وقال المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين في حديث لـ"سبوتنيك" اليوم الأحد، في اتفاق التهدئة الأخير بين حركة الجهاد الإسلامي في غزة وإسرائيل والذي أشرفت عليه مصر، قالت حماس إن هذا المستشفى جاء ضمن عملية التسوية.
وأضاف ياسين، في كل الأحوال، الأمريكان ليسوا بحاجة إلى قواعد عسكرية في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وما يصدر عن رام الله من رفض واستنكار هو من باب المناكفات السياسية والتي اعتادت رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله على ممارستها في مواجهة حماس.
وأشار المفكر الفلسطيني إلى أن رئاسة السلطة في رام الله تقطع المعاشات عن الأسرى المحررين وعن أسر الشهداء، وهى هنا تريد أن تثير الغبار حول حكم حماس في قطاع غزة، ومن الواضح أن هذه المبالغة مثيرة للاستهجان وعلينا أن ننتظر إن كان هذا المستشفي لعلاج المرضى أم ستنطلق منه الصواريخ "عابرة القارات".
ولفت ياسين، إلى أن المثير للاستهجان بالفعل هو أن رئاسة السلطة الفلسطينية صمتت طوال أيام القصف الإسرائيلي "الوحشي" على قطاع غزة في الاشتباكات الأخيرة ولم تر داع للتدخل أو حتى الإدانة اللفظية ولم تحرك ساكنا إلا عندما جرى الحديث عن المستشفي الميداني.
وهاجمت حركة فتح الفلسطينية حركة "حماس"، أمس السبت، واتهمتها بالموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية شمال قطاع غزة تحت مسمى مستشفى ميداني.
وعبرت فتح عن رفضها ورفض الشعب الفلسطيني لوجود هذه القاعدة، وقالت في بيان لها "إن حماس ترتكب جريمة بحق القضية الفلسطينية وشعبنا بهذه الموافقة، والتي ثمنها أن تقوم إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، إدارة (صفقة القرن) التصفوية، بالتعامل مع حماس واعتمادها بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية التي ترفض التعامل قطعيا مع إدارة ترامب".
وأضاف البيان "إن هذه المواقف هي دليل على مستوى التنسيق بين حماس وحكومة (تسيير الأعمال الإسرائيلية برئاسة بنيامين) نتنياهو"، مشيرة إلى أن "مواقف حماس عندما أحجمت عن المشاركة بالرد على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة"، مضيفة "أن حماس على استعداد بأن تقوم بأي شيء مقابل أن يتم اعتمادها من قبل تل أبيب وواشنطن كشريك".
وأوضحت فتح "أن الطريق الأنسب لتخفيف معاناة أهلنا في القطاع هي إنهاء الانقسام والعودة إلى الشرعية الوطنية، وليس بالموافقة على قاعدة أمريكية في القطاع".
يذكر أن مؤسسة أمريكية تدعى "فريندشيبس" بدأت بإنشاء مستشفى ميداني في قطاع غزة، وتعمل على نصب المعدات والتجهيز له.
وتعرف المنظمة نفسها بأنها "مكونة من متطوعين بالكامل"، وأنها تأسست في 1983 كمنظمة إغاثية، وفقا لصفحتها على (فيسبوك).
وتدهورت العلاقات بين السلطة الفلسطينية وواشنطن على خلفية سلسلة من الإجراءات منها نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس باعتبار الأخيرة عاصمة لإسرائيل، فضلا عن قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ما اعتبرته السلطة إنهاء لدور واشنطن كراع لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكانت حركة "حماس" قد قالت في بيان سابق لمتحدثها، حازم قاسم، إن المستشفى المشار إليه جزء من التفاهمات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصر والأمم المتحدة.
وأوضح قاسم في بيان أن قرار إنشاء المستشفى جاء لأن "جزء من الحصار أثر على الأوضاع الصحية بشكل كبير في قطاع غزة، بسبب السياسة الإسرائيلية وما وصفه وأسماه "إهمال حكومة الضفة الغربية" في التعامل مع الحالات المرضية في غزة.
وبين قاسم أنه "بسبب تردي الوضع الصحي بغزة، تم الاتفاق على مسارين، الأول إدخال الدواء لغزة من جهات مانحة، والآخر إنشاء مستشفى ميداني يتبع لجهات خيرية إنسانية باتفاق مع كافة الفصائل الفلسطينية".