ووصف بنيامين نتنياهو يوم الإثنين الخطوة بأنها "بصق في وجه جميع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي".
صرح كلا من، المؤرخ ستانيسلاف خاتونتسيف، ورئيس قسم دراسة إسرائيل والجماعات اليهودية، في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، ديمتري مارياسيس، لوكالة "سبوتنيك" سبب القلق تجاه العرب الإسرائيليين، ولماذا لا يوجد رغبة في رؤية السياسين العرب، الذين يمثلون مصالح الأقلية العربية في إسرائيل، في الكنيست.
البداية
يحاول زعيم حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد فشل محاولة نتنياهو. وقال يوم الإثنين إنه مستعد للبحث عن حلول توفيقية، وحتى إنشاء تحالف مع القائمة العربية المتحدة وقادتها أيمن عودة وأحمد الطيبي.
وفي نفس اليوم، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بشدة فكرة قائد حزب "أزرق الأبيض".
ونقلت صحيفة "Jerusalem Post" عن لسان نتنياهو قائلة " إن الحكومة التي تعتمد على القائمة العربية المتحدة ،عودة وطيبي، هي بصق في وجه الجنود الإسرائيليين".
أي حليف
يعتقد رئيس قسم دراسات المجتمعات اليهودية والإسرائيلية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ديمتري مارياسيس، أن بيني غانتس وافق على تحالف مع القائمة العربية لأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع أي أحد آخر والوضع يتج نحو مأزق كبير.
وقال "يحتاج غانتس لأي شخص آخر (حليف) للتوصل إلى اتفاق بالفعل لتشكيل ائتلاف، ولا يوجد أي خيار آخر، وهذا الخيار يمكن أن يحل المأزق".
وأضاف المؤرخ ستانيسلاف خاتونتسيف لدى حزب "أبيض أزرق" والقائمة العربية عامل موحد، وهو أن كلاهما أحزاب يسارية ويمتلكان أساس مشترك.
لا يريدون رؤية العرب لا في الكنيست ولا في الحكومة
قال الخبير خاتونتسيف " تحتل الأحزاب العربية حوالي 10% من المقاعد في الكنيست، ويمثلها 12 نائبا، وهذا ليس بالقليل، ومعظم السياسيين الإسرائيليين الصهاينة يرون العرب الإسرائيليين أعداءهم، لذلك لا يريدون رؤيتهم في الحكومة. ولهذا، فإن الوجود العربي في الحكومة الإسرائيلية يشكل ضربة قاسية في لسياسة الصهيونية".
لكن ديمتري مارياسيس يرى السبب في الخطاب المعادي لإسرائيل للسياسيين العرب، قائلا "معظم العرب، حتى لو كانوا مواطنين في دولة إسرائيل وأعضاء في الكنيست، غالبًا ما يكونون سلبيين للغاية تجاه إسرائيل. حيث أحمد الطيبي يلقي خطابًا شديد اللهجة معادًا لإسرائيل من منصة البرلمان الإسرائيلي. هذا، بطبيعة الحال، لا يفرح السياسيين الإسرائيليين الآخرين، وخاصة اليمينيين. لذلك، يبدو مثل هذا التحالف غير سارة للغاية للسياسيين اليمينيين الإسرائيليين".
التعامل بحذر
كيف سيتصور المجتمع الإسرائيلي إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية في تحالف مع العرب؟ أكد ديمتري مارياسيس: "المجتمع الإسرائيلي ليس متجانسًا، حيث سينظر البعض إلى الأمر بشكل إيجابي بينما البعض الآخر بشكل سلبي، بينما جزء آخر لن يهتم للأمر تماما. ولكن دائما ينظر إلى النشاط السياسي للعرب في إسرائيل بحذر، وهناك عدم ثقة من المجتمع بسبب تصريحاتهم، لذلك سيكون رد فعل الإسرائيليين سلبيا".
وفقًا لمارياسيس، فإن فرص تشكيل حكومة جديدة من تحالف حزب "أبيض أزرق" والقائمة العربية الموحدة ضئيلة. أولاً، سيتدخل الليكود بكل الطرق لمنع ذلك. ثانياً، لا يعتقد أن تشكيل حكومة مع العرب سيكون واقعياً على الإطلاق ، بالنظر إلى الرأي العام نفسه".