نشرت وكالة "فرانس برس" تقريرا مطولا، حول ما وصفته بواحد من أخطر أمراض العصر الحديث، الذي يؤدي لتفشي أمراض خطيرة وسط المئات والآلاف من الشباب، والذي يؤدي إلى وفاة بعضهم ودخول آخرين في غيبوبة طويلة، ألا وهو تدخين السجائر الإلكترونية.
وأفادت السلطات في ولاية إنديانا، حيث توفي فيها الشخص الثالث، أن المحققين توصلوا إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية، وبالأخص تلك المزودة بزيت "فيتامين هـ" كانت سببا رئيسيا في وفاته.
وأفاد المسؤولون الفيدراليون إلى أنهم لم يعثروا على أية عينات أخرى يمكن أن تكون سببا للوفاة في رئته سوى تلك الأبخرة الناتجة عن السجائر الإلكترونية.
وقالت إليانا أرياس، نائبة مدير قسم الأمراض غير المعدية في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "هذا خطر حقيقي، نحن أمام أكثر من 450 حالة محتملة من الإصابة بهذا المرض الرئوي الخطير، الذي يؤدي إلى تفسخ خلايا الرئة والوفاة أو الغيبوبة".
وتابعت "هذا الرقم مرعب، فهو ضعف الرقم الذي تم الإبلاغ عنه الأسبوع الماضي فقط".
ونقلت الوكالة الفرنسية عن دانيال فوكس، اختصاصي أمراض الرئة في نورث كارولينا، قوله:
"معظم المرضى يعانون من التهاب رئوي غير معدي، يطلق عليه الالتهاب الرئوي الشحمي، وهو يحدث نتيجة التعرض إلى زيوت أو محتويات تحتوي على الدهون إلى أبخرة تترسب داخل الرئتين".
وقال قسم الصحة في نيويورك إن نتائج الاختبارات المعملية أظهرت أن هناك مستويات عالية من زيت فيتامين هـ، داخل خراطيش السجائر الإلكترونية، لمعظم الأشخاص الذين أصيبوا بتلك الأمراض.
ومن المعروف أن فيتامين هـ، هو مكمل غذائي شائع ويؤخذ عن طريق الفم أو حتى كحقن في الجلد، لكن يصبح ضار جدا عند استنشاقه.
وقال القائم بأعمال مدير إدارة الغذاء والدواء، نيد شاربلس إن وكالته ومركز السيطرة على الأمراض، على علم بتلك التقارير، ولا تزال تطلب المزيد من المعلومات والعينات، قبل إصدار تعميم على مستوى وطني.
وكان قد تم الإعلان عن أول حالة وفاة في ولاية إلينوي في أواخر أغسطس/ آب، ثم أعلن هذا الأسبوع أن حالة وفاة في ولاية أوريغون خلال شهر يوليو/ تموز، كانت مرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية أيضا.
كما قال والدا كيفين بوكلير، البالغ من العمر 19 عاما من ولاية فيلادلفيا، إن ابنهما في غيبوبة طويلة قبل ثلاثة أسابيع، ويتطلب الأمر عملية زرع رئة حال تعافيه بسبب تفسخ خلايا الرئة بصورة مفزعة على حد قولهما.
كما قال والد تريلون زوفيلد، البالغ من العمر 17 اما من ولاية تكساس، إن ابنه رياضي ولكنه مصاب حاليا بنوبة سعال كبيرة، وأمضى نحو 10 أيام على جهاز التنفس الصناعي قبل أن يبدأ بالتماثل للشفاء، بسبب استخدامه للسجائر الإلكترونية.
يذكر أن السجائر الإلكترونية، تم طرحها بصورة شرعية في الولاايت المتحدة منذ عام 2006، ويتم استخدامها في كثير من الأحيان كوسيلة للإقلاع عن التدخين لمنتجات التبغ التقليدية مثل السجائر.
لكن، ارتفعت نسبة استخدامها بين المراهقين في السنوات الأخيرة، حيث أعلن عن استخدامها نحو 3.6 مليون من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في عام 2018 ، بزيادة قدرها 1.5 مليون عن العام السابق.