وتابع الباحث في الشأن الإيراني في حديث لوكالة "سبوتنيك" اليوم الأحد "عمران خان أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي أن هذه الوساطة بطلب من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وولي العهد السعودي، وتعد زيارة عمران خان مؤخرا الرابعة لرئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية خلال العام الجاري، حيث قام بزيارات سابقة خلال شهور مايو/أيار وسبتمبر/تشرين الأول وأكتوبر/تشرين الثاني الماضية".
وأضاف قبال "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، زار باكستان خلال شهر فبراير/شباط الماضي، والهدف من الزيارة الأخيرة لعمران خان والتي سبقتها محادثات أجراها مؤخرا في السعودية مسئولون من باكستان بينهم وزير الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات الباكستانية، هو استكمال المحادثات مع القيادة السعودية على أعلى المستويات في إطار جهود الوساطة لخفض التوتر بين المملكة وإيران وسط أنباء عن تقدم ملحوظ في هذا الإطار".
وأشار قبال إلى أن "الثابت والمعلن أن تلك الزيارة تأتي في إطار الوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران في ظل حالة احتقان وترقب كادت أن تصل إلى حد المواجهة المباشرة بعد استهداف منشآت النفط السعودية واستمرار الدعم الإيراني لجماعة الحوثي والكشف مؤخرا عن أسلحة إيرانية في طريقها للحوثي، ويبدو أن باكستان التي تعد حليفا استراتيجيا للملكة العربية السعودية، لديها من الأدوات ما يؤهلها للعب دور الوساطة مع إيران التي يجمعها بها أيضا علاقات جيدة في ظل مشروعات اقتصادية ضخمة وتوافق إقليمي ودولي حول العديد من القضايا".
وأكمل الباحث في الشأن الإيراني "مع الأخذ في الاعتبار ما وصلت إليه الساحة اليمنية بعد سنوات من الحرب، يبدو أن السعودية باتت أقرب إلى البحث عن حل دائم في اليمن لا ينتقص من الدور العربي والشرعية اليمنية، وإيران حليف الحوثي لا يمكن استبعادها من تلك المعادلة، لكن وفق آلية ربما تنجح باكستان في صياغتها والتوسط لتثبيتها".
وزار رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أمس السبت، السعودية لإجراء محادثات مع قيادة البلاد في إطار مواصلة جهود الوساطة لخفض التوتر بين المملكة وإيران وسط أنباء عن "طفرة معينة".
وأشار المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، محمد فيصل، في مؤتمر صحفي أسبوعي عقده الجمعة الماضية، إلى أن زيارة خان للسعودية ستكون الرابعة منذ مايو 2019، قائلا إن هذا الأمر يمثل "ميزة للعلاقات الأخوية" بين باكستان والمملكة.
وأضافت وسائل إعلام باكستانية أن هذه الزيارة مهدتها محادثات أجراها مؤخرا في السعودية مسؤولون آخرون من باكستان، بينهم وزير الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات.
وقالت صحيفة "Pakistan Today" إن "موجة زيارات القادة الباكستانيين المدنيين والعسكريين إلى السعودية وإيران خلال الأسابيع الأخيرة سمحت بترجيح تحقيق طفرة معينة في المناورات الدبلوماسية التي بادرت بها إسلام آباد".
وبدأت باكستان جهودها للتوسط بين طهران والرياض بعد الهجوم على منشأتين حيوتين لشركة "أرامكو" النفطية في السعودية في 14 سبتمبر، وأعلن خان في حينه أن هذه الوساطة طلبها كل من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وولي العهد السعودي.