تونس... الشباب يعود إلى واجهة السياسة عبر بوابة التشريعيات

تتجه الأنظار في تونس إلى تاريخ 6 تشرين الأول/ أكتوبر، موعد إجراء الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء جدد للبرلمان وتشكيل حكومة جديدة للخمس السنوات المقبلة.
Sputnik

1572 قائمة مرشحة لخوض غمار الانتخابات التشريعية بين مستقلة وحزبية وائتلافية، اللافت فيها للنظر تسجيل نسبة هامة من الشباب على رأس بعض القائمات خلافا لما تم تسجيله في انتخابات 2014 و 2011، وهو ما يدفع للتساؤل حول مدى تفعيل دور الشباب في بناء الحياة السياسية في تونس و ما هي  الانتظارات من وصوله إلى مواقع القرار؟.

عصام السلامي شاب من محافظة جندوبة شمالي البلاد يترأس قائمة انتخابية مستقلة تحمل اسم"وطن عادل" أوضح في تصريح لـ"سبوتنيك" أن الانتخابات البلدية كانت المنعرج في عودة الشباب إلى العمل السياسي بعد عزوف امتد لسنوات و قد تجسد ذلك من خلال المشاركة في الانتخابات الرئاسية بالترشح أو  بالتصويت بكثافة إذ أن الحاصل على المرتبة الأولى في الدور الأول من هذه الانتخابات قيس سعيد حظي بنسبة فاقت 45 بالمائة من جملة الأصوات المتحصل عليها كانت من طلبة الجامعات التونسية.

الشباب سئم من المنظومة الحاكمة والأحزاب

انتخابات الرئاسة تستحوذ على اهتمام التونسيين وتصرف نظرهم عن التشريعيات
يرى عصام أن إقبال الشباب على المشاركة في الحياة السياسية في تونس سيساهم في تشبيب النخبة السياسية  و تغيير العقلية السياسية الكلاسيكية القائمة داخل المجتمع التونسي و سيمنح الشباب فرصة في أن يكون أكثر التصاقا بواقعه خاصة في ما يتعلق بالتشغيل و القضاء على البطالة.

ودعا السلامي الوجوه الشبابية المترشحة  على رأس القائمات إلى الوحدة والالتفاف حول جملة من الرؤى و التصورات التي من شأنها دحض السائد و إزالة الركود القائم اقتصاديا واجتماعيا بسبب سياسات الأحزاب والنخب السياسية المتهرمة...والثقة لا تتجدد إلا في شباب واع و مثقف.

شباب فاعل..وقادر على التغيير

لسعد الأسود المرشح للانتخابات التشريعية عن قائمة حزب حركة الشعب بمحافظة صفاقس جنوبي البلاد يرى في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الشباب قادر على تغيير المشهد السياسي في تونس بعد عزوفه عن المشاركة في الحياة السياسية خلال السنوات الأولى من ثورة 2011 إلى جانب اطلاعه مليا وعن كثب على متطلبات الحياة اليومية في البلاد من خلال رؤى وبرامج إصلاحية ترتكز أساسا على الاستثمار في القدرات و المؤهلات و الكفاءات التي يمتلكها الشباب في تونس".

ويذهب لسعد الأسود في تحليله لظاهرة إقبال الشباب على الترشح  للانتخابات البرلمانية إلى أن السياسات المتبعة للحكومات المتعاقبة في فترة ما بعد الثورة بتونس كانت محبطة وأشعرت الشباب التونسي بالإقصاء من المشاركة في دوائر صنع القرار إلى جانب تفاقم البطالة  وتواصل التهميش خاصة بالمناطق الداخلية للبلاد وهي كلها أسباب جعلت فئة كبيرة منه تبدي رغبة في الترشح للانتخابات التشريعية والوصول إلى البرلمان لتجسيد رؤاها وتصوراتها فيما يتعلق بفترة الحكم القادمة.

ويضيف الأسود: "التجربة السياسية في تونس أثبتت أن الاستمرار في استخدام نفس الوسائل والآليات من خلال التعويل على كبار السن من الشخصيات السياسية لم يقدم الإضافة وهو ما يدفع إلى التجديد عن طريق التشبيب وتمثيل الشباب في السلطة".

تونس: رفض جميع طعون الاستئناف في نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية
الشاب عباس الطريفي يترأس القائمة الانتخابية المستقلة "المسؤولية الوطنية" بمحافظة القيروان يؤكد أن الشباب في تونس بات يحمل فكرا غير الفكر الكلاسيكي السائد وهو شباب طموح وناشط وحركي وقادر على تقديم رؤية إصلاحية جديدة و شاملة لإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد .

يتابع الطريفي في حديثه لـ"سبوتنيك" مع تراكم التجربة السياسية خلال الثماني سنوات الأخيرة في تونس بات من الممكن الوصول إلى مراكز صنع القرار سوى عبر مقاعد البرلمان أو تقلد مناصب سياسية أخرى بمؤسسات الدولة تحتاج نفسا شبابيا جديدا يسعى إلى التطوير والتحسين والإلمام بمشاغل المجتمع خاصة أن الفئة الغالبة فيه هي فئة الشباب."

المرحلة تقتضي التعويل على الطاقات الشابة

عباس الطريفي مثل كثير من الشباب التونسي يعتبر أنه من الضروري التعويل على الطاقات الشابة و تفعيل دورها في الحياة السياسية كي لا تبقى مجرد شعارات عريضة ترفعها الأحزاب السياسية في تونس و لا تتجسد على أرض الواقع ..ثم إن وصول الشباب إلى مواقع صنع القرار سيعطي فاعلية واستمرارية لمؤسسات الدولة بتراكم الخبرة عبر السنين وبالتالي تطوير الكفاءات.

ثم إن الثورة التي أشعل فتيلها الشاب محمد البوعزيزي و عرفت حراكا اجتماعيا واسعا يقوده الشباب في مختلف المناطق والجهات كانت المطالب الرئيسية فيها شغل وحرية وكرامة وطنية تلك لم تتجسد إلى اليوم ومع رجوع الشباب إلى الواجهة السياسية سيتواصل النفس الثوري وتتعدل البوصلة في تونس.

ويتنافس في الانتخابات التشريعية التي ستقام يوم الأحد 6 تشرين الأول / أكتوبر الجاري، 15 ألف و737 مرشحا على 217 مقعدا في البرلمان ضمن ألف و572 قائمة في جميع الدوائر الانتخابية المقدر عددها بـ33 دائرة بكافة محافظات البلاد.

مناقشة