ونقلت الوكالة عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على مفاوضات المصالحة الخليجية، قولهما إن "هناك من يعارض في أبو ظبي إعادة العلاقات إلى سابق عهدها".
ونقلت الوكالة عن محللين قولهم: "يبدو أن هناك تقاربا دون أي تنازلات كبرى من جانب الدوحة، بعدما عززت مقاطعة الدول الخليجية لها من اعتمادها على نفسها، ولو أنها تسببت بخسائر كبرى للخطوط الجوية القطرية".
وشاركت قطر في القمة الخليجية الأربعين، التي عقدت واختتمت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، بوفد ترأسه رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.
وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 2017 مقاطعتها لقطرعلى خلفية اتهامات للدوحة بتمويل جماعات إرهابية والتدخل في شؤون دول الجوار.
ومؤخرا بدت مؤشرات على قرب انتهاء الأزمة، خاصة مع إعلان مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين لكرة القدم في البطولة الخليجية، خليجي 24 الذي أقيم في دولة قطر.
جاء ذلك في وقت تحدثت وسائل إعلام غربية عن تقارب بين السعودية وقطر، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ووكالة "رويترز" أن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قام بزيارة سرية إلى السعودية، سعت من خلالها قطر إلى تقديم عرض مغر للإعادة العلاقات بين البلدين.
وقالت الصحيفة الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعرب، إن وزير الخارجية القطري، سافر الشهر الماضي (نوفمبر) في رحلة غير معلنة إلى السعودية، للقاء كبار المسؤولين السعوديين، لإنهاء الخلاف الذي دام نحو عامين.
وقال مسؤول عربي للصحيفة الأمريكية "قدم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال الزيارة إلى الرياض، عرضا مفاجئا، لإنهاء الخلاف بين البلدين".
ولفتت الصحيفة إلى أن الوزير القطري كل بكل وضوح للجانب السعودي أنهم "مستعدون لقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، مقابل عودة العلاقات".
كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين قولهما إن الزيارة السرية التقى فيها وزير الخارجية القطري بمسؤولين سعوديين بارزين الشهر الماضي.
ولم يرد مكتب الاتصالات الحكومي بالسعودية على الفور على طلب للتعليق. وكان عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية قد أبلغ الصحفيين قبل أيام بأن الرياض ما زالت تنتظر رد الدوحة على المطالب.
وقال دبلوماسي من إحدى دول الخليج العربية إن من المتوقع عقد قمة إقليمية أوائل الشهر القادم في الرياض قد تضع الأساس لتحسين العلاقات وهو أمر بات الآن مرجحا أكثر من أي وقت مضى.
ونشرت وكالة "رويترز" اليوم تقريرا حول حضور رئيس وزراء قطر، قمة مجلس التعاون الخليجي في السعودية، وقالت الوكالة إن هذه المشاركة "أوضح إشارة حتى الآن على انفراج محتمل في الخلاف الإقليمي".
وكانت آخر مرة زار فيها رئيس الوزراء القطري السعودية في مايو/ أيار، لحضور قمة طارئة في أعقاب هجوم على ناقلات نفط في مياه الخليج.
وقالت "رويترز" إن حضور رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني القمة الخليجية، أعلى مستوى من التمثيل القطري بالقمة السنوية منذ 2017، ويأتي في أعقاب تكثيف الجهود لحل الخلاف بين حلفاء الولايات المتحدة.
ونقلت الوكالة عن مسؤول إقليمي بارز، قوله: "الكويت تعمل في الفترة الأخيرة بجد شديد من أجل تحقيق المصالحة... بدعم من الولايات المتحدة".
ولفتت الوكالة الانتباه إلى أن اجتماعات القمة الخليجية المغلقة لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة، قبل صدور البيان الختامي، الذي أكد على الحاجة إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني وتعهد إنشاء تكتل مالي ونقدي بحلول 2025.
وقال مصدران مطلعان إن "الرياض خففت موقفها بشأن قائمة تضم 13 مطلبا لرفع الحصار، منها أن تقطع الدوحة علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين، وتوقف قناة الجزيرة التلفزيونية وتغلق قاعدة عسكرية تركية، وتقلص علاقاتها مع إيران التي تشترك معها قطر في حقل نفطي عملاق".
كما قال دبلوماسي غربي إن "القمة قد تكون خطوة للأمام باتجاه حل الخلاف لكن من المستبعد رؤية نهاية فورية له".