ومنذ صباح اليوم، قلة من الموظفين استطاعوا الوصول إلى دوائرهم الحكومية، لاسيما في مناطق جانب الكرخ من العاصمة بغداد، فيما لم يتمكن أقرانهم في جانب الرصافة من عبور مناطقهم التي أغلقت شوارعها تماماً، من قبل المتظاهرين، والقوات الأمنية.
وعددت مراسلتنا الطرق التي أغلقت منذ الصباح، وعصر يوم أمس، وهي: طريق قناة الجيش من الجهتين ومدينة الصدر والبلديات والزعفرانية وساحة عدن وجسر البنوك والصليخ وساحة اللقاء والشعب والمشتل والأمين.
وعلمنا من شاهد عيان، في جانب الكرخ، أن قوات الجيش العراقي أغلقت جسر 14 رمضان في منطقة المنصور، فيما قام المتظاهرون بإغلاق ساحة عدن، منوها إلى أن الطريق السريع المسمى "سريع اللقاء"، يعاني من زحام مروري خانق لدرجة أن السيارة تسير متر واحد كل نصف ساعة.
ومن ساحة التحرير، وسط بغداد، توافد منذ الصباح، المئات من الموظفين، وطلبة الجامعات، للوقوف مع المتظاهرين الملازمين للانتفاضة منذ ليلة الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لحين تلبية مطالبهم بإقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، وحل البرلمان، ومحاكمة الفاسدين، والمتورطين بقتل المتظاهرين، وإعلان حكومة إنقاذ وطني، مع مطالب أخرى من توفير فرص العمل، والخدمات، والحياة الكريمة.
وأعلنت نقابة المعلمين العراقيين يوم أمس، تمديد الإضراب عن الدوام الرسمي، والذي كان من المحدد أن يعود الطلاب، والطالبات إلى مدارسهم اليوم الأحد، ليتمدد اعتصامهم لمدة أسبوع أخر قابل للتجديد.
ومنذ يوم أمس، أطلق الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما عبر الفيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، دعوات لإعلان عصيان مدني، داعين الموظفين في دوائر الدولة للإنضمام إليهم في التظاهرات المستمرة بأعداد مليونية متزايدة حتى الآن.
وقلصت قيادة عمليات بغداد، يوم أمس، ساعات حظر التجوال، ليكون من الثانية بعد منتصف الليل، ولغاية السادسة صباحا وحتى إشعار أخر بدلا من التوقيت السابق الذي يبدأ من الساعة الثانية عشر ليلا.
وأثار قرار الحظر سخرية العراقيين، الذين كسروا الحظر من خلال انتشار العائلات في هذا الوقت من الليل، بسيارتهم ويافطات العلم العراقي إسنادا للمتظاهرين وحمايتهم من أي عمليات عنف قد تنفرد بهم في وقت منع التجوال.