بطولة كأس العالم 2022

"أنفاق طولها 150 مترا"... منظومة غير مسبوقة تظهر داخل قطر

كشفت قطر، اليوم الخميس، عن منظومة متطورة غير مسبوقة، ترتكز على "أنفاق طولها يمتد إلى 150 مترا".
Sputnik

وستبدأ الدوحة في تطبيق تلك المنظومة الجديدة، منذ غد الجمعة 27 سبتمبر/ أيلول، في بطولة العالم لألعاب القوى، حيث ستطلق أول ملعب رياضي مزود بمنظومة تبريد كاملة استعدادا لنهائيات كأس العالم بكرة القدم 2022.

وستحول منظومة التبريد تلك درجة الحرارة نهارا من 38 درجة مئوية والرطوبة من 50% إلى درجة حرارة تصل ما بين 23 و25 درجة مئوية داخل "استاد خليفة" الدولي.

"أنفاق طولها 150 مترا"... منظومة غير مسبوقة تظهر داخل قطر

وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن تلك المنظومة تم دعمها بأنفاق تبريد فريدة من نوعها تمتد لمسافة 150 مترا، وصولا إلى أرض الاستاد.

وتؤكد السلطات القطرية، وفقا للوكالة الفرنسية، أن هذه المنظومة المتطورة تثبت قدراتها، على استضافة نهائيات كأس العالم المقبلة في ظل أجواء مناخية مريحة، رغم المخاوف من تأثيرات الطقس الحار في الخليج على البطولة، والتي دفعت إلى نقل موعدها من الصيف (كما جرت العادة) إلى فصل الشتاء.

وسيقوم نظام إلكتروني بإعداد الرياضيين للتأقلم مع الحرارة عبر تبريد أجسامهم على مراحل عند مرورهم في النفق تحت الأرض في طريقهم إلى أرض الملعب الذي يتسع لنحو 46 ألف شخص.

ونقلت "فرانس برس" تصريحات عن سيباستيان راسينيه، رئيس قسم أبحاث الصحة والأداء في مستشفى "سبيتار"، أول مستشفى متخصص في الطب الرياضي وجراحة العظام في منطقة الخليج، أن الرياضيين "سيتنقلون عبر درجات حرارة متفاوتة".

وتابع "درجة الحرارة لن تكون متدنية إلى حد التجمد في الملعب، فليس من الجيد أن يكون الجو باردا للغاية في الملعب، الطقس الحار جيد للعدائين ولكنه مصدر ضغط إضافي عليهم".

واستمر "سيكون بإمكان الرياضيين التكيف مع درجات مرتفعة والرطوبة في قطر بحال منحهم الوقت اللازم، ويوضح أن للبشر قدرة على التأقلم مع الحرارة، والرياضيين سيتأقلمون بعد أيام من التدريب في الحر".

وأوضح راسينيه أن التعرض للحرارة سيؤدي إلى زيادة البلازما، الأمر الذي سيدفع نحو ارتفاع في كميات الدم حتى تصل إلى العضلات والجلد لأغراض التبريد. وسيسمح التعرض المتكرر للحرارة أيضا للرياضيين بزيادة نسبة التعرق ما "سيحسن كفاءة التبريد على مستوى الجلد"، بحسب راسينيه.

"أنفاق طولها 150 مترا"... منظومة غير مسبوقة تظهر داخل قطر

وسيستضيف إستاد خليفة الذي يعود تاريخ بنائه الى العام 1976 وأعيد افتتاحه في 2017 بعد تجديده، المنافسات الأساسية للبطولة، علما بأنه سبق أن استضاف لقاءات الدوحة ضمن الدوري الماسي لألعاب القوى.

وأكد رئيس اللجنة المنظمة العليا ومدير بطولة العالم في الدوحة دحلان الحمد ، أنّه "ليس من الغريب أن تقام البطولات العالمية في الصيف أو الطقس الحار، لكننا نؤكد أننا نهتم بسلامة اللاعبين والجماهير".

ويقول راسينيه "قبل (دورة الألعاب الأولمبية) 2008 في بكين، كان الجميع يقول أنه من المستحيل الجري بشكل سريع في الماراتون بسبب الحر- ولكن في النهاية، حقق (الكيني) صامويل وانجيرو رقما أولمبيا جديدا".

وأضاف "يمكننا توقع أن يكون السباق أبطأ، ولكن ليس بدرجة كبيرة".

ويستحوذ الحر على جزء كبير من الاهتمام بسبب استضافة قطر لنهائيات كأس العالم في كرة القدم. وستكون ظروف بطولة ألعاب القوى التي تنطلق الجمعة، مماثلة بشكل كبير للظروف التي ستقام في ظلها الألعاب الأولمبية في اليابان صيف 2020.

ويتعاون مستشفى سبيتار مع اللجنة الأولمبية الدولية قبل ألعاب طوكيو التي يتوقع أن تكون الأعلى حرارة في التاريخ، حول كيفية إدارة الحر وإعداد الرياضيين.

وأكد راسينيه "نعمل أيضا بشكل مباشر مع عدد من الفرق والاتحادات أو الرياضيين الذين يأتون بشكل فردي إلى سبيتار في معسكر تدريبي من أجل التأقلم".

وبحسب المستشفى، فإن المسؤولين في مجال الرياضة يضعون التكيف مع الحر على قائمة الأولويات.

ولم يقم سوى 15% فقط من الرياضيين الذين شاركوا في بطولة العالم لألعاب القوى في بكين 2015 بالاستعداد بشكل خاص لذلك، بينما قام 38% من المشاركين في بطولة العالم للدراجات الهوائية على الطرق والتي عقدت في الدوحة عام 2016 بالتحضير للحر.

ويشار راسينيه إلى أن "هناك نزعة حاليا لاستخدام الحرارة كمحفز للتدريب بالطريقة ذاتها التي تستخدم فيها التدريبات على ارتفاع" والتي يعتمد عليها رياضيون لتحسين أدائهم.

وتم أيضا تشجيع الحضور على الاستعداد للحرارة المرتفعة، كونهم سيكونون أكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس.

مناقشة