أعلن رئيس مركز التواصل الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، طارق المزرم، أن "رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك قد تقدم إلى سمو الأمير باستقالة الحكومة ليتسنى إعادة ترتيب العمل الوزاري"، وذلك قبل أن يعلن "قبول الأمير الاستقالة".
انسجام غائب
فيصل الكندري، النائب في مجلس الأمة الكويتي، قال إن "تقديم الحكومة الكويتية استقالتها اليوم، ليس بسبب ضغوط الشارع أو الاستجوابات المتكررة لوزراء الحكومة من قبل أعضاء المجلس، بل بسبب عدم وجود تجانس بين الحكومة ووزرائها".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الحكومة ستقود مركب الكويت إلى بر الأمان، عندما تتمتع بالتجانس".
وفيما يخص الحكومة الجديدة المنتظرة، قال النائب الكندري، إن "الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت قام بتكليف رئيس مجلس الوزراء المستقيل الشيخ جابر المبارك، بتشكيل حكومة جديدة".
فساد إداري ومالي
من جانبه، قال عبدالمعيوف، النائب السابق بمجلس الأمة الكويتي، إن "استقالة الحكومة كانت من المفترض أن تكون منذ فترة طويلة، بعد أن فشلت في تحقيق أي إنجاز يذكر، وعدم قدرتها تنفيذ المهام المطلوبة منها، أو تحقيق أي من طموحات الشعب الكويتي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "أحد أهم الأسباب التي دفعت الحكومة للاستقالة، عدم انسجام أعضائها، كان هناك صراعات داخلية بين الوزراء، من الطبيعي أن تشهد هذه الحكومة هذا المصير، فبعد أن فشلت في تحقيق أي انسجام أو إنجاز تقدم العديد من النواب باستجوابات مستحقة للوزراء".
وتابع: "وجود مثل هذه الحكومة في ظل الأوضاع المتردية في البلاد، بالإضافة إلى تعبير الشعب الكويتي عن غضبه خلال التظاهرات التي شهدتها مؤخرًا ساحة الإرداة، بسبب الفساد الذي تمارسه الحكومة سواء الإداري، أو المالي، وغدًا ستنكشف أمور كثيرة من الفساد داخل أعضاء هذه الحكومة ورموزها".
تطلعات الشارع
وأكد أن أمير الكويت "حذر الحكومة في حال لم تستطع أن تؤدي دورها، مع مخرجات الشعب الكويتي، وحل المشاكل، من الأفضل أن ترحل"، مشيرًا إلى أن "قرار رئيس الوزراء بتقديم استقالة حكومته كان شجاعًا".
وعن الحكومة الجديدة، قال إن "الأمر في تشكيلها متروك لرئيس الحكومة الحالي الشيخ صباح الأحمد، وعليه الاستفادة من أخطاء الماضي، وأن يبحث في هذه المرحلة عن رجال دولة، وزراء قادرين على تحقيق آمال الشعب الكويتي، بعيدًا عن الصراعات الشخصية والمحسوبية على فئة أو تيار أو قبيلة، رجال دولة أصحاب خبرات، وكفاءات، بدون أي حساب للمحاصصة والتي كانت تحدث في كل تشكيل حكومي، وتسببت في تراجع الدولة، وتراجع الإنجازات الحكومية في الكويت".
استقالة الحكومة
وقدم رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، استقالة الحكومة إلى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ليتسنى إعادة ترتيب العمل الوزاري، حسبما أعلن رئيس مركز التواصل الحكومي والناطق الرسمي للحكومة طارق المزرم، اليوم الخميس، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا).
وتم تشكيل هذه الحكومة برئاسة جابر مبارك الحمد الصباح، بمرسوم أميري، في 11 ديسمبر/كانون الأول 2017 وضمت 15 وزيرا بينهم سيدتان، إضافة إلى رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ العام 2011، إذ أعاد أمير الكويت تكليفه عدة مرات.
وشهد تاريخ الكويت السياسي الحديث الذي بدأ فعليا، في يناير/كانون الثاني من العام 1962، تشكيل 34 حكومة على مدار 57 عاما تناوب على رئاستها شخصيات عدة.
سلطة تنفيذية
ووفقا للدستور الكويتي، فإن مجلس الوزراء أو حكومة الكويت، هي السلطة التنفيذية ويقوم الأمير بتعيين رئيس الوزراء، الذي يقوم بتعيين الوزراء في حكومته.
ويتوقع أن الحكومة المقبلة ستكون قصيرة العمر وفقا للدستور الذي يحتم عليها الاستقالة عقب انتخابات مجلس الأمة المقبلة المتوقع أن تجري في العام المقبل في حال أكمل المجلس الحالي مدته الدستورية.
وتظاهر مئات الكويتيين، الأسبوع الماضي، في ساحة الإرادة أمام مجلس الأمة احتجاجا على انتشار الفساد داخل المؤسسات، مطالبين بالإصلاح.
واستجاب مئات الكويتيين للدعوة التي أطلقها النائب السابق صالح الملا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في وقفة احتجاجية، تحت شعار "بس مصخت".
وشارك في الوقفة عدد كبير من الفتيات، وكذلك نواب سابقون في البرلمان الكويتي وتحدث بعضهم عن انتشار الواسطة والتنفيع في بعض جهات الدولة.
حدث عدد من المحتجين عن أوضاع التعليم والصحة، مشيرين إلى أنهما بحاجة إلى إصلاحات عاجلة.
وقال النائب السابق صالح الملا للصحفيين، إن هذه الوقفة "رسالة شعبية وتعبير عن استياء الشعب من حالة الفساد وتجاوز الدستور وفقدان الأمل"، وأضاف: "أعتقد أن العنوان الأكبر لهذا التجمع هو رحيل السلطتين التشريعية والتنفيذية".