أنشأ المتظاهرون في ساحة التحرير، قبالة نصب الحرية، ومبنى المطعم التركي الذي حصد لقب "جبل أحد"، متحفين ضما مقتنيات الضحايا الذين قتلوا بالرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، في وسط العاصمة بغداد، تخليدا لأرواحهم.
ورتب المتظاهرون خوذ الضحايا الذين كانوا يرتدونها تفاديا لقنابل الغاز المسيل للدموع التي تطلقها قوات مكافحة الشغب من خلف حاجز أمني في منتصف الجسر الجمهوري المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة الاتحادية مقر لها، في وسط بغداد.
ورفعت ثياب المتظاهرين و"الصداري البيضاء" الخاصة بالمسعفين، الذين قتلوا بالرصاص، والقنابل، أثناء محاولاتهم إنقاذ الجرحى، في ساحة التحرير، وقرب الجسر الجمهوري، في سقف المتحف الذي أحيط بسور من شريط طبي يستخدم لتضميد الجروح.
وزيّن المتحفان بالزهور، وصور الضحايا منهم من قتل في اليوم الأول من بدء الثورة الشعبية، 1 أكتوبر الماضي، وبقايا الإطلاقات المطاطية، وثياب الضحايا، ومقتنياتهم، وبقايا عجلات "التك تك" التي لم تسلم هي الأخرى من العنف إثر تفجيرات استهدفت المتظاهرين في ساحة التحرير، منتصف نوفمبر.
وشاركت الحمائم البيضاء في حماية متحف "الشهداء"، في التحرير، متنقلات بخفة سيرا على أرجلهن، بين المقتنيات، بعد أن وقفت إحداهن فوق نعش أحد الضحايا أثناء تشييعه من قبل ذويه، والمتظاهرين، قبل وقت قصير، ولم تفارقه حتى مغادرته إلى مثواه الأخير.
وأفاد مصدر من المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، في تصريح خاص لمراسلتنا، الأحد الماضي، 1 كانون الأول/ديسمبر، بارتفاع حصيلة قمع المظاهرات في وسط وجنوب البلاد، إلى أكثر من 400 قتيل، و19 ألف جريح.
وحسب المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن الإحصائية الشاملة منذ بدء التظاهرات في العراق، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى يوم أمس 30 نوفمبر/تشرين الثاني، بلغت 432 قتيلا.
وأضاف المصدر، أما عدد المصابين خلال الفترة الزمنية المذكورة، فقد ارتفع إلى 19136 مصابا، من المتظاهرين، والقوات الأمنية.
ويواصل المتظاهرون في بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، مع انضمام المعتصمين، في المدن الشمالية، والغربية، احتجاجاتهم للشهر الثالث على التوالي تحت المطر، وموجة البرد التي حلت مؤخراً، ورغم استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، مطالبين بحل البرلمان، ومحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين.