راديو

باحث اجتماعي: ما يجري في مخيمي الركبان والهول كارثة إنسانية يندى لها جبين البشرية

استطاعت منظمة الهلال الأحمر السوري بعد جهد جهيد وبالتنسيق مع الأمم المتحدة أن تدخل قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية، حيث تنتشر قوات أمريكية ومجموعات إرهابية تابعة لها تعرقل عملية إنهاء المأساة الإنسانية في المخيم.
Sputnik

يعيش في مخيم الركبان آلاف المهجرين السوريين بفعل الإرهاب أوضاعاً إنسانية صعبة ويعانون نقص الرعاية الصحية ونقص الغذاء نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكية والإرهابيين الموجودين في منطقة التنف والمخيم وابتزازهم وسرقة المساعدات الإنسانية التي تصلهم لأكثر من أربع سنوات.

ذكرت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في بيان لها أن "القافلة تتكون من 22 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية الغذائية تضم 3100 سلة غذائية ومثلها أكياس طحين 50 كغ وكميات من المواد الغذائية الأخرى" .

إلى أي حد تشكل هذه الخطوة بادرة إنتصار على القيود الأمريكية وسطوة المجموعات الإرهابية بما ينقذ هذه الأرواح البشرية البريئة التي حاولت وشنطن ومن تدعمهم من الإرهابيين إبتزاز الدولة السورية وحلفاءها إنسانياً بهم؟

إلى أي حد يمكن أن تتوصل إستجابة الولايات المتحدة والمجموعات المسلحة لمتابعة تقديم المساعدات الإنسانية لقاطني المخيم؟

هل بالفعل يمكن أن تكون هذه الخطوة باباً أو تمهيداً لتسهيل خروج العائلات إلى مراكز الإيواء، على الأقل من لديهم حالات صحية وإنسانية خاصة وصعبة جداً؟

ما المصير المنتظر لمخيم الركبان ومثله من المخيمات الأخرى التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية مخيم الهول مثلاً الذي يعج بالنساء والأطفال؟

حول أهمية هذه الخطوة لفك الحصار عن قاطني مخيم الركبان وإنقاذهم من نير التسلط  والعوز الذي يعيشونه قال الكاتب والباحث السياسي والاجتماعي محمود صالح:

"مازالت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى تحاول الإمساك بهذا الملف الإنساني سواء بمخيم الركبان أو مخيم الهول إضافة إلى المخميات الموجودة في الدول المجاورة، يحاولون  الإمساك بهذه الورقة للمتاجرة بها أمام المجتمع الدولي ودغدغة المشاعر الإنسانية. الحكومة السورية والأصدقاء الروس سحبوا الملف من أيدي الأمريكان بالرغم من مماطلة مايسمى بالأمم المتحدة وقدموا كل المساعدات الممكنة لعودة اللاجئين في مخيم الركبان والذين كان عددهم يتجاوز الـ 85000 لاجئ في عام 2017 اليوم بقي في مخيم الركبان بحدود 12000 لاجئ والدولة السورية مازالت تقدم المساعدات والتسهيلات ما استطاعت سبيلا لإنقاذ اللاجئين "

وأضاف صالح أن "الولايات الأمريكية المتحدة  والمجموعات الإرهابية المسلحة استطاعت أن تختطف هذا المخيم .اللاجئون يحتاجون إلى الغذاء والإستشفاء والرعاية والعلاج الطبي، وبالتالي الدول لاتقدم لهم أي شيء ،واليوم الولايات المتحدة تقع تحت ضغط اللاجئين الذين يطالبون بالعودة إلى ديارهم، وهناك ممن خرجوا قالوا لنا أن هناك إستنفاراً كبيراً داخل المخيم و أن البعض هاجموا مناطق تواجد الإرهابيين في محيط المخيم مطالبين السماح لهم بالخروج منه وكسروا كل القيود المفروضة على خروجهم، لكن  ومن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية يظهر أنها لاتريد أن يحدث أي إنفجار في المخيم ولكنها بنفس الوقت تريد السيطرة والإمساك بهذه الورقة للإبتزاز المجتمع الدولي والحكومة السورية".

أما عن مخيم الهول قال صالح أن الكل يعرف أن هذا المخيم  مخصص لمن كان ينتمي إلى تنظيم "داعش" الإرهابي "المحظور في روسيا  وهو تحت سيطرة القوات الإنفصالية  الكردية "قسد" في محافظة الحسكة،

باحث اجتماعي سوري يكشف عن أسرار صادمة في مخيم الهول
وهناك معلومات ودراسات تؤكد أن عدد القاطنين في هذا المخيم يصل إلى 72000 شخص و93 بالمئة منهم من الأطفال والنساء و15 بالمئة منهم من الأجانب و11000 شخص من الأجانب اكثرهم من الأطفال ينتمون إلى 62 دولة في العالم.

هؤلاء الأجانب بين رجال ونساء وأطفال لن يستطيعوا العودة إلى بلدانهم لأنهم حرموا من جنسية بلدانهم، وهذا لا يجوز وعلى هذه الدول أن تعمل على تصحيح أوضاع مواطنيها وخاصة مأساة الأطفال كبيرة جداً في مخيم الهول إذ يوجد مابين 12000 إلى 13000 طفل في هذا المخيم هؤلاء الأطفال يعانون من العوز والأمراض ونقص الدواء والغذاء بالرغم من كل ما تتشدق به المنظمات الدولية التي تدعي أنها تقدم المساعدات للمخيم لكن على الأرض الحقيقة غير ذلك.

هذا المخيم خارج عن سيطرة الحكومة السورية في منطقة تابعة لـ"قسد" ولكن استطاع الهلال الأحمر العربي السوري الدخول إلى هذا المخيم في شهر شباط الماضي تم إدخال اللقاح وتلقيح أكثر من 12000 ألف طفل من قبل مديرية صحة الحسكة، الحكومة السورية لا تألوا أي جهد لتقديم المساعدات من باب إنساني ويساندها الأصدقاء الروس، وخلال الأشهر الماضية سمحت الحكومة السورية بعودة أكثر من 800 شخص إلى مدينة الرقة والطبقة وأكثر من 385 شخص إلى دير الزور و126 شخصا إلى منبج، في وقت الدول الأخرى لا تسمح لمواطنيها أو أطفالهم بالعودة إلى بلدانهم، وفي مخيم  الهول اليوم أكثر من 2500 طفل أجنبي، وفي المخيم أكثر من 30000 عراقي جلهم من النساء والأطفال والباقي رجال، المطلوب من المجتمع الدولي ودول هؤلاء أن تجد لهم الحل النهائي من ناحية إنسانية وأقل واجب تجاههم أن كل دولة تستعيد أبناءها".

التفاصيل في الحوار الصوتي المرفق.

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم

مناقشة