وأعلن والد المصور، زيد محمد الخفاجي، في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مساء اليوم، إطلاق سراح نجله، بعد أسبوع من اختطافه على يد مجموعة مسلحة، اقتادته من أمام منزله في حي القاهرة، ببغداد، فجر الجمعة 6 ديسمبر الجاري، بعد عودته من المظاهرات في ساحة التحرير.
ونقلت مراسلتنا، نقلا عن مصادر محلية، الجمعة الماضية، أن مسلحين مجهولين اختطفوا مصورا أثناء عودته إلى منزله من المظاهرات في وسط العاصمة بغداد.
وحسب المصادر، اختطف المصور زيد الخفاجي، على يد مسلحين مجهولين يقودون سيارة من طراز كيا "سبورتج" سوداء اللون لا تحمل لوحة أرقام، من أمام منزله بعد عودته فجر الجمعة، من ساحة التحرير، واقتياده إلى جهة مجهولة.
وأكدت المصادر وهم أصدقاء الخفاجي، أنه اعتقل في وقت سابق منذ بداية المظاهرات الشعبية الكبرى في بغداد، وأطلق سراحه بعد توقيعه تعهدا بعدم الوصول إلى ساحة التحرير التي يوثق أحداثها بالصور على مدار يومي.
وارتفعت حصيلة العنف (قتل واختطاف وتهديد)، الذي يلاحق الإعلاميين والصحفيين العاملين على تغطية التظاهرات في العراق، إلى أكثر من 100 إعلامي، من بينهم 3 قتلى حتى الآن، مع نجاة رئيس صحيفة من محاولة اغتيال وسط العاصمة بغداد.
وشهد الأسبوع الجاري مقتل المصور الحربي البارز، الشاب "أحمد المهنا"، في هجوم بالسلاح الأبيض "السكاكين" على يد مجموعة مسلحة اقتحمت ساحة الخلاني، وجسر السنك، في بغداد، ليلة الجمعة الماضية 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعد نحو يومين من اختطاف زميله "زيد محمد الخفاجي" على يد مجموعة مسلحة أيضا بعد عودته من المظاهرات، إلى منزله في حي القاهرة.
وقفزت حصيلة ملاحقة الإعلاميين والصحفيين في العراق، من 30 إلى 100 في غضون شهر واحد فقط، في حصيلة مستمرة مع تواصل الأحداث في البلاد، وتزايد عمليات الاغتيال بكاتم الصوت التي تلاحق أيضا الناشطين، والكتاب البارزين الداعمين والمشاركين في المظاهرات التي تشهدها العاصمة، ومدن الوسط، والجنوب.
وأعلن رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، إبراهيم السراجي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن حصيلة العنف حتى يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وثقت لدينا تعرض أكثر من 100 صحفي للاعتداء، والضرب، مع تحجيم ومهاجمة المؤسسات الإعلامية، وزادت بقتل المصور أحمد "المهنا"، وتعرض الصحفي "عبد الحسين عبد الرزاق"، واختطاف المصور زيد الخفاجي الذي مازال مختفيا ولا نعرف مصيره حتى الآن.
وكشف "السراجي" أن الصحفي، عبد الحسين عبد الرزاق، الذي يعمل رئيس تحرير صحيفة "الفيحاء"، التي تصدر في البصرة، نجا من محاولة اغتيال بعد مطاردته من قبل مسلحين بدراجة نارية، في منطقة الكرادة وسط بغداد.
ويؤكد السراجي أن التهديدات مستمرة بتصفية الصحفيين، وقسم منهم غادروا خارج البلاد، وإلى مناطق أخرى، وقسم آخر منهم اكتفوا وبقوا في بيوتهم.
واعتبر السراجي أن وزارة الداخلية عاجزة كونها لم تفتح حتى الآن، أي تحقيق بعمليات قتل، واستهداف الصحفيين في العراق.
وكشف عن توجه الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، إلى المحكمة الاتحادية، لإثارة القضية، لإسراع الإجراءات بعمل لجان تحقيقية بجرائم قتل الصحفيين، واختطافهم، منوها إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا حتى الآن منذ انطلاق المظاهرات في البلاد في مطلع أكتوبر الماضي، بلغ 3 قتلى هم: إبراهيم الأعظمي الذي قتل برصاص قناص، وأمجد الدهامات في ميسان، وأحمد المهنا مؤخرا بالقرب من ساحة الخلاني المحاذية للتحرير.
وأفاد رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، في ختام حديثه، بأن عمليات قتل الصحفيين، وملاحقتهم بالتهديدات، والاختطاف، لا توجد تحقيقات بها من قبل الجهات الأمنية، وجميع هذه الجرائم قيدت ضد "مجهول".