الجزائر - سبوتنيك. ويجد الرئيس الجديد نفسه أمام أزمة اقتصادية تلوح في الأفق، وملفات فساد كبرى هزّت الثقة بين الحاكم والمحكوم، وحراكٍ شعبي ضاغط، وعشرات الالتزامات التي قطعها خلال الحملة الانتخابية، على رأسها استرجاع الأموال المنهوبة في العهود المتتالية للرئيس السابق.
وفيما يخص الانتخابات البرلمانية المسبقة التي تطالب بها بعض الأوجه السياسية، لم يفصل الرئيس المنتخب في الأمر، مُرجعاً إمكانية تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة إلى المستجدات التي ستطرأ على الساحة السياسية.
وعن قراءته لفوز عبد المجيد تبون، بالرئاسيات في دورها الأول يقول أستاذ العلوم السياسة سليمان أعراج في حديث مع وكالة "سبوتنيك" إن النتائج كانت "واقعية، وترجمت بشكل واضح الإرادة الشعبية"، مؤكداً "هناك عوامل عديدة دفعت عبد المجيد تبون لتصدر المشهد".
وحول نسبة المشاركة، لفت أعراج "لن تضعف إطلاقا من شرعية الرئيس المنتخب بشكل ديمقراطي"، مضيفاً "العزوف الانتخابي واقع حتى في الديمقراطيات الكبرى، وأعتقد أن نسبة 58 بالمئة التي فاز بها السيد تبون مقبولة جدا، فالمقاطعة ليست حجة، ولا بديلا".
وعن المهام التي تنتظر الرئيس المنتخب، قال أعراج بأن تبون سجل نقاطا إيجابية في ندوته الصحفية التي أعقبت الإعلان عن فوزه، موضحا "الرئيس المنتخب مد يده للحراك، ما من شأنه بث طمأنينة في صفوف الشعب، وخلق جو من الاستقرار".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية "أعتقد أن الرئيس سيركز الآن على مواصلة عملية مكافحة الفساد، وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية، والعمل من أجل الدولة والشعب الجزائري".
وعن المحطات المقبلة لتبون، قال أورابح "شرعية الرئيس في الواقع على المحك، تُضاف إلى الشرعية البنيوية المهزوزة للنظام السياسي ككل، الذي يصر على التمدد وتحدي الرفض الشعبي الواسع والمستمر منذ 10 أشهر، واستعانته بأحد خُدام النظام القدماء يزيد من وقود الرفض الشعبي المرشح بقوة للاستمرار".
وأضاف الباحث الجامعي "بدون تقديم تنازلات كبرى في المجال السياسي، ومجال الحريات خاصة، وتحويل هذه العهدة الرئاسية إلى ما يشبه عهدة انتقالية تتجسد فيها المطالب الكبرى للحراك الشعبي، سيكون رئيس الأمر الواقع، وسيكون مضطرًا لتحمل استمرار الحراك الشعبي بزخم كبير".
ويبقى الحراك الشعبي بكل تعقيداته، وتراكماته أحد أهم التحديات التي ستواجه الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، فرغم مده يده للحراك من أجل الحوار، تتبقى الآليات العملية وكذا موقف الحراك نفسه من هذا الطلب، محل جدال وخلاف واسع.
وأعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات صبيحة يوم الجمعة الماضية، عن فوز المرشح المستقبل رئيس الحكومة السابق عبد المجيد تبون، برئاسة الجمهورية الجزائرية بنسبة 58.15 بالمئة.