"الموت المحتوم"… حقائق مرعبة عن الهجرة داخل حجرة إطارات الطائرات

يستخدم المهاجرون غير الشرعيين، العديد من الطرق، التي تمكنهم من ترك بلادهم متخفين، دون أن تستطيع السلطات المحلية إيقافهم، لكن بعض تلك الوسائل تكون قاتلة.
Sputnik

ومن بين أخطر، وسائل الهجرة غير الشرعية، الاختباء داخل الغرف الخاصة بإطارات الطائرات، لأن نهايتهم في أغلب الأحوال تكون "موتا محتوما"، بحسب تقرير نشرته "دويتشه فيله"، أوضحت فيه أن تلك الرحلات خطيرة للغاية ومميتة، بصورة تجعل معدل البقاء خلالها على قيد الحياة نحو واحد من كل أربع محاولات.

السيطرة على حريق شب في إطارات طائرة قادمة من الكويت في جدة
وتابعت: "حتى هذه النسبة تعتمد على سلسلة من المصادفات، التي قد تلعب دورا حاسما في بقاء الراكب خلسة على قيد الحياة من عدمه".

وتكمن خطورة الهجرة في حجر إطارات الطائرة، في أن من يستخدمها يتعرض للمخاطر، التي يتم تحذير المسافرين العاديين منها، بصورة مضاعفة، لأنه لا يخضع لأي حماية أو وسائل تأمين.

تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة، عندما تصعد الطائرة إلى المستويات العليا في الغلاف الجوي، خاصة أن الرحلات المتوسطة والبعيدة تصل تحلق فيها الطائرات على ارتفاع تتراوح بين 32 و35 ألف قدم، أي نحو 10 كيلومترات فوق مستوى سطح البحر.

وتصبح درجة الحرارة في تلك الارتفاع بين -40 درجة مئوية إلى -60 درجة مئوية.

يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء في القارة القطبية الجنوبية عادة -34.5 درجة مئوية.

وإذا أقدم أحد الأشخاص على السفر خلسة على متن طائرة في هذا الوضع، تؤدي البرودة هذه إلى انخفاض حرارة الجسم الشديد وتجمده، ما قد يتسبب في بتر أحد الأطراف لاحقا في حال استطاع المسافر خلسة البقاء على قيد الحياة.

كما يؤثر تعرض الجسم لمدة طويلة لدرجة الحرارة المنخفضة على وظيفة أعضاء الجسم، بالإضافة إلى مشكلة تدني درجات الحرارة.

ويؤدي انخفاض ضغط الهواء خارج مقصورة الطائرة إلى مستويات أقل بكثير مما يحتاجه الجسم، الذي يمكنه من البقاء على قيد الحياة، حيث يكون له تأثيرات سيئة على الرئة البشرية، التي ستعاني من أجل الحصول على الأوكسجين.

ولهذا يتم معادلة الضغط بشكل صناعي داخل كابينة الطائرة، كما أن انخفاض نسبة الأوكسجين ستكون مشكلة أخرى بعد ارتفاع الطائرة. 

العلماء في الجامعة الروسية للأبحاث النووية يحددون كثافة النفتالين في الغلاف الجوي
ويوجد نصف الأكسجين في العالم في الغلاف الجوي تحت ارتفاع 18000 قدم.

ووفقا لتقارير الخبراء فإن الأوكسجين يتناقص كلما ارتفعنا في الجو، حيث تشكل نسبته مثلا على ارتفاع 35000 قدم ربع نسبته فقط في الأوضاع الطبيعية.

وتزيد احتمالات الموت مع طول مدة الرحلة، لأن نقص الأوكسجين وضغط الهواء لن يقتل المسافر خارج الكابينة بشكل فوري، حيث أن معظم الناس سوف يصابون بالإغماء عند تعرضهم لهذه الظروف، ومع طول مدة السفر على هذا المنوال قد يكون هذا قاتلا.

