وتهدف الاتفاقيتان اللتان وقعتا اليوم في المتحف الوطني بدمشق إلى ترميم الآثار السورية التي تعرضت للتخريب على يد التنظيمات الإرهابية، ولنقل الخبرة الروسية العريقة في هذا المجال إلى العاملين والفنيين السوريين.
وبين مدير متحف الإرميتاج الروسي البروفيسور ميخائيل بيتروفيسكي أن الجانب الروسي سيقدم خبرة مرممي متحف الإرميتاج إضافة إلى إطلاق حملة إعلامية تهدف إلى إنقاذ التراث السوري بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" والجهات المتخصصة في هذا الموضوع.
بيتروفسكي في تصريح لوكالة "سبوتنيك" لدينا تجربة في تبادل الآراء بين المرممين السوريين والروس، والاتفاقيتان الجديدتان تهدفان إلى تعزيز تبادل هذه الخبرات بين المرممين السوريين والخبراء في متحف الإرميتاج الذي تأسس منذ 255 سنة، لتعميق هذه التجربة ولنشر كتب في هذا المجال على مستوى العالم الذي بدأ ينسى تدمر والمواقع الأثرية الأخرى، وخلال أشهر قليلة سيبدأ الخبراء الروس بنقل خبراتهم للسورين في مجال الترميم، كما تتضمن الاتفاقيتان مساهمة خبراء الإرميتاج والأكاديمية العلمية الروسية بعمليات الترميم، وقد تضمنتا الخطوات والبرنامج الزمني للعمل.
وبهدف التعريف بمتحف الإرميتاج قدم البروفيسور الروسي محاضرة بعنوان "الإرميتاج الأعظم في القرن 21 المتحف العريق الذي يصل عمره إلى 255 عاما من الحضارة والتراث والتاريخ" معرفا عبر الصور بالمتحف وأقسامه التي تضم مجموعة كبيرة من الصور والتماثيل من مختلف أنحاء العالم إضافة إلى ارتباطه بعدد كبير من المتاحف والمراكز الثقافية العالمية وميزاته كونه يضم مكانا للنشاطات السياسية والثقافية وقوس النصر وغرف الفن الحديث والمومياء.
بدوره أكد الدكتور محمود حمود مدير الآثار والمتاحف أهمية الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما اليوم مع الجانب الروسي ممثلاً بمتحف الإرميتاج والأكاديمية العلمية الروسية تهدفان إلى ترميم الآثار التي تأذت بسبب الحرب الإرهابية على سورية ولا سيما في تدمر، وتشملان الاستفادة من طرق الترميم المعتمدة في المتاحف الروسية وتدريب الكوادر البشرية السورية وفق أفضل الطرق المعتمدة عالمياً.
بدوره قال جمال بن حسن الموسوي مدير عام المتحف الوطني في سلطنة عمان لوكالة "سبوتنيك": أقوم بزيارة عمل رسمية وجولات ميدانية في مدينة دمشق تتعلق بترميم مدينتي تدمر ومعلولا الأثريتين، ويوم أمس كان هناك جولة تعريفية لبعض معالم دمشق القديمة مثل قلعة دمشق والجامع الأموي وغيرها، وفيما يتعلق بإعادة تأهيل وبحفظ وصون مجموعة من الآثار السورية المنتقاة المتضررة خلال سنوات الأزمة، فهذا تم الاتفاق عليه في سياق اتفاقية وقعت الشهر الماضي في مسقط بحضور وزير الثقافة السوري، وتتضمن المرحلة الأولى تأهيل 75 قطعة متضررة من مختلف الحقب والحضارات وبينها عدد من الأيقونات وقطع نحتية من مدينة تدمر ومعلولا ومواقع أخرى من جميع أنحاء سوريا، وسيتم تأهيل هذه القطع في مسقط.
يجدر ذكره أن توقيع الاتفاقيتين ترافق مع معرض في المتحف الوطني بدمشق للفنان الروسي مكسيم أتيامس حمل عنوان "التوءمة" في إشارة إلى تشابه الأوابد الأثرية في تدمر وسان بطرسبورغ، وضم المعرض صوراً فوتوغرافية جسدت هذا التشابه بين المدينتين من حيث الأبنية والطراز المعماري.