أدلى 2760217 ناخب تونسي أدلوا بأصواتهم محليا، فيما بلغ عدد الناخبين بالخارج 63065 ناخبا من إجمالي 6680339 ناخبا دعيوا إلى مراكز الاقتراع.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم 6 أكتوبر/ تشرين الأول أبوابها في تمام الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وأغلقت الساعة السادسة مساء، فيما تم تخصيص توقيت استثنائي لـ 252 مركز اقتراع بعدد من المحافظات الحدودية، حيث فتحت أبوابها من الساعة العاشرة إلى الرابعة مساء.
تنافس على مقاعد البرلمان في تونس 1506 قوائم تشريعية بين حزبية وائتلافية ومستقلة.
نسب إقبال متواضعة للناخبين
أدلى قرابة 42 بالمائة من المسجلين في الانتخابات بأصواتهم في تونس، فيما لم تتجاوز هذه النسبة 17 بالمائة في الخارج، وهو معدل يراه المحلل السياسي بولبابة سالم، أنها متواضعة نسبيا نظرا لتزامن موعد اجراء الانتخابات مع انطلاق الدروس في الجامعات و المؤسسات التربوية في تونس.
وأضاف بولبابة في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن هذه الأسباب تقف عائقا أمام الطلبة والتلاميذ الذين التحقوا بمقاعد الدراسة من المشاركة في هذه الانتخابات، كما أن الانتخابات الرئاسية حظيت باهتمام التونسيين ما جعلهم يصرفون النظر عن نظيرتها التشريعية. إلى جانب تسجيل ترشح عدد كبير من القائمات الانتخابية ما ساهم في تشتت الأصوات وتراجع حجم الأحزاب في تونس من حيث المخزون الانتخابي.
الضرورة تبيح التوافق بين الخصوم السياسيين
ويذهب بولبابة سالم، في تحليله لعدم حصول الأحزاب المترشحة على الأغلبية المريحة للمقاعد البرلمانية إلى اهتزاز ثقة الناخب في الاحزاب المترشحة، وهو ما سيدفعها حتما إلى ضرورة التوافق والتحالف لتشكيل الحكومة للخمس سنوات القادمة.
وأكد أن، التحالف بين الخضوم السياسيين تمليه الضرورة كي لا تجد تونس نفسها مجددا أمام سيناريو انتخابات تشريعية مبكرة، وهو سيناريو يبقى واردا لكنه ضئيل.
ويشير بولبابة سالم، إلى أن ملامح البرلمان القادم ستتشكل على أنقاض الخلافات بين مختلف الكتل وسط موجة صعود المستقلين الذين سيشتتون المساعي لتشكيل ائتلاف برلماني مريح، لتمرير مشاريع القوانين والمبادرات التشريعية من أي طرف سياسي.
انتخابات تشريعية مشرفة لصورة تونس
الإعلامي وعضو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين زياد دبار، ومن خلال تغطيته لفعاليات اليوم الانتخابي الذي عاشت على وقعه تونس اليوم، أكد في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن هذا الاستحقاق الانتخابي لم يشهد تجاوزات خطيرة، وهو أمر يشرف صورة تونس عربيا ودوليا، ويجعل الشعب التونسي يفتخر بالحفاظ على المسار الانتقالي في البلاد.
حكومة تكنوقراط لتجاوز الخلافات
وعلى ضوء ما ستفرزه الانتخابات التشريعية من نتائج يرى زياد دبار، أن الحل في تجاوز الخلافات السياسية بين مختلف الأطياف الصاعدة إلى البرلمان التونسي يكمن في تشكيل حكومة تكنوقراط (كفاءات وطنية)، ليسير مهمة حصولها على مصادقة من قبل مجلس نواب الشعب.
يضيف دبار "لو شكلت حركة النهضة (ذات التوجه الإسلامي) الحكومة ستجد نفسها معزولة سياسيا وبلا سند برلماني، وهو ما سيجعل الأمور تتعقد وربما ينتهي بإعادة الانتخابات لأن الحزب الفائز مطالب بتشكيل حكومة في غضون أربعة أشهر، وأغلب الأحزاب المشاركة في الانتخابات التشريعية أعلنت عدم تحالفها مع النهضة في حال فازت بمقاعد في البرلمان.
كما يشير الإعلامي زياد دبار إلى مخرج آخر قد يكون حلا لتجاوز العراقيل المرتقبة في تشكيل الحكومة القادمة، أهمها التوافق حول شخصية سياسية وطنية مستقلة تكون هي من يشكل الحكومة.
ومن المرتقب أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية مساء غد، أو بعد غد على أقصى تقدير في حين تشير النتائج التقديرية المقدمة من قبل بعض مؤسسات سبر الآراء إلى فوز حزب حركة النهضة بهذه الانتخابات، ليحل بعدها حزب قلب تونس الذي يتزعمه نبيل القروي الموقوف بالسجن والمؤهل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.