مجتمع

ميل غيبسون يسعى لـ"إحياء" مسيرته بالجزء الثاني من "آلام المسيح"

بعد مرور 15 عاما على عرض جزئه الأول، ذكرت العديد من التقارير، أن نجم هوليوود، الأسكتلندي ميل غيبسون، يستعد لإخراج جزء ثان من فيلمه المثير للجدل، "The Passion of the Christ" (آلام المسيح).
Sputnik

وبحسب موقع بيانات الأفلام على الإنترنت "آي إم دي بي"، فإن الجزء الجديد يحمل عنوان "Resurrection"، وسيتولى غيبسون إخراجه أيضا، بينما سيكتب السيناريو الخاص به راندال والاس، الذي سبق وأن تعاون مع نجم هوليوود في فيلمه الحاصد لجوائز الأوسكار "Brave Heart"، من إنتاج عام 1995.

أضخم فيلم في التاريخ

وسيعود الممثل، جيم كافيزل، لتجسيد دور المسيح، في فيلم "Resurrection" (القيامة)، حسبما صرح لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية في العام الماضي.

وعندما سئل "كافيزل" عن أحداث الفيلم الجديد، اكتفى بالإجابة:

"لا أستطيع أن أكشف عن أمور سوف تصدم المشاهدين، ولكن سيكون فيلما رائعا، بل سيكون أضخم فيلم في التاريخ.. انتظروه".

كما تشارك الممثلة، ميا موغرنسترن، في تقديم دور والدة المسيح، مريم العذارء، في أحداث الفيلم الجديد.

وبحسب بيانات موقع "آي إم دي بي"، فإن "Pasion of the Christ: Resurrection"، من المقرر أن يطرح في صالات العرض السينمائية العام المقبل 2020.

يشار إلى أن فيلم "Passion of the Christ" أثار جدلا عالميا واسعا، بسبب مضمونه، الذي يدور حول الساعات الأخيرة من حياة المسيح، ووفاته بعد تعرضه للصلب، واحتواء الفيلم على الكثير من المشاهد الدموية والعنيفة التي أدمت قلوب من شاهدها على الشاشة الفضية.

وشاركت الممثلة الإيطالية، مونيكا بيلوتشي، في أحداث الجزء الأول، بدور "مريم المجدلية".

وقام ميل غيبسون بإنتاج فيلمه "آلام المسيح"، من خلال شركته "آيكون"، الذي كلفه 30 مليون دولار، وجنى أرباحا طائلة منه بفضل ايراداته التي فاقت 600 مليون دولار في شباك التذاكر.

فرصة أخرى لبطل ومخرج الفيلم؟

وقد يسعى الممثل جيم كافيزل، لإنعاش نجمه من جديد، من خلال الجزء الجديد من "آلام المسيح"، بعدما مر بحالة ركود في نشاطه الفني، منذ لعبه بطولة في عام 2004، فلم يقدم من بعدها أي أدوارا تذكر، وكرس معظم أوقاته للتدين.

وتعرض ميل غيبسون بعد عرض فيلم "آلام المسيح"، لحملة هجوم شديدة من جانب اليهود، لكونه اتهمهم في الفيلم بأنهم السبب وراء مقتل المسيح، ووجهوا له تهمة معاداة السامية في عام 2006، لتمر مسيرته الفنية هو الآخر لعرقلة، ويدخل في سلسلة من الفضائح، وكانت البداية عندما شتم اليهود، بعدما أوقفه شرطيا، لأنه كان يسوق سيارته وهو في حالة سكر. 

وصرح غيبسون في وجه الشرطي اليهودي: "اليهود كانوا وراء كل حروب العالم".

وفي عام 2011، تم نشر تسجيل صوتي يشتم ويهدد فيه عازفة بيانو روسية وقع في حبها، تدعى أوكسانا غريغوريوفا، ورغم دفاع زوجته السابقة عنه والشك بصحة التسجيل الصوتي، إلا أن الإعلام أثار حملة استنكار ضده، واصفا إياه بعدو الإنسانية، الذي يكره اليهود، والسود والمثليين والنساء، ما أدى إلى إلغاء عقود إنتاج الأفلام التي كان يعمل عليها وتجنب زملائه النجوم له ونفيه تماما من هوليوود، وكأنه أصبح آفة وليس النجم العملاق الذي حققت أفلامه مليارات الدولارات في شباك التذاكر.

طوق نجاة

وظل ميل غيبسون غير مؤثر في المشهد السينمائي، بسبب قلة نشاطه الفني، حتى حصل على "طوق النجاة" في فيلمه "Hacksaw Ridge" في عام 2017، الذي حاز عنه على أوسكار أفضل مخرج، بعد أن ظن العديد من العاملين في الصناعة أن مسيرته انتهت.

وفيلم "Hacksaw Ridge" مستوحى من أحداث حقيقية لرافض مبدأ الحرب، ديزموند دوس، الذي يلعب دوره الممثل الأمريكي، أندرو غارفيلد، الذي تطوع في الجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية، ولكنه رفض حمل السلاح، لأن ذلك يخالف توجهاته السلمية.

ورغم محاولات قادة الجيش، الذين اعتبروه عبئا على رفاقه الجنود، للتخلص منه وطرده من خلال التحرش به، بل وإهانته وسجنه بزنزانه، إلا أنه أصر على الخدمة في الحرب كمسعف طبي. 

وفي النهاية، رضخ القادة لطلب "دوس" وسمحوا له بالاشتراك في أعنف معركة ضد اليابانيين على سفح جبل هاكسو في جزيرة أوكيناوا، حيث وقع عدد كبير من الضحايا بين الموتى والجرحى. 

وبينما تراجع الجنود الأمريكيون أمام الزحف الياباني وعادوا إلى ثكناتهم، بقي ديزموند دوس في مكانه وانتظر حتى المساء حين عاد إلى الخطوط الامامية، وأسعف وسحب إلى الأمان 78 جنديا امريكيا، وتحول من الجبان إلى بطل أسطوري، محققا ميدالية الشرف وهي أعلى وسام عسكري في الولايات المتحدة.

مناقشة