وسينضم ممثلو شركة "توازن" الإماراتية إلى مجلس إدارة الشركة على قدم المساواة مع ممثلي شركة "مروحيات روسيا"، وسيستثمر الجانبان في الشركة نحو 400 مليون يورو.
ومن المتوقع أن يتم إكمال الصفقة في نهاية الربع الأول من العام المقبل، حيث ستشمل الاتفاقية أيضا المساعدة على ترويج هذه المنتجبات في أسواق الشرق الأوسط، ولا سيما الخليج.
الاهتمام الإماراتي
عن سبب الاهتمام الإماراتي بهكذا استثمار تحدث لـ"سبوتينك" الخبير الإقتصادي الإماراتي عبد الرحمن الطريفي، ويقول: الإمارات مهتمة جدا بهكذا نوع من الاستثمارات والمعارض وخاصة في مجال الطيران، ومعرض الطيران الحالي من أكبر المعارض في العالم، وسبق معارض الطائرات في فرنسا وفي بريطانيا.
ويكمل الخبير الإماراتي: هذا المعرض يحظى باهتمام كبير، لأنه خلال العشر سنوات الأخيرة، جرت صفقات في هذا المعرض وصلت لأكثر من 2 ترليون دولار، وفي هذا العام فقط من المتوقع أن تصل الصفقات إلى حوالي 220 مليار دولار، ومن هنا ينبع اهتمام الإمارات في الاستثمار بهذا المجال.
بدوره يرى المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد خلفان الكعبي وفي اتصال مع "سبوتنيك" أن هناك تعاون كبير بن الإمارات وروسيا، وهي ليست المرة الأولى التي توقع بها الإمارات عقودا في المجال العسكري، وهناك أيضا عقود كثيرة في المجال الاقتصادي.
ويواصل: هناك تعاون وتشاور سياسي بين الإمارات وروسيا، وآخرها كان زيارة الرئيس الروسي إلى الإمارات، وفي الحقيقة أيضا هناك اهتمام كبير لتطوير التعاون العسكري مع روسيا.
ويضيف: الصناعات الروسية أثبتت أنها من أفضل الصناعات ولديها أقوى المعدات، وكسبت نجاحا ميدانيا كبيرا، وهذا يشجع الشركات الإماراتية على أن تستثمر في الشركات الروسية الناشطة في هذا المجال.
فائدة هذه الصفقات
وعن الفائدة التي تعود على الإمارات من هذه الصفقة وما تستثمره الإمارات المتحدة في هذا المجال، يقول الطريفي: نبدأ في مجال الطيران العمودي، حيث هناك شركات متخصصة في هذا المجال، والآن هناك عدة فنادق تعتمد على هذا النوع من الطيران، على الرغم من أن حركة السير في الإمارات سهلة ولا يوجد فيها أي عوائق.
ويكمل: فهذا الاستثمار حاليا جاذب جدا، كونه أصبح وسيلة نقل جيدة، خاصة في مجال النقل بين الإمارات هنا، وأصبح هناك شركات لديها مكاتب في أبو ظبي ودبي للنقل، وهي تحتاج إلى هكذا نوع من الطائرات.
أما العميد خلفان الكعبي فيقول:الإمارات في الدرجة الأولى تعتمد على شراء الأسلحة، ولديها الآن خطط طموحة لتطوير صناعات محلية وأن يكون لها دور فيها، وروسيا تمتلك الخبرة الكبيرة في مجال التصنيع وفي مجال التسويق.
ويتابع: الإمارات تعلم أن روسيا ناجحة في تسويق منتجاتها في مختلف دول العالم، ولذلك لجأت إليها، وهذا الأمر فيه الفائدة للطرفين، للإمارات كمستخدم وأيضا كمسوق عن طريق الشركات الروسية.
التعاون الروسي الإماراتي
وعن سبب التعاون الروسي الإماراتي بشكل خاص، تحدث الخبير الإماراتي الطريفي، ويقول: هناك تجارة واستثمار قوي بين الإمارات وروسيا، حيث أن الصندوق السيادي الروسي مهتم جدا بالاستثمار في الإمارات، وبزيارة بوتين الإخيرة إلى الإمارات ارتفعت الاستثمارات المشتركة إلى حوالي 3.5 مليار دولار.
ويتابع: تم توقيع الكثير من الاتفاقيات والتفاهمات بين الطرفين، وهذا نتيجة لانتفاح روسيا على منطقة الخليج على الرغم من كونه متأخرا قليلا، ونشاهد الآن أن هناك استثمارات روسية عديدة في المنطقة في السعودية وفي قطر وفي غيرها من دول الخليج العربي.
أم الخبير الاستراتيجي خلفان الكعبي فيتحدث قائلا: الواضح أن العلاقات الإماراتية الروسية عميقة ومبنية على الثقة، وهناك توافق بين الطرفين في الكثير من الملفات السياسية في المنطقة، كما أن نوعية التصنيع العالية لروسية مرغوبة في الحقيقة في جميع الأسواق العالمية، وهذا ما يجذب الإمارات إليها.