يفتتح الدورة الحالية فيلم "الرجل الأيرلندي" للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي وبطولة نجمي "الأوسكار" روبرت دي نيرو، وآلباتشينو، وهو من إنتاج شبكة "نتفليكس" الرقمية.
مهرجان القاهرة هو أول مهرجان سينمائي دولي يعقد في العالم العربي، وقد انطلق في عام 1976 قبل أن تلحق به عدة دول عربية بمهرجانات نجحت في وضع أقدامها إلى جوار مصر، رائدة صناعة السينما في العالم العربي، وتنجح أيضا في تقديم التمويل اللازم وعناصر الجذب المختلفة لكبار الصناعة والنجوم في العالم.
خمسة عقود أنبتت خلالها السينما العربية سلسلة من المهرجانات الدولية، امتدت من مهرجانات دبي وأبو ظبي والشارقة في الإمارات إلى أيام قراطاج ومراكش والصحراء في دول المغرب العربي، مرورا بمهرجان دهوك العراقي والأردن الدولي، والجونة وأسوان والإسكندرية في مصر، وليس انتهاء عند أحدث المهرجانات العربية في الخرطوم و"مهرجان البحر الأحمر السينمائي" في السعودية الذي يوشك على تقديم إطلالة مثيرة في عالم الترفيه العربي.
وعلى الرغم من هذا الانتشار الكبير تعاني بعض المهرجانات العربية ضعفاً في الإمكانات ينعكس على قدرتها التنافسية في استقطاب الأفلام العالمية وكبار النجوم في صناعة السينما ويضيف الخبراء عوامل أخرى تكمن في محدودية انتشار وتأصل الثقافة السينمائية في المجتمعات العربية وغياب الخطة الثقافية الشاملة في العديد من الدول العربية فضلا عن آليات سوق صناعة الأفلام التى وقعت فريسة للعوامل التجارية على حساب الفن.
فكيف تؤثر هذه المهرجانات على صناعة السينما في العالم العربي؟ وهل تنجح يالتأثير على ذوق المشاهد العربي؟
قال رئيس مهرجان الجونة السينمائي انتشال التميمي إن: "المهرجانات الدولية الكبري في العالم العربي تقتصرعلى أربعة مهرجانات هي "القاهرة" و"مراكش" و"قرطاج" و"الجونة"، وسينضم إليها "مهرجان البحر الأحمر" وكلها توفر فرصة لأسواق الإنتاج المشترك حيث تمثل فرصة للقاء المنتجين مع المخرجين والموزعين ومدراء المؤسسات الدولية وتكون هناك أيضا فرصة لتقديم الدعم المادي للمشاريع المشاركة في المهرجانات."
وأكد التميمي أن: "كل المهرجانات واعية لدورها في المساهمة في الانتاج السينمائي لكنها تبقي مساهمة بسيطة لما تحتاجة المنطقة العربي، وأهم قضية تهمنا جميعا هي تنمية الذوق السينمائي للجمهور العربي خاصة انه يتجه إلى هوليوود والأنتاج الضخم"
واعتبر رئيس مهرجان الجونة أن: "المهرجانات الناجحة توازن ما بين الأبهار والانضباط في الافتتاح بحضوركبار النجوم وبين الجانب الحقيقي الذي يتضمن المسابقات والعروض والندوات والمناقشات الجوانب التحكيمية والعديد من الفعاليات التي تقام على هامش المهرجان"
قال المخرج السينمائي ورئيس هية قصور الثقافة المصرية أحمد عواض إن "محدودية الانتاج العربي تؤثر على التنافسية، لكن مازلنا قادرين على الوجود على الساحة، وقد شجعت أهمية موضوعاتنا بعض الدول على الإنتاج المشترك كما ان تفرد المخرجين بموضوعاتهم أوصلهم للعرض في مهرجانات عالمية"
وأكد عواض أن الثقافة السينمائية متجذرة في عدد من البلدان العربية على رأسها مصر مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيرا على الصناعة السينمائية ودور العرض خاصة بين الشباب.
قال الناقد الفني طارق الشناوي عضو اللجنة العليا للمهرجانات إن: "هناك محاولة جادة لاتساع دائرة مهرجان القاهرة السينمائي جماهيريا خلال الدورة الحالية حيث سعت إدارة المهرجان لابرام اتفاقات مع الجامعات لعمل تخفيضات للطلبة، وتوسيع نطاق دور العرض وعدد الشاشات خاصة في المناطق وسط المدينة التي لم تكن تعرض أفلام المهرجان في وقت سابق "
وأكد الشناوي أن: "مستوى الافلام العربية جيد وقد وصلت عدة أفلام عربية مرارا إلى قائمة الخمسة ترشيحات الأخيرة لجوائرز الأوسكار لأفضل افلام اجنبية"
وحول تأثير الانتاج الرقمي قال الشناوي إن "هناك مهرجانات لاتسمح حاليا بعرض الأفلام الرقمية، وهناك توجه في مهرجان القاهرة لعرض فيلم الافتتاح الرجل الأيرلندي في دور السينما أولا ومن ثم يتم عرضه على المنصات الرقمية متوقعا ان يتم التوافق بين العالمين بمرور الوقت وسيتوقف الأمر كله على حجم الاموال التي ستنفق في هذا الاتجاه".
إعداد وتقديم جيهان لطفي