وقال قائد الشرطة محمود آبادي، في تصريحات نقلتها وكالة "إيسنا" الإيرانية اليوم السبت، "نحن نصر على أنه لم يكن لدى أي من قوات الأمن أمر إطلاق نار مباشر على المحتجين، وأنه سُمح لهم بإطلاق النار في الهواء فقط لحماية خزانات الوقود الحساسة".
وأضاف آبادي "بعض الأشخاص من الذين شاركوا بالاحتجاجات يوم أمس قاموا بتكسير بعض الوسائل العامة وقاموا بأعمال تخريب في محطات الوقود وكانوا ينوون إشعال النيران في المخازن الأصلية لشركة النفط الوطنية في المدينة مما أجبر القوات الأمنية على مقاومتهم وإبعادهم عن المكان"، لافتا إلى أنه "في غضون هذه المواجهات، أصيب عدد من الأشخاص وبدأنا التحقيق في كيفية إصابتهم، ولا يمكننا أن نقول بشكل نهائي انهم أصيبوا على أيدي قوات الأمن أو من جهة أخرى لان بعض المصابين كانت إصاباتهم من خلفهم أي من جهة لا يوجد بها قوات أمن".
وتابع آيادي "قٌتل شخص في احتجاجات ليلة أمس في مدينة سيرجان".
وتشهد العديد من المدن الإيرانية تظاهرات منذ أمس الجمعة، للاحتجاج على قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود.
وتجددت الاحتجاجات صباح اليوم السبت، ونقلت وكالة "إيرنا" أن "مظاهرات خرجت في مدن إيرانية احتجاجا على رفع أسعار البنزين، من بينها الاهواز، ومدينة سيرجان، ومحافظة بوشهر، ومدينة مشهد".
وأضافت الوكالة أن "مجموعة من المواطنين تجمعوا وقاموا بإطفاء محركات سياراتهم، وأغلقوا بعض الطرق في العاصمة الإيرانية طهران".
وكانت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قد أصدرت بيانا مساء الخميس الماضي، أعلنت فيه عن ارتفاع سعر البنزين 3 أضعاف مقارنة بسعره السابق في البلاد، وسط ردود أفعال سلبية واسعة داخل البلاد، بما في ذلك ردود أفعال من قبل بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين، فيما وصف سكرتير دار العمال، علي رضا محجوب، هذا القرار بأنه "إضرام النار في حياة الفقراء".
وأصبح سعر لتر البنزين العادي المدعوم حكوميا 1500 تومان (أقل من 0.04 دولار)، وسعر البنزين العادي غير المدعوم 3000 تومان (0.07 دولار) لكل لتر، فيما أصبح سعر لتر البنزين السوبر 3500 تومان (0.08 دولار).
وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء أمس الجمعة، قال وزير النفط الإيراني بيغن زنغنة إن "قرار تعديل سعر البنزين سيصب في مصلحة ذوي الدخل المحدود من الطبقة المتوسطة والفقيرة في المجتمع".
وأوضح زنغنة أن "تقديرات عوائد تعديل أسعار البنزين تبلغ 310 تريليون ريال سنويا"، وستخصص لدعم ذوي الدخل المحدود"، مؤكدا أن العائدات لن تصرف لغير ذلك، وذلك حسب التلفزيون الرسمي.
وهذه الموجة من المظاهرات تأتي استمرارا لسلسلة احتجاجات واسعة لأهالي المدن الإيرانية، جرت في وقت سابق من العام الحالي، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي تواجه ضغطا شديدا متواصلا من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك العقوبات ضد قطاع النفط الإيراني بعد إنحساب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015.