واستطاع الضوافي، خريج الهندسة بالمدرسة الوطنية للمهندسين في محافظة سوسة الساحلية، الذي مازال بصدد إنهاء مرحلة الماجستير، من التوصل لهذا الابتكار، بطرق غير تقليدية، حيث استطاع استخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد لصناعة أطراف، تعمل بواسطة لاقط ذكي متصل بالعضلات ويتلقى الأوامر من الدماغ ويتم شحنها بواسطة الطاقة الشمسية، وتراعي بعض الذين ليس لديهم كهرباء بالمنزل.
وحصل الشاب التونسي على دبلوم الهندسة في اختصاص الصناعة الإلكترونية وهو بصدد إتمام مرحلة الماجستير وهو أصيل محافظة سوسة بتونس.
وهذه الأطراف الصناعية لمبتوري الأيدي، تجعل ذوي الاحتاجات الخاصة، قادرين على ارتدائها دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية، كما يمكن نزعها متى أرادوا ذلك، وهي تصنع وفق المقاييس التي يحتاجها مبتورو الأيدي وتتماشى مع احتياجاتهم كما يريدونها هم.
ويقول الشاب محمد الضوافي، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن أي طفل مبتور اليدين، هو في عمر 10 سنوات أو أكثر، يطمح في الحصول على أطراف مثل الأطراف، التي يشاهدها في فيديوهات الصور المتحركة "باتمان"، مضيفا: "بفضل هذا الابتكار سيتمكن من الحصول عليها ولن يحس باستنقاص نفسه أو قدراته، وسعر اليد الاصطناعية، وفق ما يؤكده محمد، حوالي ألف دولار.
حصد العديد من الجوائز
وأشار المهندس التونسي محمد الضوافي، إلى أن هذا الابتكار حصد العديد من الجوائز أثناء المشاركة في البرامج والمنتديات الدولية، التي تعنى بالابتكار ومازال يسعى إلى تطويره وفق ما يتماشى والتطور التكنولوجي السريع، الذي يشهده العالم.
وتابع: "هذا الابتكار من شأنه أن يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة من مبتوري الأيدي على قضاء شؤونهم دون الإحساس بالعجز فاليد الصناعية الذكية تؤدي دور يد حقيقية وتعمل كما لو أنها حقيقية".
محمد الضوافي هو باحث بمؤسسة ناشئة لإنتاج الأطراف الاصطناعية باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، ويؤكد، في حديثه لـ"سبوتنيك" وجود شح في تمويل مشروع تطوير الأيادي الصناعية وهي من بين الصعوبات، التي واجهها للنهوض بمشروعه، مشيرا إلى أن التمويلات، التي تلقاها كانت من خارج تونس وتحديدا من منظمات دولية تشجع على الابتكار التكنولوجي.
أما محليا، فيقول الضوافي إن "أغلب الجوائز، التي تحصل عليها، لم يستلمها بعد، إضافة إلى صعوبة إيجاد إطار لهذا المشروع الواعد خصوصا أن تونس تستورد آليات هذه الفئة من التكنولوجيا بالعملة الصعبة، التي لا تراعي المقدرة الشرائية لذوي الاحتياجات الخاصة".
وأكد الضوافي أنه "رغم الوعود التي تلقاها من السلطة الرسمية في تونس لدعم مشروعه والإحاطة به، إلا أن شيئا منها لم يتجسد على أرض الواقع".
دعم الكفاءات الشبابية
ودعا المهندس محمد الضوافي، المؤسسات التي تعمل في مجال التكنولوجيا إلى أهمية الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة وتنمية ملكة الإبداع والخلق لدى الشباب التونسي وتوفير الدعم والتشجيع لمثل هذه المبادرات، التي من شأنها تثمين الذكاء التونسي والحد من هجرة الكفاءات التونسية إلى الخارج.