وأكد الخبير العراقي، أن "الجماهير ترفض كل الحلول الترقيعية والمصلحية ذات التوجه الحزبي الفئوي للأحزاب والكتل السياسية، ويرون أنها لا ترقى إلى حقيقة المطالب الشعبية ولا تصل لحجم التضحيات التي قدمها أبناء الشعب من مئات الشهداء وآلاف الجرحى، ولا قيمة الدم العراقي المراق".
وتابع العناز، "تبقى هذه الأحزاب في دائرة المنافع والمصالح وتعزيز الطائفية السياسية في اختيار أو تصحيح أي مسار للعملية السياسية التي جاء بها الاحتلال الأمريكي ودعمها النظام الإيراني وزيادة نفوذه وهيمنته على القرار السياسي في العراق وتدخله في جميع الشؤون الداخلية.. ولهذا كان الرفض الشعبي في ساحات الاعتصام والمواجهة لجميع المقررات التي دارت في الاجتماع الذي جرى في دار عمار الحكيم".
وأشار الخبير العراقي إلى أن "الأسلوب القمعي الممنهج، والطريقة الأمنية المتبعة في معالجة المظاهرات لا ترهق المنتفضين ولا تتعب الجماهير بل زادتهم إصرارا وتشبثا بأهدافهم وتطلعاتهم إلى حياة حرة كريمة، داعية إلى تغيير جذري للأوضاع السياسية في العراق.. ويبقى التوجه العام لهؤلاء الشباب المكافح والجماهير الغفيرة ولجميع قطاعات الشعب المشاركة والمتضامنين معهم، أسلوبا سلميا حضاريا يتمثل في إدارة وتوجه التظاهرات وديمومة استمرارها وثبات إرادتها رغم جميع الأدوات التي تستخدم في مواجهتها وتصل إلى حالات القتل والاختطاف والاعتقال والمتابعة الأمنية".
ولفت العناز إلى أن، "الإصرار الشعبي والإرادة الجماهيرية تستمر كلما ذهب المنافسون من الأحزاب والكتل السياسية إلى معالجات سلبية وإلى اجتماعات واتفاقات لا تخدم إلا مصالحهم ولا تعزز إلا مكانتهم، فالجماهير واعية ومدركة وأثبتت حقيقة انتمائها وصيرورتها نحو تحقيق مطالبها، وتخطئ حكومة بغداد إن حاولت الاستفادة من عامل الوقت أو الاستمرار والمواجهة الأمنية".
وأشار الخبير العراقي إلى أن "المحتجين يتابعون بدقة توجهات الحكومة والأحزاب والكتل السياسية ومواقفها والداعمين لها، والمشاريع التي تستهدف حياتهم والإجراءات والخطط الأمنية التي توضع لكبح جماح انتفاضة الشعب العراقي ويتكلمون الرؤية الصائبة في المحافظة على سلمية التظاهرات".
ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة.