وفي ذلك الوقت كانت الغواصات قادرة على إزالة النفايات فقط بالقرب من سطح الماء، لكن في ظروف الحرب أصبح من الخطر الخروج إلى السطح، فيمكن لقوات العدو أن تلاحظ السفينة بسهولة.
تطوير مرحاض يشطف الفضلات تحت ضغط عال
لهذا طور المهندسون الألمان مرحاضا يعمل تحت ضغط عال، حيث يمكن شطفه على عمق كبير، وكان النموذج أكثر تعقيدا من غيره، فكانت الفضلات تنتقل عبر ممرات ذات ضغط عال ثم إلى الهويس وبعدها يتم إلقائها في البحر، لذلك كان هناك متخصص في كل غواصة يعلّم الطاقم كيفية استخدام المرحاض.
ودخلت أول غواصة مزودة بالمراحيض المتقدمة من طراز "U-1206"، إلى بحر الشمال على بعد 16 كم من ساحل اسكتلندا، في مارس/آذار عام 1945.
خطأ يرتكبه القائد يؤدى إلى إطلاق غاز سام
وفي مرحلة ما أراد قائد الغواصة، كارل أدولف شليت، استخدام المرحاض يوم 14 مارس/آذار، دون معرفة كيفية التعامل مع التصميم الجديد بشكل صحيح، فاستدعى أحد أفراد الطاقم لمساعدته، لكن الأخير فتح صماما خاطئا ما أدى إلى غمر المرحاض بمياه البحر والصرف الصحي.
ثم تسرب الماء إلى البطاريات الداخلية للغواصة ما سبب في إطلاق غاز الكلور، وهي مادة كيميائية سامة هددت بتسميم الفريق بأكمله. ولعدم وجود خيارات أخرى، أمر الكابتن شليت بالصعود إلى السطح لتصفية الهواء من غاز الكلور.
كشف الغواصة من قبل العدو
ولاحظت الطائرات البريطانية الغواصة بعد ظهرورها على السطح، وهاجمتها على الفور. ونتيجة لذلك، تم إجلاء 37 شخص من أفراد الطاقم من الغواصة في قوارب النجاة الطارئة بالقرب من الساحل الاسكتلندي وغرق ثلاثة بحارة آخرين.
وتم احتجاز الناجين من قبل القوات البريطانية بتهمة مجرمي حرب، ونجا قائد الغواصة وقد توفي في التسعين من عمره عام 2009 في ألمانيا.
وانتهت الحرب العالمية الثانية بعد أسابيع قليلة من هذا الحادث، وما زالت الغواصة المحطمة "U-1206 " ومرحاضها المكسور تقع على قاع بحر الشمال.