ويحاول الجسم التكيف بشكل لا إرادي مع الظروف القاسية التي تحيط به، فنقص الأوكسجين وانخفاض الضغط سيؤدي إلى فقدان الوعي بشكل تدريجي، وسيرافق ذلك انخفاض حرارة الجسم تبعا لتدني درجات الحرارة.

ونتيجة لذلك ستقل حاجة الجسم إلى الأوكسجين، ويحاول التأقلم مع قلة نسبته وكثافته في الجو، وهو ما قد يحافظ على حيوية الجهاز العصبي، بحسب بيانات إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية.

السقوط من الطائرة

ورغم كل المخاطر، التي يواجهها من يقدم على تلك الطريقة الخطرة من الهجرة غير الشرعية، إلا أن هناك مرحلة حاسمة تتمثل في تمكنه من البقاء في حجرة الإطارات، عندما يتم تنزليها قبل هبوط الطائرة على مدرج المطار، حيث أن الإصابة بالإغماء ربما تستمر حتى إنزال الإطارات وسقوط الشخص دون أن يدرك.

ورغم خطر البرودة الشديدة، إلا أن سرعة الإطارات الكبيرة عند إقلاع الطائرة يولد حرارة كبيرة، يمكن أن تقتل الشخص داخل الغرف الخاصة بها خاصة أن المكان المتاح لجلوسه داخل تلك الغرف صغير جدا، وربما يتم قتله، في حال ملامسة الإطارات لجسمه عندما يتم رفعها داخل تلك الغرف.

بالفيديو... تجمد شلالات نياغرا بسبب انخفاض قياسي لدرجات الحرارة
وسجلت ألمانيا بعض الحالات لأشخاص حاولوا الوصول إليها، من روسيا ومالي وجمهورية الدومينيكان، إلا أن معظم الحالات المسجلة حدثت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة كوجهات نهائية معتمدة.

ولفتت "دويتشه فيله"، إلى سقوط أحد الركاب المتخفين على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الكينية من السماء عندما بدأت الطائرة التي أقلعت من نيروبي في الوصول إلى مطار هيثرو، أكبر مطارات لندن، في رحلة في يونيو / حزيران 2018.

وتم تسجيل حادث آخر في يونيو 2015 لراكب موزمبيقي متخفي يبلغ من العمر 29 عاما، سقط جسمه مقطوع الرأس على سطح مبنى مكاتب في حي ريتشموند في لندن، وفي عام 2012، كان شخصا موزمبيقيا آخرا يدعى خوسيه ماتادا يبلغ من العمر 26 عاما قد اختبأ على متن رحلة لشركة الخطوط الجوية البريطانية من لواندا في أنغولا وسقط في أحد شوارع مورتليك بمدينة لندن. 

وفي بعض الحالات يتم سحق جسم الشخص بواسطة الإطارات، عند رفعها، لكن ذلك يعطي الطيار إشارة بأن هناك مشكلة في جهاز الهبوط، تجعله يفتحه مرة أخرى لتصحيح المشكلة، ويؤدي ذلك إلى مقتل المهاجر غير الشرعي، مبكرا.

وسجلت، إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية نحو 100 حالة سفر خلسة على مستوى العالم منذ عام 1947، كان غالبيتها ابتداء منذ عام 2000، بحسب "دويتشه فيله"، التي أشارت إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء الركاب المتخفين يهلكون وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا وأماكن أخرى على أمل الوصول إلى حياة أفضل. 

وتابعت: "إنهم يسافرون حول العالم تحت وطأة ما يعيشونه، ويقتربون بشكل مؤلم من وجهة أحلامهم، لكنهم يواجهون موتا مأساويا، بالسقوط فوق مبنى أو في شارع أو في حديقة لا تبعد إلا أمتار عن المطار، الذي يعتبرونه حلم حياتهم".

مناقشة