إسرائيل تقصف سوريا لأجل نتنياهو أم ضد إيران؟

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن شخصين قتلا وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي قرب دمشق، وأكد الجيش الإسرائيلي أن عشرات الأهداف الإيرانية والسورية تم استهدافها داخل سوريا.
Sputnik

ووصف الجيش الإسرائيلي الغارات بالهجوم الانتقامي، ردا على الصواريخ التي أطلقتها قوة إيرانية من الأراضي السورية على إسرائيل فجر الثلاثاء، حسب زعمه، في الوقت الذي تدور فيه معركة سياسية داخل إسرائيل لتشكيل الحكومة الجديدة.

أوراق انتخابية؟

عما إذا كانت هذه الغارات تندرج ضمن الحملة التي يقودها بنيامين نتنياهو وصراعه مع بيني غانتس رئيس حزب أزرق أبيض للفوز برئاسة الحكومة، يرى المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان في تصريح لـ"سبوتنيك" بأن لا علاقة بين الصراع السياسي على الحكومة والأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، وبشكل خاص في سوريا، ومحاولة إيران التموضع فيها، وتشكيل جبهة جديدة ضد إسرائيل.

ويتابع: ما قامت به إيران في الأيام الأخيرة بإطلاق 4 صواريخ باتجاه هضبة الجولان، وإسرائيل ليست السعودية، وإذا سكتت السعودية على قصف المنشآت النفطية وغيرها، فإسرائيل لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي في هذا الموضوع، لذلك ردت إسرائيل بعنف على المواقع الإيرانية والحشد الإيراني في سوريا.

ويكمل نيسان: الصواريخ التي أطلقت أول أمس من سوريا جاءت من بعد أقل من 70 كم، أي أنها أطلقت من دمشق، وهذا يخالف الاتفاق الروسي الإسرائيلي بإبعاد الصواريخ والتموضع الإيراني على مسافة أبعد من 90 كم من الحدود الإسرائيلية.

أما دميتري مارياسيس رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية والجماعات اليهودية في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، وفي حوار مع وكالة "سبوتنيك" فيعتقد عكس ذلك، ويوضح: أعتقد أن هذا يحدث لمحاولة كسب المزيد من الأصوات من أجل نتنياهو،  وهي نفس الضغوط التي يمارسه مع إدارة الرئيس ترامب، وباستخدام الأوراق التي لديه، وأقصد هنا العلاقات الشخصية الجيدة مع إدارة الرئيس الأمريكي، نظرًا لأنه يدعم تمامًا طموحات معسكر اليمين الإسرائيلي ، لذلك الآن هي اللحظة الأكثر دعمًا لنتنياهو لإظهار قوة المعسكر اليميني، وهو ما حاول القيام به ليلا في سوريا.

لنتنياهو أم لغانتس؟

وحول ما إذا كانت هذه الغارات الإسرائيلية ستصب في صالح بنيامين نتنياهو، أو على العكس يمكن أن تذهب نقاط القوة فيها إلى منافسه غانتس، يقول إيلي نيسان: في كل ما يتعلق بالأمور الأمنية لا فرق بين المعارضة وبين الإئتلاف، ورئيس أزرق أبيض وقف إلى جانب جيش الدفاع في الضربات التي وجهتها إسرائيل ضد إيران وتواجدها في سوريا.

ويتابع: هناك إجماع عام وجماهيري حول كل ما يتعلق بأمن إسرائيل ومواطنيها، وإذا اطلقت إيران أي صواريخ أو اعتدت على إسرائيل فهناك جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو مدعوم من قبل كافة الأطراف في إسرائيل.

فيما يرى رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية والجماعات اليهودية بأن الأمر غير واضح، ويبين: بصراحة لست متأكدًا من أن هذا الأمر سيساعد نتنياهو، وهنا يمكن النظر إلى الموضوع من جهتين، فلا أعتقد أن معظم الإسرائيليين سيدعمون سياسته الخارجية العدوانية بهذه الطريقة.

ويتابع مارياسيس: كذلك الأمر فمعظم الناس في إسرائيل خدموا في الجيش، يدركون جيدًا المشكلات التي يعانون منها مع السوريون والفلسطينيين واللبنانيين أيضًا، وبأن هذه مجرد جولة أخرى من المواجهة، ومحاولة أخرى لنتنياهو لإظهار قوته، ولن يقبل الإسرائيليون أبداً تصرفات رئيس الوزراء بالقيمة الاسمية.

ماذا قصفت إسرائيل؟

وعن حقيقة الأهداف التي قصفتها إسرائيل في الداخل السوري، يؤكد الخبير الإسرائيلي إيلي نيسان  بأنها أهداف إيرانية، ويقول: الضربات الإسرائيلة التي وجهتها إسرائيل كانت ضد القواعد الإيرانية وضد بطاريات الصواريخ التي اطلقت نحو الطائرات الإسرائيلية، وكل ما يتعلق بتموضع إيران في سوريا، وتحديدا في منطقة دمشق، وإيران حاولت في الآونة الأخيرة نقل شحنات من الأسلحة من إيران إلى سوريا.

ويتابع: إسرائيل حذرة من عدم المساس بالمواطنين الأبرياء، ولكن عندما يكون هناك مركز داخل أماكن مأهولة كما يحدث في قطاع غزة، طبعا سيصاب مواطنين أبرياء، وهذا الأمر لا تريده إسرائيل.

ويضيف نيسان: لذلك بدأت إسرائيل بالتحقيق حول قضية قصف المنزل في غزة قبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والأمر ذاته يحدث في سوريا، حيث لا تريد المساس بالمواطنين، ولكن هذه حرب ولا أحد يعرف ماذا يحدث بها.

أما ديمتري مارياسيس رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية والجماعات اليهودية في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فلا يجزم بحقيقة الأهداف التي ضربتها إسرائيل، ويقول: أين بالضبط ضرب الإسرائيليون لا نعرف، فهم  يقولون أنها منشآت إيرانية وحزب الله، وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية تم تقديم خريطة تقريبية للضربات، ومن غير المرجح أن نعلم المزيد.

مناقشة