مجتمع

في مهرجان مراكش الدولي... "أبو ليلى" فيلم جزائري يسلط الضوء على العشرية السوداء في البلاد

تجربة خاصة يقدمها فيلم "أبو ليلى" الجزائري عن عمليات الاغتيال والقتل، التي نفذتها الجماعات الظلامية في الجزائر والعالم العربي. 
Sputnik

الفيلم الذي يتسم بحالة من الغموض يسلط الضوء على زاوية هامة، وهي اغتيال الفكر، وكيفية تحول الإنسان إلى كائن مفترس يقتل كل من يحمل رؤية مستنيرة. 

رئيسة لجنة تحكيم مهرجان "مراكش": السينما أكبر من أي حركات اجتماعية أو سياسية
وقال الممثل والمخرج الجزائري، إلياس سالم، إن فيلم "أبو ليلى" قدم تجربة خاصة عن عمليات الاغتيال التي هزت الجزائر فترة التسعينات، وما يطلق عليها العشرية السوداء.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" على هامش مشاركته في مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، إنه قرر لعب الدور رغم غموضه كونه اعتمد على المشاعر والإحساس بدرجة، وأنه اقتنع بتقديم الدور بعد قراءة متأنية للسيناريو.

وأوضح أنه كان لا يدخل إلى التصوير إلا بعد دخوله للحاله التي  تتمتع بها الشخصية، وأنه رغم عمله في الإخراج إلا أنه بدأ كممثل، وأن ذلك ساعده بشكل كبير في آداء الدور. 

وأشار إلياس سالم إلى أن فيلم أبو ليلى شارك في العديد من المهرجانات الدولية، وأكد على حضورها في العالم العربي والأجنبي، موضحا أن الإنسان الذي يرمز له بالنمر في الفيلم يعكس حالة التحول، خاصة أن النمر في الطبيعة لا يعادي الإنسان إلا أنه في الفيلم يقتل الإنسان، وهو إشارة إلى حالة العداء التي يقوم بها الإنسان ضد الإنسان.

ويرى أن البداية التي قتل فيها أحد الأشخاص يشير إلى قتل الفكر الذي ساد في هذه الفترة، سواء كان قتل الدكتور أو رجل الأمن أو الكاتب، أو أي صاحب فكر، وهو ما حملته دلالة قتل الرجل الذي كان يستعد للانطلاق بسيارته.

يبدأ الفيلم بجريمة اغتيال لرجل أمام منزله في الجزائر العاصمة، عام 1994 ينفذه الإرهابي المكنى "أبو ليلى"، والذي يحمل الفيلم اسمه، ثم تنتقل الأحداث مباشرة إلى الصحراء وتحديدا الجنوب الجزائري حيث لا شيء سوى الرمال الصفراء والسماء الزرقاء اللذين يستغلهما المخرج كديكور طبيعي وبديع لمعظم مشاهد الفيلم.

تنطلق سيارة دفع رباعي سوداء وسط الصحراء بداخلها بطلا الفيلم، ويبدو من خلال الحوارات بينهما أن أحدهما مريض ومتعب بل ومضطرب نفسيا، بينما يساعده الآخر طوال الوقت على تجاوز الآلام البدنية والكوابيس التي تهاجمه من آن لآخر واستغلها المخرج في استجلاء بعض الخلفيات عن الشخصيتين من خلال الرجوع للماضي ثم العودة للحاضر.

بعد مشوار طويل يتضح أن الاثنين شرطيان، أحدهما يعمل بوحدة مكافحة الإرهاب بينما الآخر شرطي دورية وأنهما يسعيان خلف الإرهابي أبو ليلى، لكن الدافع وراء هذه المطاردة ذات الطابع الشخصي يظل غامضا حتى الدقائق الأخيرة من الفيلم.

مع اقتراب النهاية تتكشف الأحداث وتترابط الخطوط وتتجلى ثنائية الخوف والعنف التي أراد صناع الفيلم إبرازها منذ البداية، من خلال اختيار الصراع المسلح الذي خاضته الجماعات المتطرفة في الجزائر خلال العشرية السوداء (1992-2002) ضد الدولة ومؤسساتها كخلفية للأحداث. وتظهر رابطة بين هذه الثنائية وبين الخوف والعنف اللذين يسكنان كل إنسان وصراعه الشخصي في ترويضهما. 

يمتلئ الفيلم بمشاهد دموية لشخصية شرطي الدورية المضطرب نفسيا لذا قد لا يكون ملائما للأطفال لكنها تبدو موظفة لخدمة السياق العام.

الفيلم بطولة سليمان بنواري وإلياس سالم وعزوز عبد القادر، وعكف المخرج أمين سيدي بومدين على الإعداد وكتابة السيناريو سنوات عدة، بينما جرى تصويره في ثمانية أسابيع.

مناقشة