ونشرت الهيئة السعودية بيانا عبر حسابها على موقع "تويتر" قالت فيه إن "النسوية غير مجرمة، والمملكة تولي حقوق المرأة أهمية بالغة، باعتبارها أحد أهداف رؤية المملكة 2030".
وبدأت القصة عندما نشرت هيئة مكافحة التطرف، التابعة لرئاسة أمن الدولة، مقطع فيديو دعائي، تتحدث فيه عن التطرف، وصنفت "النسوية" و"الإلحاد" و"الشذوذ الجنسي" كنوع من "التطرف".
وبمجرد نشر مقطع الفيديو سادت حالة من الجدل الواسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع هيئة حقوق الإنسان السعودية، لنشر بيان حول مصطلح "النسوية".
وعقب ذلك نشرت رئاسة جهاز أمن الدولة السعودي بيانا، عبر وكالة الأنباء السعودية "واس" قالت فيه إن نشر مقطع الفيديو، عبر حساب هيئة مكافحة التطرف كان "تصرفا فرديا".
وتابعت قائلة
"فتحنا تحقيق بشأن نشر هذا المقطع، فالقائمين على الفيديو الترويجي، لم يوفقوا في إعداده، نظرا للأخطاء العددية التي أوردها في تعريف التطرف".
كما نفت رئاسة أمن الدولة السعودي، صحة ما نشرته صحيفة "الوطن" السعودية، حول نية الجهاز توقيع عقوبات مغلظة على النساء المساندات لـ"النسوية"، تصل إلى حد السجن والجلد.
وعلق عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على بيان هيئة حقوق الإنسان السعودية، واعتبر بعضهم أن البيان "إنصاف للنسوية وحقوق وتمكين المرأة السعودية، خاصة أنه يأتي من قمة الهرم السياسي المتمثلة في الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان".
وقالت كوثر الأربش، عضو مجلس الشورى السعودي: "إذا لم نتمكن من تصنيف النسوية كفكر متطرف، لنحمي المواطنين من انتهاك كرامتهم وأعراضهم من قبل النسويين والنسويات لنحمي المواطن من محاربة عبادته، وشتم مسجده ومحاربة امرأة لحجابها وحشمتها؟ ما ذنب المواطن يحرم من حرية رأيه وحرية اختياراته إذا ما خالفت هوى النسويين؟".
وتابعت "إني أطالب هنا، عني وعن كل مواطن تضرر من شتم ونيل وهتك أعراض وقذف وتهم و تحريض من يسمون أنفسهم نسويات ونسويين. أطالب بإنصافنا. فإن كانت النسوية ليست جرمًا، حقنا في احترامنا وعدم شتمنا وانتهاك كرامتنا، حقنا في رفض فكرهم وغلوهم وبذائتهم ليست جرمًا أيضًا".
واستمرت "لا يوجد عاقل متزن يقف ضد حقوق المرأة. لكن لسنا مجبرين على أن نصنف أنفسنا نسويين، لسنا مجبرين على الانبطاح لهم ينتهكون كرامتنا ويهدمون أسرنا وينالون من ديننا و قيمنا. لو كانت النسوية فعلاً مصداق للمطالبة بحقوق المرأة. لماذا لا يقف معها الجميع؟ الجواب ببساطة لأنها انتهكت كرامة الجميع".
ولكن رد عليها في تغريدات منفصلة محمد السعيدي، الدكتور بأصول الفقه بجامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، بتغريدات قال فيها إن "النسوية جريمة".
وتابع "جرمتموها في هيئتكم أم لم تجرموها، هذا لا يغير من الواقع شيئاً فهي جريمة عند الله وعند رسوله وعند خلقه.. ويجب عليكم مراعاة المصطلحات، فالنسوية مصطلح معاصر يطلق على هيئات تطالب بالشذوذ وزواج المثليات وما تتحدثون عنه حقوق شرعية ليس لها علاقة بالنسوية".
