سر مشاركة السعودية والإمارات في التحالف الدولي لأمن الملاحة

بعد يوم من انضمام المملكة العربية السعودية، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة مشاركتها في التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية.
Sputnik

وفي 9 يوليو/تموز الماضي، أعلنت أمريكا على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، أنها تغطي منطقة عمليات التحالف في مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.

ورحب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بإعلان السعودية والإمارات عن مشاركتهما في التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية.

مشاركة خليجية

وقررت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الخميس، الانضمام للتحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية وسلامة الممرات البحرية، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

الإمارات تحسم موقفها بشأن الانضمام للتحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن مدير إدارة التعاون الأمني في وزارة الخارجية، سالم الزعابي، قوله إن انضمام الإمارات لهذا التحالف الدولي يهدف إلى مساندة الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية وضمان أمن الطاقة العالمي واستمرار تدفق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين.

وأمس، أعلنت الرياض الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، الذي يهدف لمساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وضمان أمن الطاقة العالمي، واستمرار تدفق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين.

ونهاية الشهر الماضي، قالت واشنطن إن البحرين انضمت إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لضمان حرية الملاحة في منطقة الخليج.

إمكانيات سعودية

اللواء بحري دكتور شامي محمد الظاهري، قائد كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية سابقًا، قال إن "إعلان المملكة العربية السعودية الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية، يهدف لحماية السفن التجارية وتوفير الإبحار الآمن، لضمن حرية الملاحة والتجارة العالمية ومصالح الدول المشاركة في التحالف".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هرمز وباب المندب، ممرات دولية للمرور العابر والبريء، ومعظم السفن التي تمر فيها التجارية والعسكرية تمر مرورًا بريئًا وعابرًا، ولا تستخدم هذه السفن المضيقين كمواقع لمسرح العمليات العسكرية".

وتابع: "ترديد إيران وأذرعها العسكرية لتهديدات إغلاق هذين الممرين يعد عملًا إرهابيًا يقصد منه ليس فقط التأثير على السعودية ودول المنطقة، بل على جميع دول العالم".

 ومضى قائلًا: "أعتقد أن المملكة كدولة محورية في هذه المنطقة كدولة، شاركت في هذا التحالف العسكري الدولي لتسهم كعادتها في أمن واستقرار وسلامة المرور العابر للسفن،  وأن المشاركة سيكون لها أثرًا ودورًا كبيرًا وهامًا".

وأكد الظاهري أن

"المملكة العربية السعودية تمتلك أسطولًا بحريًا كبيرًا، ولديها أكبر قاعدة بحرية في الخليج العربي وهي قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية، والتي يوجد فيها مرافق لإصلاح السفن".

وأشار الظاهري إلى أنه يمكن أن "تستخدم السفن المشاركة في التحالف، بعد إذن المملكة، تلك الإمكانيات الهائلة المتوفرة داخل القاعدة".

 أهداف إماراتية

الدكتور عبد الخالق عبد الله، السياسي والأكاديمي الإماراتي، قال إن "هناك 3 دول خليجية أعربت عن رغبتها في الانضمام للتحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية، هم السعودية والإمارات والبحرين".

ترامب يخطط لإنشاء تحالف أمريكي لتأمين مضيق هرمز
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "انضمام الإمارات للتحالف كان منتظرًا ومتوقعًا، فهذه مسؤولية أمنية دفاعية مهمة لحماية أمن مضيق هرمز، والخليج العربي وخليج عمان"، مؤكدا أن "مثل هذه المبادرات لا يجب أن تترك للقوى الخارجية فقط".

وبشأن إمكانية تسبب تلك الخطوة في توتر مع طهران، أكد الأكاديمي الإماراتي أن "إيران سواء انزعجت أم لم تنزعج فالقرار سيادي يخص الإمارات، ودول الخليج"، مضيفًا: "الأفعال التي قامت بها إيران مؤخرًا لا يمكن أن يكون هناك طريق أو وسائل لحماية أمن المنطقة سورى بالقوة الدولية، وبمشاركة دول المنطقة".

وعن إمكانيات الإمارات ودول الخليج البحرية وإمكانية دعم التحالف، أضاف: "الإمارات ودول الخليج لديها ما يكفي من القدرات العسكرية الذي يجعلها قادرة على حماية سفنها وناقلاتها البحرية على الأقل".

