بدأت القصة حينما نوت جامعة بار إيلان الإسرائيلية عقد ندوة حول "المثلية الجنسية"، الأسبوع المقبل، وهو ما عارضته جماعات حقوقية إسرائيلية وكذلك حاخامات يهود كبار، بذريعة أنه ينشر الفسوق والفجور في الجامعات.
ندوة في يوم كامل
وأوضحت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني بأنه فور إعلان جامعة بار إيلان عن نيتها عقد ندوة أو مؤتمر حول "المثلية الجنسية" بين أروقتها، تلقت تهديدات جمة من جمعيات حقوقية ومن حاخامات يهود كثر، يرفضون التطرق إلى مثل هذه القضايا الخلافية.
وذكرت القناة بأنه بالفعل تلقت الجامعة تهديدا من جمعية حقوقية معروفة، وبأنه ردا على ذلك، قررت الجامعة نشر بيان مطول ومهم أكدت من خلاله نيتها الاستمرار فيما عزمت عليه، وهو إقامة المؤتمر أو الندوة التي تناقش بقوة حقوق المثلية الجنسية بوجه عام.
ضغوط مستمرة
وأوضحت الجامعة في بيانها أنه بعد ممارسة ضغوط من منظمات وجمعيات وحاخامات وبعد طرح أخبار كاذبة حول الحقوق الكاملة للمثلية الجنسية، فإنها تشدد على الاستمرار في نيتها إقامة الندوة في موعدها المحدد، وهو الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
ووزعت الجامعة الإسرائيلية التي تقع في قلب مدينة تل أبيب، على ساحل البحر المتوسط، بيانا لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، تبين من خلاله أنها تعرضت لضغوط جمة لإلغاء الندوة المقررة حول المثلية الجنسية، والتي من المزمع عقدها الأسبوع المقبل في قلب أروقة وجنبات الجامعة، وبالتأكيد على أن الموافقة على إقامة الندوة تم المصادقة عليه من قبل جميع الأطراف المعنية بالجامعة نفسها، وهي توفر لها الدعم الكامل، وبأن منظمة "ليبا" ـ منظمة إسرائيلية تدعى أنها تحاول الحفاظ على العادات والتقاليد اليهودية والهوة اليهودية وتقوية الروابط بين اليهود وبعضهم البعض ـ تعمل على محاولة إلغاء المؤتمر أو الندوة، وتقوم بتوزيع ونشر اخبار كاذبة حتى تضطر معها جامعة بار إيلان بإلغاء المؤتمر، مشددة على رأيها بأن الجامعة في طريقها لإقامة المؤتمر أو الندوة.
الصهيونية الدينية
ومن جهتها، أثارت القناة العبرية الـ"12"، مساء أمس، الخميس، القضية من جديد، حينما أكدت أن حاخامات كبار من الحركة الصهيونية الدينية توجهوا أمس الخميس إلى جامعة بار إيلان بالهجوم والنقد لنيتها إقامة مؤتمر حول المثلية الجنسية، والمتحولين جنسيا وما شابه من قضايا خلافية، لا ترغب الحركة الصهيونية الدينية في إثارتها أو الخوض فيها.
قضايا خلافية
وأفادت القناة بأن الحركة الصهيونية الدينية الإسرائيلية لا تعر الاهتمام إلى من يشارك في الندوة أو المنظمين لها، وإنما ترغب عدم الخوض في القضية برمتها، رغم أن المشاركين في الندوة هم متخصصون كبار ومن جامعات إسرائيلية مختلفة تمثل تيارات متباينة، ترغب طرح الموضوع ومناقشته بموضوعية.
وكتب الحاخامات اليهود الكبار رسالة أو بيانا لجامعة بار إيلان يدعونها فيه بإلغاء المؤتمر، المقرر عقده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، مؤكدين أن الجامعة خضعت أو استسلمت لأهواء أشخاص ومنظمات مثلية، وبأنها استسلمت فعليا لمزاج نشطاء ومنظمات مثلية إسرائيلية.
ولفتت القناة العبرية الـ"12" إلى أنه من بين الحاخامات اليهود الموقعين على عريضة أو البيان ضد إقامة الندوة، الحاخام ليئور دوف، حاخام مستوطنة كريات أربع والذي يعتبر واحدا من أهم الحاخامات اليهودية، ومعه الحاخام شلومو أفنيري، كبير حاخامات بيل إيل، ومعه آخرون من كبار الحاخامات في إسرائيل.
غلبة الطابع الديني
وأعرب هؤلاء الحاخامات في بيان مطول عن شعورهم بالحزن الشديد إقامة مثل هذه الندوات، خاصة في جامعة تحمل اسم الحاخام "مائير بار إيلان" ـ حاخام أرثوذكسي وزعيم صهيوني ورئيس حركة همزراحي في الولايات الأمريكية المتحدة خلال الإنتداب البريطاني على فلسطين ـ وبأنه من المفترض أن تكون الجامعة ذات طابع ديني، لكنها تقوم بعملية غسيل أدمغة للطلاب، والغرض من إقامة الندوة هو الظهور بأنها جامعة مفتوحة ومتقدمة في عيون الغير.
الدخول للجامعة بـ"فستان"
وأوضح الموقع الإلكتروني أن الجامعة تحاول إزعاج طلابها وإلهائهم بقضايا خلافية، حيث نقلت على لسان بعض الطلاب أنهم لم يسجلوا في كشوف الحضور للمؤتمر التي من المزمع عقدها في الجامعة، وبأن بعضهم لم يتوقع عقد مثل هذه الندوات، ولم يفهم البعض أيضا لماذا تعقد ندوة ليوم كامل عن "المثلية الجنسية"، فيما نقل الموقع الإلكتروني على لسان أحد الطلاب أنه يتوقع أن يأتي زميله للمحاضرة بـ"تنورة" أو "فستان".
يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تسمح بإقامة حدث لمدة أسبوع كامل للمثليين، وهو حدث يقام في شوارع تل أبيب، في الأسبوع الثاني من شهر يونيو/حزيران من كل عام، وهو جزء من الاحتفال الدولي للمثليين.