وأضاف العميد مقصود: إن الأمريكي أراد بانسحابه من شرق سوريا أن تملأ تركيا الفراغ وأن تبقى في الوقت نفسه العلاقة بين أمريكا وقسد الانفصالية مستمرة، ولكن الجيش السوري بدخوله وانتشاره، أجهض هذا السيناريو.
وحول الإبقاء على وجود عسكري للقوات الأمريكية في القرى المحاذية لحقول النفط السورية، أوضح العميد مقصود أنه عندما انسحبت القوات الأمريكية من قاعدة السعدية ومن جبل عبد العزيز وغيرها من القواعد، اتجهت إلى حقل العمر وحقل كونيكو لكي يكون هناك ترابط بينها وبين القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة التنف وصولاً إلى الشدادي، وقد أعادت الولايات المتحدة تدوير الذرائع للإيحاء بأن الهدف من وجود هذه القوات في هذه المنطقة هو لمحاربة "داعش" وحماية آبار النفط والغاز.
وتكتسب حقول نفط شرق الفرات أهمية بالغة لسوريا التي تستنزف وارداتها الطاقوية من النفط نحو 30% من ميزانها التجاري، وسط حصار خانق تفرضه الدول الغربية التي تمنع وصول الشحنات إلى البلاد بكافة الطرق، الأمر الذي يتهدد ملايين الأسر السورية من باب الحصول على التدفئة، إلى جانب التأثيرات المباشرة لشح المشتقات النفطية على تأمين الزراعة والصناعات الأساسية.
وتابع مقصود بالقول: أمريكا تريد أن تضفي على عملية الانسحاب ثقلا وتكسبها طابعا يحمل ملامح القوة والدور والهيبة ولكن: "أوكد أن الأمريكي بعدما انسحب وأحرق كل القواعد التي كان يحتلها في شمال شرق سوريا لم يعد هناك أي قيمة لبقاء هذه القوات، ولكن واشنطن تريد من هذا المخطط أن تدفع آمال قسد حتى لا تسحب الأخيرة كل بيضها من السلة الأمريكية، وهذا برأي واشنطن سيدفع الكرد للتمسك بمناطقهم القريبة من الحدود ويدفع التركي للانخراط مع "قسد" في سيناريو مسرحي جديد للسيطرة على هذه المناطق والحيلولة دون انتشار الجيش السوري فيها.