مجتمع

فايا يونان لـ"سبوتنيك": أنا سفيرة لسوريا... مستمرون بالغناء لعلنا نجمع ما فرقته الحرب (فيديو وصور)

تمثل الفنانة الشابة "الحسناء" فايا يونان تجسيدا لحالة "النجم السوري" الذي طال انتظاره، حيث تمكنت خلال سنوات قصيرة جدا من انتزاع محبة جمهور عريض من جيل الشباب في سوريا، وهو ما يعبر عنه التهافت على شراء بطاقات حفلها الأخير ضمن فعاليات مهرجان الياسمين الذي افتتحت أولى حفلاته بدمشق منذ أيام قليلة.
Sputnik

مع فائض القنوات الفضائية العربية التي قدمت خلال العقدين الأخيرين مئات المطربين العرب والذين حصد بعضهم جماهيرية واسعة على مستوى البلاد العربية، ومع بعد الإعلام السوري عن تبني مواهب البلد وتقديمها ورعايتها، انقسم الفن الغنائي والموسيقي السوري إلى قطبين متغايرين ومتنافرين، الأول هو أغنية هابطة ترتدي قناع الشعبية وتنحط بالأغنية إلى الابتذال على مستوى الكلمة واللحن، والنوع الآخر هو الموسيقى الكلاسيكية التي تمثلها الفرقة السيمفونية السورية وبعض الأوركسترات الموازية لها، وهذا الفن لم يحظ بالقبول الجماهيري وظل فنا للنخبة، وبين هذين النوعين بدأت خلال السنوات الأخيرة بعض الأسماء بالسطوع  مستعيدة حالة النجم السوري المحبوب الذي تختفي بطاقات حفلاته من السوق بزمن قياسي، ومن هذه الأسماء الشابة فايا يونان.

في لقاء لها مع "سبوتنيك" على هامش حفلتها الأخيرة بدمشق، أعربت الفنانة يونان ابنة مدينة حلب التي ترعرعت في السويد، عن سعادتها للمشاركة في مهرجان "الياسمين" والوقوف مجددا أمام جمهور بلدها سوريا.

وقالت: "عندما أغني في سوريا فأنا أغني بين أهلي وأحبتي بأريحية كبيرة كمغنية سورية، ولكن عندما أغني في أي بلد آخر فأحس بأني سفيرة سورية، أما من حيث الفن والحماس والغناء فهو لا يتغير، ودائما وجودنا كسوريين في الحفلات بالبلدان الأخرى بالنسبة لي أو لغيري من الفنانين المبدعين يحملنا رسالة مفادها أننا موجودون كسوريين ومستمرون بالغناء والفن، وفي البلاد العربية فإن الأغنية بما تتضمنه من معان تلعب دورا مهما في ما نريد إيصاله من هذه الرسالة، وفي الحقيقة يلعب الإعلام دورا كبيرا في تصوير الأوضاع في سورية بشكل سوداوي ومأساوي ومهمتنا كفنانين أن نسلط الضوء على الجانب المضيء في سوريا بكل ما فيه من فرح وفن وغناء وحياة ثقافية غنية وإرادة للحياة، فسوريا عبر التاريخ هي منبع للحضارة والثقافة ولن تتمكن بضع سنوات "سوداء" من محو هذا التاريخ الغني".

وأضافت: الفنان ليس مطالبا أو مجبرا على قول رأيه السياسي وبالنهاية فكل فنان لديه الحرية باختيار المواقف التي يطلقها، فالبعض قطعيون ومتطرفون في اختيار موقف ما يتعصبون له بكل قوة، وبالنسبة لي أحب أن تكون الموسيقى جامعة بدلاً من أن تفرق، بغض النظر عن موقفي السياسي الحقيقي، فهناك فرق بين أن يكون للفنان رأي سياسي وبين أن يختار التعبير أو عدم التعبير عنه، وبمعنى آخر بين أن يكون صوته وفنه عنصرا يجمع الكل وبين أن يعبر عن رأي يلغي به الآخر.

واعتبرت الفنانة يونان أن الحياة الثقافية السورية وما تشهده من مهرجانات وحفلات غنائية حاليا هو إنجاز عظيم بالنسبة لبلد يعيش الحرب منذ أكثر من 8 سنوات بكل ما أفرزته هذه الحرب من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمنية وغير ذلك.

جدير بالذكر أن الفنانة فايا يونان التي اكتسبت شعبية كبيرة من خلال حفلاتها في سوريا خلال السنتين الأخيرتين، حققت انجازات فنية غنية العام الماضي، حيث توجت بلقب أفضل مطربة سورية لعام 2018 ضمن جوائز داف باما الألمانية، كما أطلقت مؤخراً كليب "بغداد"، مع دخولها موسوعة جينيس للأرقام القياسية، باعتبارها أول مطربة عربية تنجح فى عملية "الكراود فاندينج" أو التمويل الجماهيرى، عبر أولى أغنياتها "أحب يديك"، وتمكنت من تحقيق أكثر من 25 ألف دولار لإنتاجها، وما يتخطى الثلاثة ملايين بالعملة السورية، وظهرت بالفعل الأغنية المصورة للنور، وتمكنت من تخطى حاجز الـ13 مليون مشاهدة، وأصبحت من أكثر أغانى فايا استماعًا وشهرة.

وأطلقت الفنانة الشابة مؤخرا ألبوما جديدا كاملا يحمل اسم "حكايا القلب"، وهو ألبوم متنوع فيه الوطني والعاطفي وباللغة الفصحى واللهجة المحكية، وفيه أغاني دبكة باللهجة المحكية من التراث.

مناقشة