تم صنع الخوذ في بداية الأمر من الجلود ثم تم استخدام المعادن كالنحاس والبرونز والصلب والآن تنتج الجيوش المعاصرة الخوذ من الألياف المعدنية المعقدة، بحسب ما نقله موقع "فورما".
من صنع أول الخوذ الحديثة
أول من صنع الخوذ العسكرية الحديثة هي فرنسا وقد أطلقتها عام 1915 تحت اسم "أدريان" وإثر ذلك انخفض عدد الضحايا الفرنسيين في الحروب إلى 30 في المئة.
وكانت هذه الخوذ قادرة على الصمود أمام رصاصة أصابته من الناحية الجانبية وأمام انفجار قنبلة في الهواء وشظايا القنابل اليدوية التي لم تتمكن من اختراقها، ومن جهة أخرى لم تقدر أن تصمد أمام إطلاق نار مباشر.
بماذا تختلف الخوذ البريطانية عن الفرنسية
في ذلك الوقت جذب المنتج كل من روسيا ورومانيا وإيطاليا والبرتغال والمملكة المتحدة ولم تكتف بريطانيا بهذه الخوذ وقامت بتطوير "هيلميت ستيل إم كا-1" (برودي) وهي تشبه إلى حد كبير قبعة الحديد الإنجليزية من القرون الوسطى "كابيلينا" .
على عكس النموذج الفرنسي، ذات حواف واسعة حول المحيط، وهي مثالية للحماية في خندق، فالحواف الواسعة تحمي بشكل جيد من الشظايا التي تسقط من الأعلى، لكن هذه الخوذ لم تحم الجزء الخلفي من الرأس والرقبة والأذنين. واشترت هذه الخوذ كل من أمريكا وكندا وأستراليا.
كيف تقدمت ألمانيا في تطوير الخوذ
أما بالنسبة لألمانيا فظهرت أول خوذها عام 1916 وتدعى "إم-16" شتالهايم، واختلفت هذه المدرعات كثيرا عن التي لدى العدو فكانت تملك نهايات على الجانبين تشبه القرون وغطت كل فتحات التهوية ومنطقة الجبين ما جعل اختراقها بواسطة رصاصة شبه مستحيلا.
ما الحيلة التي يستخدمها الجنود لتفادي الرصاص
واعتبرت أضعف منطقة في هذه الخوذ هي الرقبة فكانت الطلقات تخترق الخوذة مسببة كسر الفقرات وما أدى في كثير من الأوقات إلى الموت، ولحماية الجزء الخلفي من الرأس لجأ العسكريون إلى هذه الخدعة حيث لم يربطوا حزام الخوذة أثناء الدفاع وبذلك كانت الرصاصة تندفع عن المدرع دون أن تصيب الرقبة.
الخواص الأساسية للخوذ العسكرية
وقال رئيس قسم العلوم السياسية وعلم الاجتماع بجامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، أندريه كوشكين، في مقابلة مع "سبوتنيك": "يستخدم الصلب عالي القوة في إنتاج الخوذ ثم تضاف مكونات أخرى تزيد من قوة المادة، وهنا يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن مستوى قوة الخوذات ينمو بالتوازي مع مستوى اختراق الأسلحة".
وأضاف العالم السياسي العسكري: إذا كنا نتحدث عن الأبعاد الداخلية للرأس، فإن الخوذة، بالطبع، يجب أن تكون أكبر قليلاً. ويجب ارتداء غطاء للرأس تحتها: قبعة أو بنما... وتسمح الأحزمة بتثبيت الخوذة من جميع الجوانب على الرأس حتى يشعر الجندي بالراحة النسبية.
ماذا دفع الاتحاد السوفييتي لتصنيع الخوذ
وتم صنع أول خوذ في الاتحاد السوفييتي عام 1929 تحت اسم "إم-29" ومع بداية الخلافات في أوروبا في ثلاثينات القرن العشرين ومن ثم الحرب العالمية الثانية ازدادت الحاجة إلى إنتاج خوذ معدنية وهكذا تم إنشاء الخوذ السوفيتية من طراز "إس إش-36" على أساس الخوذ الألمانية "إم-16"، لكنها كانت ثقيلة جدا، 1.3 كغ، وعرض الخوذ 1.1 مم لم يكن كافيا لحماية الجندي من الطلقات والشظايا والحواف الواسعة منعت المراقبة.
لهذا سرعان ما استبدل هذا النوع بخوذ أكثر تطورا "إس إش-39" (إس إش-40 منذ عام 1940) مكونة من سبائك الصلب وعرضها 1.9 مم ووزنها 1.25 كغ، وتحملت الخوذة طلقة مباشرة من الأمام على بعد 10 أمتار من البندقية.
وفي وقتنا الحالي قامت روسيا بإنتاج خوذ من طراز "6 بي 7" ودخلت في خدمة الجيش الروسي عام 2000، وتنتج روسيا الآن خوذ "راتنيك" التي تزن أقل من واحد كغ ومصنوعة من الألياف المعدنية ولها ثلاث طبقات.
في هذا الصدد أشار كوشكين: من مزايا الخوذ الروسية هو الشكل ومكونات المواد المستخدمة، وأعلم أن المطورون يستخدمون أنواعا من الفولاذ عالية التقنية لصنع الخوذ، أما ما يتعلق بالمكونات فهي سرية".
وأكد العالم السياسي العسكري: "أن الاختلاف بين الخوذ الأوروبية والأمريكية يكمن في السبائك المعدنية وبشكل عام فإن الخصائص متشابهة وأكرر أن الخاصية الأساسية للخوذ هي مركب الألياف المعدنية".
الجدير بالذكر أن الخوذ الحديثة ليست مجرد دروع للجندي وإنما كمبيوتر معزز بالإلكترونيات المتطورة.