خبير: السعودية تهدد أعضاء أوبك بإغراق الأسواق بالنفط إن لم تلتزم بالاتفاق

يبدو أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لن تترك أي من الإرث القديم على حالة، فها هي بعض المصادر تتحدث عن وزير النفط السعودي عبد العزيز بن سلمان، وأنه سيلزم أعضاء أوبك + بتخفيض الإنتاج أو إلغاء الاتفاق.
Sputnik

ما هي الأدوات والآليات التي تملكها الرياض لتحقيق ذلك؟

قال محمد الصبان المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي السعودي في حديث لـ"سبوتنيك" اليوم السبت، 30 تشرين الثاني، 2019 إن المملكة العربية السعودية تحملت خلال العامين الماضيين أكثر مما التزمت به أمام أوبك فيما يختص بتخفيض إنتاجها، وكانت تعلم أن هناك دول أعضاء لم تلتزم بالتخفيض الضئيل، التي تم الاتفاق عليه في إطار الأوبك.

ويرى المستشار النفطي، أن الأوضاع الآن لا بد وأن تسير في مجرى آخر، فلا يمكن أن تستمر المملكة في تحمل عبء تخفيض إنتاجها في الوقت الذي تزيد بعض الدول الأعضاء من إنتاجها، فهناك أربع دول أعضاء على الأقل لا تلتزم بما تم الاتفاق عليه مثل دول روسيا ونيجيريا والعراق وغيرها، وتم التنبيه لهم في اجتماع لجنة مراقبة الإنتاج بأبو ظبي، وأكد جميعهم بأنهم سيلتزمون، لكن الإحصاءات الأخيرة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي أكدت عدم التزامهم بالتخفيض.

وأشار الصبان، إلى أن العراق في وضع استثنائي الآن وعدم التزامه قد لا يكون اختياري نتيجة الأزمات التي تعصف بالعراق في الوقت الراهن.

وأكد الصبان أن المملكة ستوضح للأعضاء في أوبك خلال اجتماع المنظمة الأسبوع القادم، ما إذا كان الأعضاء جادين بالفعل في العمل بهذا الاتفاق، فإن المملكة لا يمكنها القبول بوجود "راكب مجاني"، وسبق أن قلت هذا الكلام منذ عامين منذ الاتفاق الأول في بداية 2017 وحذرت من أنه "إما يخفض الجميع أو لا يلتزم الجميع بالتخفيض".

وأوضح المستشار النفطي الدولي، أتصور أن السعودية قد لا تلجأ إلى إلغاء الاتفاقية، وإنما ستحذر من الاستمرار في عدم الالتزام بالتخفيض من جانب الأعضاء، وفي حال عدم الانصياع ستقوم السعودية بإغراق الأسواق بالنفط إن لم يكن هناك انضباط من جميع الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن النسب الوهمية التي كانت تصدرها بعض الوكالات بأن نسب الالتزام 150 في المئة أو أكثر، تلك نسب وهمية لم تأخذ في الاعتبارالدول غير الملتزمة وأدرجت كل من فنزويلا وإيران واللتين انخفض إنتاجهما بشكل كبير.

وقال الصبان، إن "تلك النسب غير صحيحة وغير سليمة، وهناك عد التزام ولا بد أن نكون أكثر صراحة وعلى الجميع أن يلتزم، ووزير الطاقة السعودي صريح جدا لكنه لن يقبل أن تتحمل المملكة عبء التخفيض بينما الآخرون هم ركاب مجانيون".

وكانت دول "أوبك+" قد اتفقت في بداية يوليو/ تموز الماضي على تمديد خفض إنتاج النفط لـ9 أشهر أخرى في مسعى لدعم أسعار الخام، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد العالمي ضعفا وارتفاعا في الإنتاج الأمريكي من الخام.

وتقرر تمديد تخفيضات الإنتاج في الاتفاق، الذي تقوده روسيا والسعودية، بالشروط نفسها، أي أن دول "أوبك+" ستخفض مجتمعة إنتاجها النفطي حتى أبريل 2020 بواقع 1.2 مليون برميل يوميا من الخام.

وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع السادس لدول "أوبك+" في فيينا، إن الدول المشاركة في الاتفاق صوتت بالإجماع لصالح تمديد التخفيضات. 

وأشار إلى أن الموقف المشترك لروسيا والسعودية كان محوريا في اتخاذ قرار التمديد، وأضاف أن دول "أوبك+"، المتكونة من 24 دولة، وقعت ميثاقا للتعاون طويل الأجل في سوق النفط.

وعن مدى امتثال دول "أوبك+" للاتفاق، قال الوزير الروسي إن نسبة الامتثال بلغت في شهر مايو الماضي 163%، مشيدا بدور السعودية، التي تعد أحد أبرز منتجي النفط في العالم، في هذا المجال.

أما عن موعد الاجتماع القادم لـ "أوبك+"، فأشار نوفاك إلى أن دول "أوبك+" اتفقت على عقده في أبو ظبي بالإمارات في شهر ديسمبر المقبل.

ويخفض تحالف "أوبك+"، إمدادات النفط منذ 2017 لمنع انخفاض الأسعار وبهدف امتصاص التخمة الزائدة من الأسواق وبث الاستقرار في سوق النفط.

ومخاوف التحالف تتطابق مع نتائج استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، وأظهر أن أسعار النفط ربما تواجه ضغوطا من جراء تباطؤ الاقتصاد العالمي، الذي يقلص الطلب على الخام، في حين يغرق النفط الأمريكي السوق.

مناقشة