بعد نفي العراق… محللون يوضحون لـ"سبوتنيك" سيناريوهات الرد السعودي على استهداف معامل أرامكو

في تصعيد خطير، أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية بأن الاعتداء الذي استهدف أمس معملين كبيرين تابعين لشركة "أرامكو" في السعودية، وتبنته جماعة الحوثيين اليمنية نفذ من العراق.
Sputnik

ومن جانبه، نفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة، داعيًا جميع الأطراف إلى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب بوقوع خسائر كبيرة في الأرواح والمنشآت. 

طائرات مسيرة

تحذيرات من ارتفاع أسعار النفط بعد استهداف أرامكو... ومستشار سعودي يؤكد حتمية الرد
تعقيبًا على ذلك، قال الدكتور عبد الله العساف، المحلل السياسي السعودي:

 إن التحقيقات السعودية تجري لمعرفة الأطراف المتورطة في الهجوم على معامل أرامكو، أمس، وكذلك منطقة الانطلاق، موضحًا أنه لم يتم تحديد موقع انطلاق الطائرات المسيرة والجهة المسئولة حتى الآن. 

وحول ما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية حول تنفيذ الهجمات من العراق، اعتبر العساف في حديثه مع برنامج "بين السطور"، المذاع عبر أثير "سبوتنيك"، اليوم الأحد، أن "إعلان جماعة الحوثي مسئوليتها عن هجوم، أمس، والأول الذي وقع في مايو الماضي، لا ينفي وجود أطراف أخرى متورطة في هذه الهجمات، سواء في العراق أو غيره، مشيرًا إلى استمرار المملكة السعودية في إجراء التحقيقات، للوصول إلى كافة المعلومات المتعلقة بالحادث، ومن ثم الرد بالطريقة المناسبة. 

وحول سيناريوهات الرد المتوقعة من قبل الرياض، تحدث العساف بأن جميع المناطق والمراكز التي انطلقت منها الهجمات على السعودية ستكون أهدافا" عسكرية مشروعة للسعودية، أي أن من صعدة إلى سرداب سامراء ستكون جميعها مجالات عسكرية متاحة للرياض، في حالة ثبتت التحقيقات أن الطائرات انطلقت منها سواء من أماكن مدنية داخل العراق أو اليمن، وهذا حق مشروع كفله القانون الدولي" . 

حصانة أممية

وفيما يخص إعلان الحوثيين مسئوليتهم عن الهجمات، لفت إلى أن الحوثيين "مليشيات إرهابية، لا تعي تبعات الحادث، وتتمتع بحصانة من الأمم المتحدة، والتى دائمًا ما تبرر تصرفاتها، فضلًا عن أن الحوثيين جهة غير قانونية ولا يعرفوا معنى القانون الدولي، بل مجرد أداة تتحدث باسم النظام الإيراني" ـ وفق تعبيره. 

وأردف الدكتور عبد الله العساف، قائلًا: "رغم نفي رئيس وزراء العراق أن تكون بلاده مركزًا لانطلاق مثل هذه الهجمات، إلا أن الشبهة مازالت تحوم حولهم، بينما مطالبة عبد المهدي بوقف الهجمات المتبادلة لا علاقة لها بالسعودية، حيث لم تطلق طائرات مسيرة على العراق ولا غيره، بل تعمل ضمن تحالف عربي لتطهير اليمن من مليشيات الحوثي"، مطالبًا الحكومة العراقية بممارسة سيادتها، كونه ما يزال مسلوب الإرادة بسبب إيران. 

الإمارات تكشف ما تنتظره من السعودية بشأن "هجمات أرامكو"
من جانبه، قال الدكتور فارس الخطاب، الكاتب والمحلل السياسي العراقي، إنه "لا يمكن تأكيد أو نفي الأخبار المتداولة بشأن انطلاق الهجمات على معامل أرامكو السعودية من العراق، ولكن معروف أن هناك الكثير من مجالات التعاون بين جماعة الحوثي والمليشيات العراقية التابعة لإيران، منوهًا أن عملية نفي الحكومة العراقية لهذه المعلومات في ظل المعطيات المتوافرة، ليس لها مصداقية كبيرة. 

بقعة جغرافية

وحول العلاقة بين استهداف مقرات الحشد الشعبي العراقي ومعامل "أرامكو" السعودية، ألمح إلى احتمالية وجود علاقة بين الحادثين، ولكن الاعتداء على مضخات النفط السعودية والمطارات بعشر طائرات مسيرة منذ فترة، قد سبق الاعتداء الإسرائيلي على مقرات الحشد الشعبي، وكانت البقعة الجغرافية السعودية المستهدفة أقرب للعراق من اليمن. 

وأضاف الدكتور فارس الخطاب، المحلل السياسي العراقي، في حديثه مع برنامج "بين السطور"، قائلًا :

 العملية باتت مركبة ومعقدة للغاية، خاصة بعد استهداف اسرائيل لمراكز أسلحة كانت تجهزها إيران في العراق، استعدادًا لنشوب حرب بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يخفى على أحد أن هذه الجماعات العراقية باتت قوة لا يستهان بها داخل العراق، بل تعد الأبرز بما تمتلكه من عقيدة موحدة وموجه واحدة، وهو الحرس الثوري الإيراني. 

وحول مستقبل العلاقات العراقية السعودية في ظل الأوضاع الراهنة، ذكر الخطاب، أن العلاقات بين البلدين متصاعدة بهدف الحفاظ على المصالح المشتركة بين البلدين، وهذا من الناحية الرسمية، موضحًا أن الرياض تحاول رغم ما حدث أن تزيد جرعة الثقة والاعتماد على إمكانيات الدولة العراقية؛ لمواجهة هذه المليشيات –وفق قوله.

مناقشة