واستمر بقوله "شكراً لأكثر التعليقات... لكن يلاحظ أن الالتباس أو التلبيس يجري بقوة بين الحركة النسوية وبين تصحيح الأخطاء الاجتماعية والنظامية بحق المرأة؛ والأمران منفصلان ولا علاقة بينهما ،إلا أن النسوية حين تدخل إلى المجتمعات النظيفة تحاول أن تجد لنفسها مكانا عبر بوابة الحقوق ومظلومية المرأة.. وهذا أمر سبق ونبه إليه كثيرون ممن هم أكثر كفاءة ومعرفة في هذا الباب مني، ومع ذلك يستمر النسويون والنسويات في محاولة إيهام أنهم طلاب حقوق يكفلها الدين والعرف لأنهم لن يجدوا مدخلاً لهم في المجتمعات المحافظة إلا بهذه الطريفة.. ولذلك يجب الحذر والتفريق بين النسوية والحقوق الشرعية."
وأضاف: "من طرق النسويين: تضخيم الحالات الفردية الخاطئة والحديث عنها بغزارة وتصويرها وكأنها وباء اجتماعي يقع في كل بيت وذلك للوصول إلى وضع نظام كلي يتماشى مع الفكر النسوي، مثال ذلك زواج القاصرات من طاعنين في السن يتم تصويره عندهم وكأنه أمر يقع في كل بيت للوصول إلى تحديد سن الزواج بـ١٨سنة.. وفي المقابل لا يتحدثون عن العنوسة ولا يبحثون عن حل لمشكلة تأخر الشباب في الزواج، لأن الحقيقة هي أن الطرح النسوي [وليس الطرح المنخدع بالنسوي] مشكلته مع الزواج وليست مشكلته مع عدم الزواج؛ بل حقيقة الطرح النسوي الذي تصرح به المنظمات النسوية في الخارج: إيجاد بدائل للعنوسة غير الزواج".
وأردف السعيدي قائلا: "وكذلك يتحدثون عن التحرش ولا يتحدثون عن أسبابه لأنهم حقيقة لا يهمهم القضاء على التحرش، لكن المهم لديهم النجاح في الوصول إلى أنظمة تعطي الفتيات حق عرض أنفسهن دون وازع من دين أو حياء ومن غير خوف من أي تعرض لهن في أسوء أحوالهن فالمقصود بمنع التحرش بالفتيات منع التعرض لهن مطلقا.. الحركة النسوية عالمية ظهرت أوائل القرن الميلادي الماضي وربما قبله؛ غايتها الوصول إلى عالم منقلب على فطرته تسقط فيه الأسرة والعفاف والحياء والرجولة والأنوثة، ونجحوا بشكل لم يكن العقل ليصدقه في الغرب والشرق ويعملون على جر بلادنا لهذا الأتون مستخدمين ذريعة الحقوق".
واستطرد: "ومن خصائص الحركة النسوية: أنها نهمة لا تشبع، فهي لا تزال تعمل في أمريكا وأوروبا وتطالب للمرأة هناك بالحقوق، وقد تقول: إلى أين يريدون الوصول في أمريكا فكل شيء موجود، والجواب: إنهم لن يقفوا دون تدمير الإنسان".
وحظت المرأة السعودية منذ تولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بعدد كبير من الحقوق، ضمن الإصلاحات الاجتماعية التي دشنها ضم "رؤية 2030"، كان أبرزها منح المرأة حق إصدار رخصة لقيادة السيارة.
لم يقف الأمر عند حصول المرأة على حقها في قيادة السيارات، إلا أنها حصلت أيضا على قيادة الطائرة، حيث حلقت ياسمين الميمني قبل أيام بالطائرة فوق الأجواء السعودية، فيما تداولت الصحافة السعودية معلومات حول توجه وزارة العدل لتعيين "كاتبات عدل" بهدف تقديم الخدمة العدلية للنساء.
وتعيش المرأة السعودية فترة ذهبية بدأت بالسماح لها بقيادة السيارة، ودخولها سوق العمل، وتعيين أول سفيرة (امراة) في تاريخ المملكة.