وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، إن الاستعدادات المتعلقة بالعملية العسكرية المزمعة في شمال شرقي سوريا لا تزال مستمرة، وفق ما ذكر تلفزيون "إن تي في".
ويرى مراقبون أن الخيارات الكردية، في هذه الحالة، محدودة جدا، وأن الإصرار على مواجهة تركيا ستكون عواقبه وخيمة، معتبرين أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة يتمثل في عودة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تحت راية الدولة السورية دون شروط.
وأعلنت تركيا، أمس الثلاثاء، استكمال الاستعدادات لشن عملية عسكرية في شمال سوريا، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أنه، لم يتخل عن قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة بعد تصريحات تشير إلى غير ذلك.
الخيار الأوحد
قال العميد محمد عيسى، الخبير العسكري السوري، إن الأكراد ليسوا قادرين على مواجهة العمليات العسكرية التركية.
ويرى عيسى في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الخيار الوحيد أمام الأكراد هو العودة كمواطنين تحت القيادة السورية دون شروط، وأن سيناريو المواجهة مع تركيا سيكون الأسوأ بالنسبة لهم، خاصة أن الدولة السورية ستفرض سيطرتها الكاملة على كل أراضيها بما يعني أن الأكراد سيكونون بين كماشة الجيش العربي السوري والتهديدات التركية.
وأشار إلى أن المقاتلين الأكراد في شرق الفرات اكتسبوا الجنسية خلال الأزمة منذ نحو 5 سنوات، وأن أغلبهم جاء من خارج سوريا، بما يعني أنهم ليسوا سوريين.
وشدد على أن "الأدبيات السياسية التركية، ترى أن حلب وبعض المناطق السورية هي ولايات تركية، كما أنهم يرون ان الحدود التركية تمتد إلى ما بعد حمص، وأن إشارة الرئيس التركي إلى "اتفاقية لوزان" يؤكد على المطامع التركية في الأراضي السورية".
أمريكا تتخلى عن الأكراد
فيما قال الخبير اللبناني حسن حردان، أن قوات "قسد" تواجه أزمة بعد تخلي القوات الأمريكية عنها، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تركيا حليف استراتيجي لا يمكن خسارته مقابل الدعم للأكراد في سوريا.
وشدد حردان، في حديثه مع "سبوتنيك"، الأربعاء، على أن قوات قسد لن تكون في وضع جيد حال المواجهة مع تركيا، وأن القوات السورية ستنتشر في الجزيرة السورية في مقابل عدم التدخل التركي.
ويرى حسن حردان أن أي خيار دون ذلك لن يكون في صالح الأكراد، وهو ما يتطلب انتشار الجيش السوري شرق الفرات وتخلي قسد عن أوهام إقامة فيدرالية وكذلك التخلي عن أوهام الدعم الأمريكي.
وأكد أن "الطريق الوحيد للخلاص من كارثة حقيقية، هو العودة تحت راية الدولة السورية دون أي شروط، تفاديا لسيناريوهات عدة تجلب الدمار هناك".
وأكدت دمشق على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أنها ستدافع عن كل الأراضي السورية.
وشدد المقداد على أن بلاده لن تقبل بأي احتلال لأية أرض أو ذرة تراب سورية، مؤكدا أن "من يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيدا عنه؛ بحسب صحيفة "الوطن".
وقال: " إنه في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأية أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا".
النفير العام
وأعلن أكراد سوريا، اليوم الأربعاء 9 أكتوبر/ تشرين الأول، النفير العام لمواجهة التهديدات التركية شمالي سوريا، فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دمشق والأكراد إلى الحوار لحل مشكلة شمالي سوريا، بما في ذلك على الحدود السورية التركية.
كما دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، تركيا إلى ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري في شمال سوريا، وقال إنه يتعين على القوات الأمريكية مغادرة المنطقة.