ويرى عبدالخالق، أن "الوقت قد حان لتدويل أمن الخليج، الذي لا يزال حكرًا على قوة واحدة وهي أمريكا، والتي يبدو أنها بدأت تتراجع عن هذا الدور تدريجيًا"، مشيرًا إلى أن "التدويل هو الحل، فالقوى الآسيوية معنية، والقوى الأوروبية، وأمريكا، ودول المنطقة عليها أن تقوم بهذا الدور، في ظل الرغبة الأمريكية في الانسحاب".

نفط الإمارات

من جانبها قالت الدكتورة نهلة الشمري، الباحثة في الشؤون السياسية بأبوظبي،  إن "دولة الإمارات العربية المتحدة قررت الدخول في التحالف الدولي للمشاركة في تحقيق الحماية البحرية وتأمين ممرات الطاقة العالمية".

وأضافت في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "المشاركة جاءت بعد أن أصبح ممر مضيق هرمز غير آمن بعد ضرب ناقلات نفط، وحجز ناقلات نفط أخرى من قبل الحكومة الإيرانية".

وأكدت أن

"مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي لعدة أسباب أهمها أنها دولة نفطية ومهم لديها تأمين هذا الممر البحري، بالإضافة إلى المشاركة  ضمن تحالف دولي يحقق موقفًا قويًا ورادعًا لخطط إيران لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة البحرية ومضيق هرمز الذي يعتبر ممرآ عالميا وغير مقتصر على السيادة الإيرانية التي تهدف إلى التوتر في هذا الممر المهم".

ترحيب أمريكي

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة ترحب بإعلان الرياض وأبو ظبي المشاركة في التحالف الدولي لأمن وحرية الملاحة.

وكتب بومبيو تغريدة على "تويتر" قال فيها: "إن الولايات المتحدة تقدر الإعلان الصادر عن البلدين الصديقين، المملكة السعودية والإمارات العربية، حول مشاركتهما في التحالف الدولي لأمن وحرية الملاحة".

وأضاف: "أن الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية حماية التجارة الدولية وحرية الملاحة".

وكانت الإمارات أعلنت في وقت سابق من اليوم الخميس انضمامها إلى التحالف الدولي لأمن الملاحة وسلامة الممرات البحرية، التي دعت إليه واشنطن بعد الحوادث المتكررة التي شهدتها مياه الخليج في الأشهر الماضية.

أمريكا تسعى لتكوين تحالف لحماية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب
من جهتها، أعلنت السعودية في وقت سابق قرارها الانضمام للتحالف الدولي الذي من المنتظر أن تغطي عملياته مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج.

وبلغ عدد الدول التي أعلنت انضمامها للتحالف لحماية خطوط الملاحة البحرية في الخليج، 6 دول حتى الآن، وهي الولايات المتحدة والبحرين (البلد المضيف) وبريطانيا وأستراليا والسعودية والإمارات.

ويهدف هذا التحالف إلى حماية السفن التجارية بتوفير الإبحار الآمن لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية وحماية مصالح الدول المشاركة فيه، بما يعزز الأمن وسلامة السفن التجارية العابرة للممرات البحرية.

 وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد تشكيل التحالف الدولي، وشهدت المواقف تباينات حول تأييد المشاركة من عدمها نظرا لخلفية التوترات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وما تبعه من عقوبات اقتصادية والمواقف الإيرانية المتصلبة التي تحولت إلى تلويح بدفع المنطقة إلى توتر أمني وعسكري.

ووفق الخطة الأمريكية، تتولى الولايات المتحدة قيادة عمليات المراقبة البحرية واسعة النطاق، والاستطلاع، مع توفير سفن حربية لمهمات القيادة والسيطرة، وفي المقابل، تقدم دول التحالف الأخرى سفنا لتسيير دوريات بالقرب من سفن القيادة الأمريكية.

ويشمل الجزء الثالث من المهمة أفرادا من التحالف لمرافقة سفن بلادهم التجارية، وناقلات النفط التي تحمل أعلامها عبر المنطقة.

وتواصل مسؤولون أمريكيون، من مستويات مختلفة، مع مسؤولين من 62 دولة لمناقشة إمكانية انضمامها للتحالف العسكري.

مناقشة