخذها هي العمل على تنظيم مؤتمر مراكش 2 من أجل العمل على إحياء اتفاقية المغرب العربي.

 على الجانب الآخر سأبذل مجهوداتي من أجل استكمال العمل الذي بدأته في سنة 2013، وهو الغوص بتونس أكثر في العمق الأفريقي.

الأفارقة دائما ما يرون تونس دولة متوسطية أو عربية، و من خلال جولاتي السابقة أدركت أن الكثير من الدول الأفريقية تهتم بتونس من الناحية الاقتصادية وأن هناك الكثير من الفرص الاقتصادية يمكن استغلالها .

الملف الأهم بالنسبة لي هو الانتماء المتوسطي، في هذا الملف هناك نقطة مهمة في علاقتنا مع أوروبا وهي الديون، تحدثت في فترة رئاسي  السابقة مع عدد من القادة الأوروبيين، واقترحت تحويل الديون إلى مشاريع تنموية وتمكنت من إقناع فرنسا تحويل 60 مليون أورو إلى استثمارات من مجموع ديون تصل إلى 1200 مليون يورو، أعتقد أن هذه نتيجة جيدة ويجب استكمال العمل.

الشاهد: اتخذت قراري بشأن الترشح للرئاسة التونسية
الملف الأكثر تعقيدا هو الملف العربي بما فيه من حروب و صراعات، أرى  أن عددا من الأطراف لا تريد الخير لتونس، لا يريدون أن تواصل تونس على النهج الديمقراطي، رأينا دمار ليبيا، رأينا كيف دمرت سوريا. ويريدون لتونس أن تعود للدكتاتورية، أكثر الأخطار التي تحدق بتونس قادمة من الشرق ومن الدول العربية تحديدا.

هل تقصد بعض الدول الخليجية؟

نعم أقصد بعض الدول الخليجية و قد قاموا بتمويل النظام السابق في انتخابات 2014، واليوم ليس هناك دلائل على تورطهم في  تمويلات ولكن هناك شكوك تحوم حول 3 أو 4 مرشحين.

في حال فوزك بالرئاسة، هل ستعمل على إنشاء تحالفات وعلاقات مع دول جديدة خلافا للاتحاد الأوروبي وفرنسا؟

نعم بالتأكيد، نحن دولة مستقلة أينما تكون مصالح تونس سنكون موجودون، لن نتردد في عقد شراكات وعلاقات جديدة و لن أخضع لأي ضغوطات.

كيف ستتعامل مع الأزمة الليبية؟

أنا إنسان شرعي وأؤمن بالشرعية وأقف بكل قوة مع الدولة الشرعية بليبيا، أنا لست مسؤولا على تفاهمات الليبيين، ولكن في حال اتفق الليبيون سأدعم هذا الاتفاق.

هل قمت بأخطاء في فترتك الرئاسية السابقة؟

"قلب تونس": القبض على القروي رسالة سياسية وسيخوض الانتخابات من محبسه
الخطأ ينتمي إلى الطبيعة البشرية، طبعا قمت بأخطاء تتعلق بتونس على مستوى التوازنات على مستوى الاقتصاد، ولكن القول إننا أرسلنا إرهابيين إلى سوريا هذا مهين جدا، هناك 30 ألف تونسي غادروا تونس في اتجاه الدول الأوروبية في الفترة بين 14 يناير 2011 والانتخابات الأولى، وبضعة الآلاف من هؤلاء الشباب ذهبوا إلى مناطق التوتر.

كما أريد أن أذكر أن من قام بإمضاء العفو التشريعي العام هو رئيس الحكومة الأسبق والرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.

من جانبي  أصدرت أوامر بمنع الشباب التونسيين من المغادرة و طلبت من الرئيس التركي منع الشباب التونسي من الالتحاق بمناطق التوتر.

هناك  الكثير من الأكاذيب التي انتشرت في تلك الفترة خاصة تلك التي لها علاقة  بتسليم  رئيس الوزراء السابق في النظام الليبي البغدادي المحمودي.

في حالة فوزك هل ستعيد فتح سفارة تونس في دمشق؟

أنا لا أغير موقفي أن ضد الدكتاتوريات والدكتاتوريين وسأبقى كذلك.

مناقشة