ورافقت كاميرا "سبوتنيك" مجموعة من الجنود السوريين خلال تمشيطهم مبنى المدرسة السابقة الذي احتله تنظيم "الخوذ البيضاء" التابع لتنظيم "جبهة النصرة"، وحوّله إلى قاعدة عملياتية لمؤازرة الأعمال الإرهابية في جنوب إدلب.
وتمكن الجيش السوري من تحرير بلدة التمانعة من سيطرة التنظيمات الإرهابية ليل الخميس الماضي.
وكان تنظيم "الخوذ البيضاء" والمدعوم من الغرب، والمعروف على نطاق واسع بفبركة مسرحيات الكيماوي، أعلن أن هدفه إنقاذ المدنيين في مناطق القتال، لكن السلطات السورية تتهمه بالارتباط بالمتطرفين وأنشطة دعائية معادية. في حين وصفت الخارجية الروسية نشاط "الخوذ البيضاء" بأنها أداة في حملة إعلامية واسعة للافتراء على السلطات السورية.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أدلت خلال الأشهر السابقة بالعديد من التصريحات التي تفضح حقيقة جماعة تنظيم الخوذ البيضاء موضحة أن الأمم المتحدة "تدعم حملة التضليل الإعلامي في وسائل الإعلام الغربية، التي ترسم صورة لممثلي الخوذ البيضاء على أنهم "نشطاء إنسانيين حقيقيين وشجعان"، مشيرة إلى تورط التنظيم في قصص مزيفة عن الملف الكيميائي مقابل أموال طائلة، لصناعة حملة دعائية مضللة عن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة السورية ضد شعبها".
وأشارت زاخاروفا إلى أن تمويل منظمة "الخوذ البيضاء" في سوريا يجري وفق خطط متطورة، عبر دول بعينها وعبر منظمات غير حكومية، موضحة أن "وسائل الإعلام كتبت مرارا عن التبرعات الكبيرة، التي تلقتها "الخوذ البيضاء" من عدد من الدول المشاركة في الأزمة السورية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا، وقد أعلن صندوق تنمية قطر عن تقديم المساعدة للمنظمة لشراء المعدات والتقنيات الثقيلة، لكنه لم يحدد المبلغ، الذي يجري الحديث حوله".
ووصفت زاخاروفا خطط تمويل "الخوذ البيضاء" بأنها متطورة للغاية. وأكدت أن التمويل يملك أصولا بريطانية "مايدي ريسكيو"، التي تعمل على القضايا السورية.
وبحسب ما كشفت الصحفية البريطانية فانيسا بيلي العام الماضي لـ"سبوتنيك" فإن منظمة "الخوذ البيضاء" تدعم الأطماع الاستعمارية للدول الغربية وتؤيد نشاطات المجموعات المتطرفة في سوريا، وقد لعبت دورا كبيرا في الحرب الإرهابية ضد سوريا.
وقالت فانيسا إن منظمة "الخوذ البيضاء" تمارس العنف أو تتغاضى عن عنف التنظيمات الإرهابية واستخدامهم للمدنيين كدروع بشرية، ويقدم "الخوذ البيضاء" دعماً لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" من خلال توفير احتياجاتهما ورصد مسارات الطيران السوري والروسي.
وأوضحت أن "الخوذ البيضاء" تأسست في تركيا، على يد الخبير الأمني جيمس لي ميزوريه، وهو موظف سابق في مخابرات الجيش البرييطاني، عمل بعدما ترك الخدمة في الجيش لحساب منظمات تزاول النشاط المشبوه مثل جماعة المرتزقة "أوليف غروب"، مؤكدة أن التنظيم حصل على مئات ملايين الدولارات لتمويل أعماله المشبوهة من الولايات المتحدة وهولندا والدانمارك وألمانيا وغيرها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.