الفنانة السودانية "ستونة" لـ "سبوتنيك": كنت أحلم بالعمل مع عادل إمام

استطاعت الفنانة السودانية، ستونة، أن تحقق لنفسها شهرة واسعة في سماء الإعلام العربي، والأوروبي، ورغم تعرضها لانتقاد بعض أدوارها مثل دورها في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، إلا أنها مضت نحو هدفها وحجزت مقعدها بين النجوم.
Sputnik

شاركت عادل إمام في فيلمين، اعتلت خشبة المسرح وطافت العالم بأحد الأعمال التي حصلت على جائزة عالمية، لها أربعة ألبومات علاوة على لقبها الأشهر"ملكة الحناء".. الفنانة السودانية "ستونة" في المقابلة التالية مع "سبوتنيك"...

عندما تذكر الفنانة السودانية "ستونة" يدور الحديث عن مواهب متعددة من غناء وتمثيل وغير ذلك.. كيف استطعت التوفيق بينهما؟

مازلت أمارس أكثر من موهبة ما بين الرسم والتمثيل والغناء، حيث بدأت الغناء منذ طفولتي في إحدى مدارس الخرطوم في السودان، كما أنني كنت مذيعة أيضا في المدرسة، وكانوا يطلقون علي "بنت الإذاعة"، ولو لم أعمل بالغناء بكل تأكيد كنت سأتجه للعمل مذيعة.

قلت أنك بدأت الغناء في السودان.. هل سمحت لك الأسرة بالغناء والتمثيل أم كانت هناك عقبات في ظل البيئة القبلية المعروفة؟

بالنسبة لأسرتي لم تكن العادات والتقاليد هي التي تشغلهم، كل ما كان يهمهم أن أكمل دراستي أولا ولا أنشغل بالغناء والتمثيل، كانوا يريدون مني النجاح في التعليم أولا وبعد ذلك أفعل ما أريد، فحرصت على إرضاء عائلتي حتى يسمحوا لي أن أفعل ما أريد فيما يتعلق بموهبتي في الغناء والتمثيل.

في أي مرحلة عمرية بدأت العمل الفني بشكل إحترافي؟

بدأت التمثيل والغناء وأنا في المرحلة الثانوية بشكل شبه احترافي، وتمنيت في تلك المرحلة وحلمت أن آتي إلى مصر وأمثل مع الفنان عادل إمام، وبالفعل تحقق الحلم والتقيت الفنان عادل إمام وعملت معه في أكثر من عمل سينمائي.

ما الذي دفعك للمجيء إلى مصر والقاهرة تحديدا؟

الطموح كان أكبر دافع للحضور إلى القاهرة، لأنّني ومنذ الصغر كنت أرى الفنانين من مختلف دول العالم من خلال التلـفزيون المصري وعندما أشاهد الفنانين اللبنانيين، السُّوريين، العراقيين والسعوديين وغيرهم استطاعوا أن يخلقوا لأنفسهم أسماء ونجومية كنت أتحسر لعدم وجود السودانيين بينهم خاصة وإننا الأقرب إلى الشعب المصري وجدانا ومكانا وكنت أقول لنفسي "إشمعنى نحنا وقد كنا ونحن أطفالا في منطقة الديم في نمرة 3 بالإمتداد، نعيش مع أخوة لنا مصريين وكانوا يعيشون بيننا وكأنهم سودانيون، وحتى من خلال المدارس الابتدائية كانوا يدرسوننا أن الملك فاروق ملك مصر والسودان وحتى علَمَ البلدين كان واحدا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أقول لنفسي بأنني سأسعى وراء الإنتشار من القاهرة وعزمت على أنني ما دايرة أقعد في مكاني زي الفنانين السودانيين قاعدين بس في السودان، أنا عايزة أطلع برة وانتشر وطبعا الإعلام المصري قوي جدا، وحضرت إلى القاهرة وأمام ناظري هدف الشهرة والانتشار وكنت على يقين من أنّ هذه المسألة لن تكون سهلة وكنت قد عملت حسابي بأنّ الصعوبات لا تمثل بالنسبة لي مفاجأة، ولكني حقيقة لم أجد صعوبات كما كنت أتخيلها، وقد كان في تخطيطي العودة إلى السودان إذا لم أستطع أن أثبت وجودي في الساحة واستعد ماديا وهكذا، ثم أعود مرة أخرى لأنني كنت مُصرة على الشهرة والانتشار عبر محطة القاهرة مهما كانت الصعوبات التي تواجهني.

 وما هي أشكال الصعوبات التي واجهتك في القاهرة؟

من الصعوبات التي قابلتني في القاهرة أولا المُعاناة النفسية وثانيا المُعاناة المادية حيث إنني كنت أدفع من جيبي لكي أنشر الفن السوداني والحقيقة إنني قد عرفت أولا من خلال مهرجانات الجامعات التي كان يحضرها التلفزيون المصري ويقوم بتصويرها وقد كانت انطلاقتي الحقيقية من مهرجانات الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومن خلال جامعة عين شمس، ومهرجانات المركز البريطاني وقد كان الحضور يندهشون عندما يعرفون أن ما أغنيه هو الفن السوداني وكانوا يقولون لي دي مفاجأة بالنسبة لينا وكثيرٌ منهم كان يظن أنني من النوبة المصرية وعندما يأتون ليتعرّفوا على شخصي أقول لهم لا.. أنا سودانية.

