وعلى الرغم من إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري الخطة الإصلاحية، أمس الثلاثاء، إلا أن المحتجين رفضوا الإصلاحات، مطالبين الحكومة بالاستقالة.
وعادت الحركة تدريجيا إلى العاصمة بيروت، حيث فتحت بعض المحال والمؤسسات التجارية أبوابها فيها.
أما المصارف والمدارس والجامعات فأبقت على إقفالها لليوم السادس على التوالي، كما بات يشكو المواطنون من شح الأموال الموجودة في ماكينات (ِATM) التابعة للمصارف بسبب الإقفال، كما أن سعر الدولار تخطى عند الصيارفة 1800 ليرة لبنانية.
وتشهد العديد من الطرقات خارج بيروت قطعا متواصلا من قبل المتظاهرين، ومن أبرز الطرق المقطوعة طريق طرابلس الدولي بشمال لبنان، إضافة إلى طرقات "الشفروليه" و"ذوق مصبح" و"جل الديب" الواقعة إلى الشمال من بيروت.
وأمام مصرف لبنان افترش المتظاهرون الطريق، مرددين شعارات "يسقط يسقط حكم المصرف"، "ضرايب مش رح ندفع خلي المصارف تدفع".
يقول الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد لـ"سبوتنيك" إن: "الحكومة تحاول إعادة بناء سلطة جديدة ولو بتوازنات وأحجام جديدة خاصة بعد خروج حزب القوات، هذه الطبقة السياسية ستحاول إعادة تكوين سلطتها لتواجه الاستحقاقات الموجودة".
ورأى المحلل السياسي أن: "هناك حراك جديد نوع من عامية لم تصل لحدود الثورة لأنها بحاجة إلى برنامج ونظام وقيادة وهذا الأمر لم يحصل، الحركة الموجودين فيها هي لحظة تاريخية في صراع بين عامية شعبية أهلية تفرض نفسها ولأول مرة تفرض برنامجها وتضطر الحكومة إلى الاستعانة بها ومن جهة ثانية لدينا حكومة متعثرة تحاول أن تعالج بعض الأمور لاستيعاب حركة الشارع".
في المقابل، أشارت مصادر حكومية إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري سيعاود عمله اليوم في السراي الحكومي وسيصب كل جهده بالتحضير لتنفيذ الورقة الإصلاحية التي أعلن عنها من قصر بعبدا.
وأشار أبو زيد إلى أنه وفور إقرار الحكومة إصلاحاتها ستحاول إعلان حالة الطوارئ في البلاد من أجل الحد من الحراك الشعبي الموجود على الأرض.
وشدد على أن هذا الحراك عابر للطوائف والمناطق وكان له الجرأة في نقده للسلطة القائمة، وهذا دليل أن النظام السياسي الذي كان سائداً وصل إلى نهاياته والمواطن لم يعد يحترم رموزه ولأول مرة تأخذ هذه الحركة هذا البعد.
بدوره يقول نائب رئيس المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي هاني فياض، لـ"سبوتنيك": "إن كل المجموعات والاحزاب والناشطين معترضين على هذه السلطة في لبنان باجتماعات مفتوحة لتقرير الخطوات اللاحقة والتصعيد بوجه هذه السلطة بعد الورقة الحريرية التي لاقت رفض عارم في الشارع ولم تلق أي قبول من المجموعات".
وأشار إلى أن "الجميع أمام مفصل تاريخي لترجمة آمال هذا الشعب بخطوات عملية تصل به إلى مبتغاها، واليوم المطالبة واضحة برحيل هذه السلطة مجتمعة وبتشكيل حكومة من اختصاصيين تدير أمور البلاد".
وينتشر الجيش اللبناني على مداخل وسط بيروت لبسط الإجراءات الأمنية ومنع وقوع أي إشكالات.
يشهد لبنان، منذ يوم الخميس، تظاهرات شعبية غاضبة في مختلف المناطق اللبنانية، عقب إعلان الحكومة ضرائب جديدة في موازنة 2020، تطول الاتصالات المجانية في وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث في إمكانية رفع الضريبة على القيمة المضافة لتصل إلى 15%.