سياسي عراقي: هذه شروط نجاح دعوات العصيان المدني

رفع المتظاهرون العراقيون خلال الساعات الماضية سقف مطالبهم، ودعوا إلى تغيير جذري في العملية السياسية، رافعين رايات العصيان المدني كأحد أدوات التعبير السلمي التي تكفلها كل دساتير العالم... فهل تنجح تلك الأداة على إجبار الحكومة بالتخلي عن العمل السياسي.
Sputnik

قال الدكتور قيس النوري أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والسفير السابق بالخارجية العراقية لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن "العصيان المدني هو إصرار من المنتفضين على أن تكون احتجاجاتهم سلمية إلى النهاية رغم إمعان السلطة في استخدام القوة المفرطة ضدهم، رغم تزايد عدد القتلى والمصابين منذ بداية الانتفاضة حتى الآن ووصوله إلى رقم كبير".

بعد أنباء عن "انقلاب عسكري" في العراق... جهاز مكافحة الاٍرهاب يصدر بيانا
وتابع النوري: "رأى المحتجون أنفسهم أمام سلطة تصر على استخدام السلاح وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، فقاموا برفع سقف نشاطهم بالمطالبة بالعصيان المدني للحفاظ على سلميتهم، وهو الخيار الوحيد أمامهم".

وذكر النوري "أن الأوضاع الحالية في العراق تجاوزت عملية إسقاط الحكومة إلى ضرورة إنهاء العملية السياسية "الفاسدة" والدستور الذي كتبه المحتل، المرحلة تخطت عملية تغيير الوجوه، ولاقت دعوات العصيان تجاوبا في المحافظات العراقية وبشكل خاص في المحافظات الجنوبية، وفي حال نجاح هذا التصعيد المدني وشموله أغلب المدن العراقية سوف تضطر الحكومة إلى الانسحاب من العملية السياسية والبدء بمرحلة جديدة من الحياة السياسية في العراق".

وأكد قيس النوري أن "العصيان المدني الذي دعت له التظاهرات سوف ينجح حال شموله معظم المدن العراقية، بغض النظر عن توقيت الدعوة له، نظرا لأن المتظاهرين لم يكن أمامهم خيار آخر، بعد أن مارست الحكومة عليهم أبشع أنواع العنف المباشر منذ الأول من أكتوبر/تشرين أول الماضي وحتى اليوم، والشيء المستغرب أن النظام السياسي العربي والجامعة العربية مازالوا يتجاهلون هذا الحدث الجوهري والمحوري والذي سيؤثر بكل تأكيد على الأوضاع في المنطقة، خلافا للعواصم الغربية التي تخرج بها يوميا تظاهرات تعلن دعمها للمحتجين في العراق".

ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة.

مناقشة