ألم تكن اللهجة عائقا أمام فهم غير السودانيين أغنياتك؟

 أبدا لم تكن عائقاً، بالعكس تماماً فقد نالت الإعجاب، وحتى المصريون كانوا يقولون أنهم محتاجون للتواصل معنا كسُودانيين من خلال التلفزيون المصري ويؤكدون أنهم محتاجون لمثل هذا الفن وهذه اللهجة لأنها غير موجودة لديهم وكانوا يصفون ما أغنيه بأنه تحفة وكانوا يشتكون لي بالتساؤل لماذا لا يأتي الفنانون السودانيون ليقدموا فنهم من خلال الإعـلام المصري؟ ومن خلال هذه المهرجانات أصبحت معروفة لدى المصريين وأصبح المخرجون ومعدو البرامج يسعون للتعرف عليّ والإتصال بي للمشاركة في المهرجانات وعدد من الأعمال الأخرى وكانوا يطلبون مني أن آتي بفرقتي الموسيقية لأغني لهم بعض الأغاني السودانية.

ما هي أهم الأعمال التي شاركتي فيها الفنان عادل إمام؟

شاركت الفنان عادل إمام في عملين سينمائيين هما "أمير الظلام و هالو أمريكا"، ولعبت دور بطولي مع الزعيم في الفلمين، حيث قمت بدور سيدة زنجية أمريكية في فيلم هالو أمريكا، وكان عادل إمام يمثل الجانب العربي والذي يأتي لأمريكا من أجل الإرتباط والزواج بي، وتأتي مع عادل إمام فتاة أخرى ويقدمها لي على أنها أخته ثم أكتشف أنها صديقته وتحدث الكثير من المشاكل والأحداث، وهذا العمل كان بمثابة نقطة فارقة في حياتي الفنية، وتم التصوير في مصر وأمريكا.

كيف كان يتعامل معكم الفنان عادل إمام الإنسان قبل الفنان؟

عادل إمام عندما تجلس معه تجده إنسان بسيط وطيب وفي نفس الوقت فنان ومبدع، وأثناء تصويره لأعماله تشعر أنه المخرج قبل أن يكون البطل، هذا علاوة على التعامل الراقي والجميل مع فريق العمل وفي بعض الأحيان يقوم ببعض القفشات مع فريق العمل، وفي أحد المرات ذكرت له أنني كنت أحلم وأنا صغيرة بالسودان أن آتي إلى مصر وأمثل معك، فرد علي مداعبا "الحلم مستمر ولا لسه"، كما أن ذكرة عادل إمام قوية جدا   

وماذا عن دورك في  فيلم أمير الظلام؟

بالصور... فنانة سودانية تنضم لموكب الاحتجاجات عبر رسوماتها
قمت أيضا بدور بطولي في الفيلم حيث كنت أميرة الزنوج وكان عادل إمام يمثل المكفوفين، وتحدث له مشكلة في مكان إقامته مع صاحب المكان، نتدخل نحن لنصرتهم، وعلاقتنا مع الفنان عادل إمام قوية وأحترمه جدا، وأنا بالفعل كنت محظوظة لأنني بدأت حياتي مع نجوم كبار.

ما أول الأعمال التي قامت الفنانة "ستونة" بتقديمها للجمهور؟

 أول عمل قمت به في الميديا كان مع الفنان الكبير سمير غانم فوازير عريس حول العالم، فوازير منستغناش مع النجمة نادين، بعدها قمت بعدد من الأعمال المسرحية مع المخرج انتصار عبد الفتاح والذي أكتشف عندي أشياء لم أكن أعرفها مثل الجرأة والأداء القوي على المسرح، ومن أهم الأعمال المسرحية مع انتصار "ترنيمة تو و طبول فاوست، وكانت أكثر الأعمال شهرة هى مسرحية "مخدة الكحل" على مسرح الطليعة بوسط القاهرة والتي قمنا بعرضها في عدد من الدول العربية والأوروبية مثل الإتحاد السوفيتي السابق"الاتحاد الروسي حاليا" والبوسنة والهرسك وألمانيا وعدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان بالإضافة إلى مصر وحصلنا بتلك المسرحية على جائزة عالمية لمصر في مهرجان المسرح العالمي والذي كانت تتنافس فيها 62 دولة ، ويعد المسرح من أهم الأشياء في حياتي.

آخر أعمالك الغنائية؟

حاليا أقوم بتصوير أغنية جديدة أسمها "حريقة"، وتتحدث عن العاطفة بطريقة شعبية جميلة 

بالفعل أنت متعددة المواهب..ما هى قصة اللقب الذي يطلق عليك "ملكة الحناء" في العالم العربي؟

منذ طفولتي بدأت معي موهبة الحناء وكانت أو تجاربي مع عروسة جارة لنا في السودان وأنا صغيرة وكنت خائفة جدا لأن الحناء شىء أساسي بالنسبة للعروس، ونجحت في التجربة وبعدها تعلمت بعض الخطوط من خلال دراستي في كلية الفنون الجميلة.

لديك أشكال ورسومات كثيرة..من الذي يختار نوع الرسم أنت أم من يريد عمل الحناء؟

في أغلب الأحيان تكون رسومات الشباب متقاربة لأنهم يطلبونها أثناء المصايف أو الرحلات، أما بالنسبة للفتيات فغالبا ما أقوم بتحديد نوع الرسم الذي يناسب كل يد، عندما أمسك اليد أعرف المناسب لها من الرسومات. 

هل لك أن تحدثينا عن حياتك الأسرة؟

أنا متزوجة من ملحن موهوب وهو يدعمني في مجال الغناء ويقف معي، أما بالنسبة لإخوتي وأهلي بالسودان لدي أخ ضابط شرطة وينظم الشعر وعندي شقيق آخر يعيش في أستراليا وهو عازف أيضا.

 

أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب

مناقشة