ووجّه ولي العهد السعودي بترميم قصر الأميرة نورة الذي يعرف بقصر "الشمسية"، وهو قصر من طراز رفيع واقع في حي المربع في قلب العاصمة السعودية الرياض.
والأميرة نورة بنت عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود التي ولدت في عام 1292 للهجرة ( 1875 ميلادية) في مدينة الرياض، استطاعت في فترة وجيزة أن تسجل حضوراً لافتاً في التاريخ السعودي"، بحسب تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط".
وعلق وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، على القرار، مؤكدا أنه يأتي "امتدادًا لحرصه (ولي العهد) الدائم على دعم التراث والمعالم التاريخية في المملكة، بما يؤكد حرصه على المباني التاريخية في المملكة، وعناية القيادة الرشيدة لبقاء تلك المعالم شواهد راسخة في التاريخ السعودي".
والأميرة نورة هي شقيقة الملك السعودي المؤسس للمملكة عبد العزيز آل سعود، وقيل عنها، بحسب الصحيفة: إنها تتمتع بحملها عقول أربعين رجلا نظرا لكفاءتها ورجاحة عقلها، كما تتمتع بحس سياسي الأمر الذي جعل الملك المؤسس يولي اهتماما كبيرا لأفكارها وآرائها السياسية، بل كان الملك يجلس معها ساعات طويلة ليستمد منها الرأي والمشورة.
وتزوجت الأميرة نورة عام 1905 من الأمير سعود بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل الملقب بـ"سعود الكبير" وأنجبت منه الأمير محمد بن سعود الكبير الملقب بـ"شقران"، كما أنجبت الأميرة حصة والأميرة الجوهرة التي تزوج بها الملك فيصل.
وفي كتاب "نساء شهيرات من نجد"، تحدثت مؤلفته الدكتورة دلال الحربي عن العلاقة القوية التي ربطت الأميرة نورة بالملك المؤسس عبد العزيز، فتقول إن "الأميرة نورة التي تكبر الملك عبد العزيز بسنة واحدة، وارتبطت بأخيها عبد العزيز برباط وثيق منذ طفولتها المبكرة، إذ كانت تشاركه اللعب كما كانت رفيقته عند خروج الإمام عبد الرحمن الفيصل بأسرته من الرياض في أعقاب موقعة المليداء عام 1891".
وكتاب "نساء شهيرات من نجد" صدر في 1998، بمقدمة الأمير (وقتها) سلمان بن عبد العزيز، (الملك الحالي)، وتحدث عن 52 امرأة سعودية كان لهم تأثير في الحياة السعودية.
وتابعت الحربي في حديثها عن الأميرة: "كانت نورة وبعد سنوات من استقرار الأسرة في الكويت عاملاً مهماً في شحذ همة أخيها عبد العزيز في السعي نحو استعادة ملك آبائه".
وتشير الحربي إلى أنه وفقا للمعلومات المتاحة كانت هي التي حثته على تكرار المحاولة لاستعادة الرياض بعد أن أخفق في المرة الأولى، "فأخذت تقوي من عزيمته وإرادته، وعندما عزم على الخروج من الكويت بصحبه لاستعادة الرياض، بكت والدته بكاء حاراً، غير أن نورة شجعته، وهو الأمر الذي انتهى إلى نجاح عبد العزيز ذلك النجاح المعروف تاريخيا".
وقالت الحربي إن الأميرة كان لها دور كبير في تجنيب أخوها مشاكل وشؤون القصر الداخلية طوال وجودها، ولفتت إلى دور نورة المؤثر بعد أن استرد الملك عبد العزيز الرياض واستقر فيها وعادت أسرته اليها ومن ذلك: أنها كانت عامل ترابط بين آل سعود عندما وافقت على الزواج من "سعود الكبير".
وتشير الحربي إلى أنه "وفقا للمعلومات التاريخية فإن الأخير كان على خلاف مع أخيها الملك عبد العزيز، وفي هذا الصدد كان زواجها هذا أسمى رمز للمصالحة بين عبد العزيز وأبناء عمومته، ومعه أصبح سعود الكبير من أشد المقربين والمخلصين للملك".
وتلمح الحربي إلى أنه من شدة قربها من الملك المؤسس كانت تشفع عنده لكثير من المحتاجين ومن لهم مشاكل تحتاج إلى حل، وشغلت منصب مستشارة الملك في شؤون العائلة الملكية، وعرف عنها الحكمة.
وقالت الحربي إن الملك عبد العزيز كان يعتز بها حين يردد: "أنا أخو نورة"، وفي حالة غضبه يكنى بها حيث يقول: "أنا أخو الأنور المعزي"، وتوفيت عن عمر يناهز 77 عاماً في 1948 ميلادية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، على لسان وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، قوله إن "التوجيه الكريم سيعيد ترميم قصر الشمسية الذي يحتل مكانة رفيعة في وجدان السعوديين، إذ يعود تاريخ بنائه إلى عام 1354 للهجرة، بعد أن أمر الملك المؤسس – طيب الله ثراه- ببنائه للأمير سعود بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل الكبير، وأخته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل آل سعود".
وأردف: "حضرت الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في المشهد الاجتماعي السعودي عبر حكمتها وكرمها وما تمثله من رمزية للنساء السعوديات المساهمات في تنمية المجتمع، والفاعلات في العمل الإنساني".
وقال الأمير إن القصر الذي يقع على الضفة الغربية من وادي البطحاء، به نقوش فريدة تعكس أسلوب العمارة المحلية في خمسينيات القرن الهجري الماضي.