وأضاف الوزير اللبناني: "هذا يشير إلى رقي الشعب اللبناني باستضافته لأكبر حالة نزوح تسجل في تاريخ البشرية والمقدرة بـ200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد وتوازي نصف شعبه. فلبنان البلد الرسالة، الذي بقي مساحةً للتنوع، فتح أبوابه لكل من اضطهد، بدءاً من إخوانه الفلسطينيين، وصولاً إلى إخوانه السوريين".
وتابع باسيل: "اليوم أناشدكم أن تقفوا إلى جانبه، وأن تمنعوا انهياره ليبقى الوطن النموذج، لمواجهة كل تطرف، وأن لا تزيد الحروب الاقتصادية مأساته فيصبح أهله وضيوفهم قافزين على أول قاربٍ بحثاً عن أرضٍ جديدة في بلدانكم، يجدون فيها حاجتهم وكرامتهم. كارثة انهيار لبنان ستعني أن بلداً في العالم لن يجرؤ بعدها على استقبال أي نازح".
وأضاف: "مدرك أننا ندفع سياسياً ثمن مقاربتنا للهجرة، بعدم تأييد مبدأ الاندماج وصولاً إلى التوطين. دَعونا دوماً إلى تنظيم عودة ممرحلة وآمنة وكريمة للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في وطنهم، وحذرنا من تحول الكثيرين منهم إلى طالبي عمل وليس إلى طالبي أمنٍ، وها نحن اليوم نشهد عودة طوعية متزايدة لهم بمعدل ألف في النهار الواحد، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان".
وقال: "كم جاهرنا سابقاً أنَّ اقتصادَ بلدٍ واحد لا يستطيع تحمل كلفة شعبين، وكم كنت قد شددت على أن لا ناتج محلياً من دون العامل المحلي وباستبداله بالعامل الأجنبي، فإذا بالعاملَين يصابان بالبطالة معاً. كل هذه المخاوف أضحت حقيقةً، والأكثر خطورة الآن بأن يُستعمل النازح الضحية وقوداً لحرب الآخرين على أرضنا".
وتابع: "تحذيري اليوم أن مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين قد يتوجهون من أرض لبنان إليكم بسبب ما يخطّط لنا. أتمنى أن أكون مخطئاً، فننجو معاً من مخاطر اللجوء وأعباء الاندماج الذي تدفع أوروبا ثمنه تطرفاً يمينياً متزايداً، يقابله تطرف آخر يمهد لكافة الصراعات. ماذا سيحل بالاعتدال عندها بعد أن كانت أوروبا انتهت من النازية والفاشية وكل أشكال العنصرية؟".
واعتبر باسيل أن "الوضع لا يبشّر بالخير. ما حصل في سوريا مهدد بتكرارِه عندنا، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلّبة، فهل هذا ما يراد للبنان؟ إن مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة، فإما أن تتحملوا أعباءها أو أن تتحملوا نتائجها، حافظوا على لبنان ودعوا شعبه يعيش فهو يستحق الحياة".