نشرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، بعض جوانب، قصة كفاح ذلك الرجل، الذي مازال يواصل رحلته مع العلم، رغم أن عمره 92 عاما.
ولد إبراهيم القباني، بقرية العواسجة في محافظة الشرقية، لأب يعمل منشد ديني وأم ربة منزل، وأتم تعليمه الابتدائي بمدرسة القرية الريفية، التي كانت تعادل الابتدائية، وكان عليه أن يذهب إلى مدينة الزقازيق لاستكمال تعليمه، لكن لم يستطع فعل ذلك بسبب الفقر، حيث، قال له والده: "يا بني لو أنت عايز تكمل تعليمك يبقى أمك هتبيع الـ8 قراريط اللي ورثتهم من أسرتها".
وفي وقت لاحق تمكن والده من تعيينه عاملا في الأوقاف، قبل أن يتزوج وينجب 6 أبناء ثلاثة ذكور وثلاث إناث.
ظل حلم إبراهيم القباني خيالا يداعبه في استكمال دراسته، وكان ينظر لأبنائه بحب وإعجاب وهم في المدرسة إلى أن ذهب ذات يوم لشيخ المعهد الديني وأبدى رغبته في استكمال التعليم بالأزهر فقدم للالتحاق بالأزهر، المرحلة الإعدادية وهو فوق سن 47 عاما.
اشترط الأزهر اجتيازه في امتحان القرآن الكريم شرط لقبوله فوافق على الفور، لأنه كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب قراءة وترتيلا وتلاوة، فنجح إلى أن التحق بالأزهر وظل به حتى حصل على الشهادة الأزهرية.
هنا كانت بداية رحلة معاناة جديدة بين التزامه، بإطعام أولاده والصرف على تعليمهم وبين السفر للقاهرة ومصروفات الدراسة وثمن الكتب.
ويقول القباني: "في وقت من الأوقات أصبحت مرغما على الاختيار بين الوظيفة واستكمال التعليم، فقررت أخذ إجازة دون مرتب، لاستكمال التعليم، لكن ذلك أدى إلى زيادة المعاناة المادية".
كلما زادت عليه المحنة زاد إصرار على التحدي في سبيل تحقيق حلمه إلى أن أتم دراسته الجامعية بتقدير جيد جدا، وكان عمره وقتها 59 سنة، قبل بلوغه سن المعاش بسنة وسبق أولاده في التعليم، وتفوق عليهم.
بعد مضي 6 عقود من عمره، بدأ إبراهيم القباني، الدراسات العليا بنجاح وقام بتسجيل رسالة الماجستير، إلا أن المرض ألم به فضلا عن نفقات المراجع والسفر للقاهرة بصورة جعلته غير قادر على تحمل مصاريف الماجستير.
ويقول: "استقر بي الحال في قريتي، ووهبت نفسي للخطابة على منابر مساجدها والدعوة والإنشاد الديني دون مقابل وتعلم العزف على العود وتقديم الإنشاد الديني".